إيران ترى الاحتجاجات في العراق ولبنان تهديدًا خطیراً لها
إيران ترى الاحتجاجات في العراق ولبنان تهديدًا خطیراً لها – يشعر المسؤولون الإيرانيون بالقلق إزاء نقل المظاهرات الشعبية من الدول المجاورة إلى إيران نفسها.
إن المظاهرات الحاشدة المناهضة للحكومة في العراق ولبنان، والتي تتصف بالعداء والكراهية لنظام الملالي، قد عرضت مصالح هذا النظام فجأة للخطر. كما استطاعت هذه المظاهرات أن تثير المظاهرات في إيران.
إذا نجح المتظاهرون اللبنانيون والعراقيون في الإطاحة بحكومتيهما وإضعاف الأحزاب السياسية القائمة على العلاقات العميقة مع قادة النظام الحاكم في إيران. وسوف يخسر نظام الملالي الاستثمار المالي والسياسي والعسكري لعقود طويلة.
والجدير بالذكر أن هجوم علي خامنئي على المظاهرات في حديثه دليل على التهديد الذي يشعر به. ويفيد تقرير وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية أن إيران أغلقت بعض معابرها الحدودية مع العراق أمام المسافرين والتجار.
ووصف المسؤولون الإيرانيون هذه الانتفاضات بأنها “فتنة”، وهي الكلمة التي استخدموها في المظاهرات المحلية المناهضة للحكومة في عامي 2009 و 2017. إذ قال البعض إن أمريكا وإسرائيل والسعودية يقفون وراء هذه الاضطرابات.
لكن المسؤولين الإيرانيين قلقون بشأن نقل المظاهرات من الدول المجاورة إلى الشعب الإيراني. وكانت آخر موجة من المظاهرات الشاملة في إيران عام 2017، وهي تشبه إلى حد بعيد ثورات الربيع العربي، والسبب الرئيسي فيها يكمن في الاقتصاد والبطالة والغضب من الفساد الحكومي.
وقال خبير شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، جوزيف بهود : “يرى قيادة نظام الملالي أن هذه الحركات تشكل تهديدًا لوجودهم”. حيث أمر خامنئي قوات الأمن بالاستعداد لمواجهة الانتفاضات.
كما لجأ نظام الملالي إلى أسلوب التخويف لتفريق المتظاهرين اللبنانيين. ففي يوم الثلاثاء، اقتحمت جماعة ميليشيات مدنية مرتدية الزي الأسود، وصفها الناس أنهم من أنصار حزب الله، موقع المظاهرة الرئيسي في وسط بيروت، وضربت المتظاهرين وقذفتهم بأبشع الألفاظ ودمرت خيامهم.
هذا وتُعد العراق تحديًا أكثر تعقيداً لنظام الملالي. ولهذا نجد قاسم سليماني، قائد قوة القدس في قوات الحرس لنظام الملالي الذي زار العراق عدة مرات في السنوات الأخيرة، يتوجه مؤخراً إلى بغداد لمساعدة الحكومة في قمع الانتفاضة. وشهدت المدن الشيعية مثل كربلاء – التي يبدو أن فيها قاعدة قوية للميليشيات المدعومة من نظام الملالي – اشتباكات عنيفة.
وعلى عكس اللبنانيين، انتقد العراقيون النظام الإيراني بشكل أكثر علانية وحرقوا علم النظام الإيراني وهتفوا بضرورة أن يغادر النظام الإيراني من بلادهم ودمروا ملصقات خامنئي وهجموا على مقرات قيادة الميليشيات الشيعية المدعومة من قوات الحرس لنظام الملالي.


