كارثة الخريجين العاطلين عن العمل في نظام الملالي
كارثة الخريجين العاطلين عن العمل في نظام الملالي – فقدت الجامعات الإيرانية مصداقيتها بشكل كارثي بعيد سيطرة الملالي على المؤسسة التعليمية، وظل خريجو الجامعات الإيرانية عاطلين عن العمل وخائفين من مستقبلهم الغامض.
تنشر بعض وسائل الاعلام بين فترة وأخرى تقارير صحافية عن أطباء أو مهندسين يمتهنون أعمال كـ”السباكة”، السياقة، بيع التذاكر، العتالة ومراسلي البريد(ساعي بريد) بسبب البطالة وبات أمراً شائعاً أن تجد إعلانات توظيف تشترط حيازة درجة البكالوريوس للعمل كـ”نادل”.
اعترافات الحكومة
في يونيو 2017، أقرت وكالة مهر للأنباء أن أكثر من 36 ٪ من العاطلين عن العمل هم خريجو جامعات وأكثر من نصف خريجي الجامعات يبحثون عن عمل. تشير تقديرات الوكالات الحكومية إلى وجود 7 ملايين خريج.
هذا العدد يكفي لإظهار التحدي الكبير الذي يواجهه الشباب في البلاد، ومما يثير الدهشة والغضب أن عدد الخريجين العاطلين عن العمل سيصل إلى 11 مليون في غضون العامين المقبلين (2020) حسب التقديرات.
صرح یعقوب محمدي فر، رئيس جامعة بو علي سينا في مدينة همدان معترفاً: “حصلت الكثير من الهيئات والجهات الحكومية على ترخيص لتأسيس جامعات، خلال السنوات القليلة الماضية، وأنتجت هذه الجامعات الكثير من الخريجين” وأضاف: “في السنوات الأخيرة، لم تقم وزارة العلوم بواجباتها الرئيسية” (موقع “جريدة إيران”، 20 أبريل 2019).
صرح غلام حسين حسيني نيا، رئيس “غرفة تعاون” النظام، ضمنياً أن الحكومة لا تسعى إلى تصحيح الوضع ولكنه وكدأب الملالي في التهرب من المسؤولية، أردف : “لسوء الحظ، لا توجد إرادة وطنية لحل مشكلة الخريجين”، ووصف اقتصاد النظام بأنّه “اقتصاد ريعي”.(تنسيم ـ 13 أغسطس 2019)
في هذا النظام الفاسد، وبطبيعة الحال، لا يصل المرء إلى منصب أو ثروة عن طرق المثابرة والعمل ومصير الجامعة وخريجيها واضح.
في العام 2018، عندما استولى الخوف على أزلام النظام عقب انتفاضة يناير 2018 وتحدث الجميع عن الأسباب، صرح مندوب مجلس النظام في مدينة فسا قائلاً: “يذهب مليون شاب إلى جامعات مختلفة كل عام.
لقد حصل عشرون مليون شخص على درجة البكالوريوس أو أعلى في العشرين عامًا الماضية، دون أن يؤخذ بعين الإعتبار مستوى التعليم وحاجة البلاد الحقيقة وما يلزمها من المهندسين والأطباء والمحامين واساتذة الجامعات وما إلى ذلك. (موقع “اعتماد” الحكومي – 2 مارس 2019)
وكتبت وكالة ايلنا الإخبارية في مقال في 22 أبريل 2019: “يرحب خريجو الجامعات بالعمل في مهن وضيعة ومحدودة الدخل أيضاً”.
وفي هذا الصدد، كتب موقع “رويداد” الحكومي في مقال بعنوان “جيش المتعلّمين العاطلين عن العمل”، وفقًا لأحمد رضا بيش بين، معاون (نائب) رئیس الجامعة في الشؤون الثقافية لجامعة العلوم التطبيقية: “أكثر من 90٪ من نظام التعليم غير مفيد!”
مصدر المشكلة
والحقيقة هي أننا في إيران اليوم، نواجه نظامًا فاسدًا تماماً ولو فحصنا أي ظاهرة اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية أو علمية أو حتى رياضية، سنجد لا محالة آثاراً من فساد قوات الحرس و جهات النظام الأخرى. هذا هو واقع الخريجين الجامعيين في ظل الظروف التي أوصل الملالي البلاد إليها. اليوم جيل الشباب الجامعي الواعي والمثقف بات أحد أبرز وجوه الاحتجاجات والأنشطة.
الاحتجاجات “الحقة” التي تشهدها البلاد، إذا كان يجب التعامل معها حقًا، سوف تأتي على النظام بأكمله وستحدث تغييراً لا مفر منه. كما هو الحال في الفعاليات الاجتماعية الأخرى، فإن النتيجة النهائية للاحتجاجات الشعبية، حتى عندما يتعلق الأمر بأسعار اللحوم والبصل، ستؤدي حتماً إلى المساهمة في إسقاط نظام ولاية الفقيه الشرير.
الجامعة – القنبلة العنقودية
إذا دققنا بشكل أعمق، سنجد أن بطالة المهنيين والأخصائيين وخريجي الجامعات ليست أمراً عفوياً ولا بسبب الفساد المنهجي في النظام أو عدم كفاءته في خلق وظائف كافية، ففي نظام الملالي ومنذ اليوم الأول، كان الهدف هو إفراغ الجامعة من محتواها كبيئة منتجة للأفكار والعلم، والمكان الذي كان دائمًا مركزاً للعديد من الحركات الاجتماعية.
صرح الخميني قبل أن يستحوذ على السلطة وعندما كانت الجامعات تلعب دورًا مهماً في الانتفاضة المناهضة للنظام الملكي وكان الطلاب في طليعة المسيرات الاحتجاجية، قائلاً: “لا يمكن لأساتذة الجامعة العمل بحرية،لا يمكن لطلاب الجامعة مواصلة تعليمهم بحرية، توظف الحكومة حفنة من المرتزقة أصحاب الهراوات لفرض سلطتها،لقد سلبوا أي حرية من الطلاب. (نوفل لوشاتو ، 24 أكتوبر 1978)
ولكن بمجرد وصوله إلى السلطة، في الأشهر الأولى، كشف عن كراهيته التاريخية وعدائه الشديد للجامعة وطلابها وقال صراحة: “إن جذور كل الكوارث التي حدثت للبشرية جاءت من الجامعات، لقد حدثت {الكوارث} من هذه التخصصات الأكاديمية، كل المصائب الموجودة في العالم جاءت من مفكرين جامعيين وأخصائيين، تسببت الجامعات بإسقاط بلادنا بأيدي القوى العظمى. الآن تجلس وتكتب لماذا تم إغلاق الجامعة؟
إذا كنت مهتمًا بالإسلام، فاعلم أن مخاطر الجامعة أعلى من مخاطر القنبلة العنقودية. (خميني في لقائه بأعضاء مكتب تعزيز الوحدة بين الجامعات والحوزات العلمية) 18 ديسمبر 1980.