لماذا اصبح وزير الخارجية الألماني ضيف غير مرحب به لنظام الملالي!
خلال زيارة وزير الخارجية الألماني هيكو ماس طهران
لماذا اصبح وزير الخارجية الألماني ضيف غير مرحب به لنظام الملالي! -زار وزير الخارجية الألماني هيكو
ماس طهران وبدأ على الفور مفاوضات مع ظريف، وزير خارجية النظام. ولكن قبل الرحلة، عكست آلة
الدعاية للنظام أجواء سلبية للرحلة وأهدافها ونتائجها.
بث تلفزيون النظام الليلة الماضية، تقريرًا إخباريًا من رحلة وزير الخارجية الألماني إلى طهران، عبر عن
خوفه وخيبة أمل النظام من الزيارة ونتائجها. وجاء في التقرير:
أظهر هيكو ماس في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبو، مواكبة ألمانيا
لمواقف الولايات المتحدة فيما يتعلق بالنظام الإيراني، وقال في المؤتمر: «إن القضايا التي ناقشناها
مع وزير الخارجية الأمريكي كانت حول إيران. ونحن نشارك رأي الولايات المتحدة التي يجب أن تمنع
بالتأكيد إيران من امتلاك سلاح نووي. هذا ليس سؤالا سريًا ومخفيًا. نحن نتحرك لمنع إيران، لكن برؤية
مختلفة».
وكان بومبو قد قال في المؤتمر الصحفي نفسه: «لقد تحدثنا إلى ماس حول إيران؛ نحن سعداء بقرار
ألمانيا بعدم السماح بأي رحلة جوية أخرى لإيران إلى ألمانيا».
لكن غضب وسخط النظام من وزير الخارجية الألماني ليس فقط لتصريحاته ومواقفه. بل يرى النظام أنه
يمثل الأوروبيين.
وقال مذيع تلفزيون النظام بهذا الصدد: «يجب على وزير الخارجية الألماني في طهران أن يجيب على
العديد من الأسئلة بشأن أفعال أوروبا، وفي واقع الأمر، فإن مسؤولي السياسة الخارجية سوف يطرحون
عليه أسئلة عن النكوث والتقاعس الأوروبي تجاه الاتفاق النووي». وأكد ظريف: «في الاتفاق النووي،
المشاركة ليست مهمة، وإنما النتيجة هي المهمة؛ عليهم أن يقولوا ما هي النتائج التي حصلوا عليها. أن
يقولوا نحن حاولنا ولكننا لم نحصل على شيء، فهذا غير مقبول لذلك يمكننا أن نقول نحن هذا لاحقًا بأننا
حاولنا ولم نحصل على شيء».
تحدد وسائل الإعلام في النظام جوانب أخرى من خوف النظام وخيبة أمله من خلال زيارة وزير الخارجية
الألماني ومضمون الزيارة.
كتبت صحيفة كيهان المحسوبة على خامنئي (10 يونيو) قائلاً: «ماذا نتوقع من ألمانيا عندما لم تزود
ظريف بالوقود» و كتبت: «ألمانيا… بينما هي مدينة لإيران، لكنها ظهرت مبتزة وادعت أنه يجب على
إيران أن تفي بالتزاماتها في الاتفاق النووي من جانب واحد دون أي توقع»!
وأشارت كيهان إلى تاريخ من الإجراءات الألمانية ضد النظام، بما في ذلك اعتقال أسدي، الدبلوماسي
الإرهابي للنظام الذي كان يعتزم تفجير قنبلة في تجمع للمقاومة الإيرانية في فيلبنت بباريس، وقالت:
«تيار سياسي يسعى إلى مزيد من الإشارة إلى أن رحلات وسطاء أمريكا لإيران قد خفضت سعر الدولار،
والآن إذا قمنا بالتفاوض مع ترامب مباشرة فكيف ستكون النتائج»!
وكانت الصحيفة نفسها قد كتبت (9 يونيو) أيضًا: «على عكس بعض المحاولات لشحن الأجواء، لا تأتي
سلطات اليابان وألمانيا إلى إيران للتوسط والحفاظ على الاتفاق النووي وتطوير العلاقات الاقصادية،
لكنهما يسافران فقط إلى إيران في دور” رسل ترامب “؛ والهدف الرئيسي لهما مجرد الوساطة لتنفيذ
المطالب المبالغ فيها لرئيس الولايات المتحدة».
كما أن الصحف الإصلاحية الحكومية ليس لديها الكثير من الأمل في زيارة وزير الخارجية الألماني.
أحد الخبراء في النظام، باسم صدقياني، ينبّه بالتداعيات السياسية لمثل هذه الرحلات وكتب يقول:
«الحقيقة هي أنه عندما يتعلق الأمر بالتوسط في إزالة فتيل التوتر بين واشنطن وطهران وفتح
المفاوضات بين الجانبين، فتعقبه حوارمباشر بين “أمن إسرائيل” و “الأمن السعودي”.».
ولكن الحقيقة هي أن العقوبات التي يواجهها النظام الآن والضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة
والأطراف الدولية كلها عكس ما كانت تمارس سابقًا. هذه هي المطالب نفسها التي كانت تؤكدها
المقاومة الإيرانية منذ 40 عامًا. لقد كانت المقاومة الإيرانية تطالب منذ 40 عامًا، بضرورة فرض مقاطعة
على النظام نفطيًا وتسليحيًا. المقاومة الإيرانية كانت قد طرحت مقاطعة البتروكيمياويات من قبل. كما
قلنا مرارًا وتكرارًا، فإن النظام على مفترق الطريق بين الانتحار والموت، وهذه الحالة مفهومة جيدًا لدى
الأطراف المقابلة أيضًا.