المقاومة الإيرانية هي الصداع المزمن في رأس نظام الملالي والذي لا علاج له
المقاومة الإيرانية هي الصداع المزمن في رأس نظام الملالي والذي لا علاج له – إن تحركات نظام الملالي المشلولة غريبة للغاية بالنسبة للمراقب الذي لا يفهم طبيعة هذا النظام المعادية للبشر والمعادية لإيران.
فعلى سبيل المثال، بينما كانت تسعى جميع الدول الأوروبية إلى توجيه المناخ بين نظام الملالي وأمريكا إلى التفاوض والمصالحة، قلب هذا النظام طاولة المفاوضات ورفض التفاوض جراء هجومه على المنشآت النفطية السعودية. فما هو السبب؟
يعرف نظام الملالي أنه في حالة الانصياع للتفاوض، يتعين عليه أن يخضع لشروطه. وهذا يعني تحويل ميزان القوى لصالح الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.
لهذا السبب فهو على استعداد أن يتحمل العزلة وحتى التهديد العسكري الخارجي حتى يبقى الوضع كما هو عليه ويبقى في أمان مؤقتًا من التهديد الرئيسي.
لكن الخوف من كراهية الشعب للزمر الحاكمة ليس بالشيء الذي يمكن أن يتستر عليه النظام. ويمكن لنا ملاحظة ذلك الأمر كل يوم في تعليقات المسؤولين والعناصر الحكومية. ويتجسد الألم الرئيسي لنظام الملالي في معارضة الشعب لهذا النظام برمته.
وعشية بيان انتخابات نظام الملالي حذر الخبير الحكومي المتحيز لزمرة روحاني، مهدي مطهرنيا، الزمر الحاكمة من أن قضية الشعب الإيراني بعد 4 عقود ليست أي زمرة من الزمر الحاكمة. وفي إشارة إلى الوضع الاقتصادي للناس الذين یعانون من “سیاق وضع مقلق” و “رکود شديد وقلق ناجم عن عجز الميزانية “.
قال: ” يجب أن نراعي أن الناس يشعرون بالقلق من المستقبل في ظل هذا الوضع لكنهم في حاجة ماسة إلى الهروب من الماضي لكي يحققوا المستقبل المنشود .
وما نشاهده من الناس فيما يتعلق بانهيار مختلف الفصائل السياسية هو أن الناس لم يعدوا يقبلون الحركات السياسية في العقود الأربعة الماضية كثيرًا. ”
في 16 سبتمبر ، اعترف خبير آخر في الحكومة ، معيدفر ، بعدم وجود دعم شعبي للنظام وقال لوسائل الإعلام الحكومية: ” إن الانهيار هو ما نراه اليوم في إيران . صحيح أننا لدينا مدن وإناس يعيشون بجوار بعضهم البعض، أو شوارع وأماكن عمل مزدحمة، لكنهم لا يشعرون بالمسؤولية تجاه بعضهم البعض.
بمعنى أن التضامن الاجتماعي الذي كان فيما مضى يحافظ تلقائيًا على المجتمع، تراجع اليوم في ظل بعض المتطلبات الأمنية والعسكرية وليس فيه شيء آخر سوى عدد من المؤسسات السيادية والحكومية التي تلعب دورًا بدلًا من المجتمع؛ وهي السيادة والحكومة التي انقطعت علاقتها بالمجتمع”.
واعترف الخبير الحكومي المذكور بعدم كفاءة المؤسسات القمعية السيادية في قمع الانتفاضات الاجتماعية، وفي إشارة إلى انتفاضات يناير 2018، قال: “إذا اعتقدنا أن الحكومة المركزية قد أوقفت وقمعت كل شيء، فالأمر ليس كذلك، وسوف یکون للمواطنين والبلد والجماهير وأعداد هائلة من الناس وليس المجتمع رد فعل فوري”.
وأشار تلميحًا إلى احتمال تمزيق شبكة تضييق الخناق، وحذر قائلًا: ” من المحتمل أن تتغير ردود أفعال الناس فورًا إذا تم خلق وضع اجتماعي لأي سبب من الأسباب ونشأ شعور بالتكاتف والتماسك الاجتماعي”.
في مقابلة مع قناة العربية اعترف أمير توحيد فاضل، الصحفي الذي مُنح حق اللجوء للغرب أثناء زيارة جواد ظريف لـ “ستوكهولم” ، بهذه الحقيقة وقال: “إن الجمهورية الإسلامية تواجه أزمة شرعية حادة بين الشعب الإيراني، فجميع الديكتاتوريون يفكرون ويتخذون القرارات مثل بعضهم البعض ولا يتعلمون الدرس أبدًا من مصير بعضهم البعض.
هذا يدل على أن شرعية نظام الملالي الإيراني وتقبُل الجمهورية الإسلامية تمر بأسوأ الظروف الممكنة وتشهد مرحلة حرجة.
وأشار بعض الوكلاء الحكوميين إلى هذه الفجوة العسيرة الحل بين الشعب ونظام الملالي.
من بينهم أشارت المواقع الحكومية إلى اعتراف أحد أعضاء مجلس شورى الملالي، حيث قال: ” إن الفساد قد اخترق مختلف الأجهزة الحكومية بشكل ممنهج منذ أكثر من عقدين، وليست أموال الأمة المنهوبة فقط هي التي تسببت في موجة عدم الثقة في البلاد.
لكن هذه ليست كلمة الشعب الإيراني الأخيرة لهذا النظام اللاإنساني. بل هي ما كانوا يصرخون به خلال انتفاضة يناير 2018 ” فليسقط مبدأ ولاية الفقية” و ” لا للإصلاحيين ولا للأصوليين، انتهت اللعبة”.
ليس هناك من يسبب صداعا وكابوسا مزمنا للنظام الديني الحاكم في إيران، كما هي الحال مع رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية وقائدة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، التي برزت كزعيمة ذات دور استثنائي على الساحة الايرانية، وأصبحت، في الوقت، بمثابة قدوة ونموذجا إيجابيا للمرأة الشرقية عموما والمسلمة خصوصا.