المقاومة الإيرانية :الطريق الوحيد لمواجهة تدخلات وإرهاب النظام الإيراني هو
الحزم – إن تطورات الأيام الماضية وضعت الحقائق الواضحة التي تم دفنها من خلال سياسات الاسترضاء في العلاقة مع النظام الإيراني أمام مرأى الجميع. ولأعوام وحدها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية(MEK) والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية(NCRI) التي كانت تقول بأن الطريق الوحيد لمواجهة النظام الإيراني هو الحزم ولكن سياسات الاسترضاء كانت تروج خلافا لذلك وتقول بأن لكبح النظام ولجمه يجب التماشي معه في ظل نفس هذه السياسات حتى ازدادت تدخلات وإرهاب هذا النظام ووصل به الأمر لادّعاء السيطرة على ٤ عواصم عربية.
مع اشتداد الضغوط الاقتصادية والسياسية وتفاقم التوترات في المنطقة نتيجة للتحركات العسكرية الأمريكية، ارتفعت موجة الصراع والنزاع بين زمرتي النظام بشأن التفاوض مع الولايات المتحدة. الداعون إلى التفاوض يتهمون زمرة خامنئي بأنهم يأخذون البلاد إلى الحرب والدمار، فيما تتهمهم الزمرة المقابلة بالخوف والتخاذل ويقولون لا نحصل شيئًا من المفاوضات، وأن الولايات المتحدة لن ترضى بشيء أقل من استسلامنا وتخاذلنا. بالطبع، كل هذا ظاهر المشهد. وأن ما يدور وراء الكواليس، فهو نزاع أكثر حدة، والخوف من الظروف المتفجرة أعمق بكثير، وتظهر الاجتماعات المغلقة لمجلس شورى الملالي تلك الحقيقة.
رفض رئيس السلطة القضائية الملا رئيسي، أي مفاوضات مع الولايات المتحدة وقال: ما نواجهه اليوم هو حرب اقتصادية ونفسية وسياسية يشنها العدو ومقابل هذه الأعمال العدائية، الشيء الذي سيضمن فوزنا، ليس التفاوض ولا الاستسلام، ولا أي تراجع أو ترحيب بمفاوضات مع المعتدين.
وفي تحليل لها، هاجمت وكالة أنباء قوات الحرس (14 مايو) دعاة المفاوضة وكتبت:إن فرض العقوبات الاقتصادية والضغط السياسي لدفع إيران إلى طاولة المفاوضات قد دفع أذهان بعض النخب والرأي العام إلى دفع إيران إلى الاعتقاد بضرورة حوار جاد وفوري مع حكومة ترامب وحتى التوصل إلى اتفاق جديد.
يستدل هؤلاء الأشخاص أنه إذا لم تدخل إيران في مفاوضات، فإن ظل الحرب سيكون أشد وطأة على البلاد، لكن يجب أن يقال لهؤلاء إنه يجب ألا يخافوا من خطر وقوع الحرب، والرضوخ للتفاوض، بل يجب مقاومة تطاولات الولايات المتحدة.
وقال الملا نبويان: هناك فكر في سياستنا الخارجية يميل إلى الغرب وهو يسود البلاد منذ ست سنوات. هذه الفكرة هي أننا والشعب غير كفوئين ويجب علينا التفاوض. هذا التفكير له إنجازان، الأول هو الاتفاق النووي والآخر هو CFT الذي يبحثون عنه الآن.
وأما تاج زاده فقد رد على نبويان بالقول: خامنئي هو الذي أجاز التفاوض في 90 أو 92 ، وفي حينه، قال صالحي الذي يشغل الآن منصب رئيس منظمة الطاقة الذرية، إنه لو واصلناالمفاوضات في ذلك الوقت، لكانت هناك مشاكل أقل.
وأضاف تاج زاده: «لسنا جبناء، ولكننا نخاف على النظام ولا نريد أن نضطر إلي الجلوس خلف طاولة المفاوضات من جديد عندما بلغ السيل الزبى…
وتساءل نبويان ماذا يضمن أن لا ينكث الطرف المقابل عهده في المفاوضات مرة أخرى وقال: «أنا أيضًا أؤيد المفاوضات، لكنه يجب أن لانخيف الشعب من الحرب والحكومة المتوهمة. ونعيد التفاوض، و نفتقد الصواريخ هذه المرة. من يضمن أن المشاكل السابقة لا تعود مرة أخرى؟شكك أحد أعضاء وخبراء زمرة خامنئي يدعى فؤاد إيزدي في نزاهة الولايات المتحدة في إثارة مسآلة التفاوض، قائلاً إن الولايات المتحدة تريد (النظام) أن ينهار من الداخل.
وأضاف «الاتصال الهاتفي لا يعني بالضرورة التفاوض، بله هناك كلمة أخرى باسم الحوار ، وهي في نظر الأمريكيين لا تعني التفاوض».
في نهاية كلمته، في إشارة إلى خطاب خامنئي، الذي قال لا نتفاوض مع الولايات المتحدة على جميع المستويات، طلب أن يصبح هذا قانونًا في مجلس شورى الملالي.
وفي المقابل كتب موقع بهار التابع لزمرة الإصلاحيين في تحليل له: «إن الإعلان عن الاستعداد للتفاوض مع حكومة ترامب، يمكن أن يمنع نجاح الرئيس الأمريكي في خطته الجديدة. بالإضافة إلى توفير مساحة تنفسية وشراء وقت».