معتصمو ساحة التحرير يعملون على توحيد موقفهم في بقية المدن
العراق ودماء الشهداء هما وسائل التوحيد بين كل المعتصمين
میدل ایست اونلاین-أكد ناشطون وممثلون عن خيم الاعتصام في ساحة التحرير، أن مواقف خيم المعتصمين باتت موحدة في ما يتعلق بالمطالب. وفيما أشاروا إلى أنه تم التنسيق بين أغلب خيم الاعتصام لتجاوز الخلافات، كشفوا عن عزمهم التنسيق مع معظم الناشطين في بقية المحافظات العراقية.
ويقول زيدون عماد، ناشط وممثل لمجموعة خيم، “نازل اخذ حقي”، “نريد توحيد الكلمة والرأي بين جميع الخيم المعتصمة، ووحدنا المطالب في ساحة التحرير”. وأضاف لـ”اندبندنت عربية”، أن “هناك تنسيقاً أيضاً مع محافظات واسط وكربلاء والمثنى، ونقوم ببلورة أفكار شبه موحدة. وبلورنا فكرة شبه موحدة، من ضمن محاولاتنا لتوحيد كل الخيم المعتصمة في العراق”.
وأشار عماد إلى أن “هذه التشاورات تأتي ضمن محاولات الخروج بصيغة تجمع كل المحافظات في ما يتعلق بالمطالب”. ولفت إلى إشراك “ناشطين في المحافظات الغربية في المشاورات، ومن المؤمل أن يكون لنا لقاء معهم قريباً”.
وعن الخلافات داخل الاعتصام، أوضح عماد أن “حلقة الوصل بين جميع الخيم هو الهم الوطني الواحد، العراق ودماء الشهداء، وهما وسائل التوحيد بين كل المعتصمين”، لافتاً إلى أن “كل الخيم ترفض الحديث بشيء خارج السياق الوطني”.
إقالة الحكومة أبرز مطالبنا
ويتفق أغلب الناشطين والمعتصمين في ساحة التحرير والساحات الأخرى على مطلب إقالة الحكومة كشرط أساسي، مشيرين إلى أن لا إمكانية لأي تفاوض مع أي طرف قبل الإقالة.
وأكد عماد أن “كل الخيم في ساحة التحرير تتفق على مطلب إقالة الحكومة وفق المادة 81 من الدستور العراقي، وهو أبرز مطلب لنا، ويجمع عليه الكل”.
في المقابل، قال مهتدى أبو الجود، وهو ناشط وكاتب، إن “المطلب الرئيس الذي لا خلاف عليه هو إقالة رئيس الوزراء”. وأضاف أن “لا وجود لخلافات واضحة في الاعتصام. بعض المطالبات وجدناها غير ممكنة في المرحلة الحالية مع وجود تلك الطبقة السياسية وتم الاتفاق على تركها ومنها تعديل الدستور”.57 خيمة
وكشف أبو الجود إلى أن “هناك إجماعاً بين قرابة 57 خيمة اعتصام في ساحة التحرير على أن تكون مطالبهم موحدة وتصدر بعد التشاور والموافقة بين الجميع”.
وعن وجود التيارات الدينية، قال إن “هناك وجوداً لتيارات دينية وعشائرية في الساحة، لكن لا وجود لمعلَم واضح لتمييزهم عن الآخرين، خصوصاً أن الكل يجمع على المطالب الوطنية، والكل يرفع الشعارات الوطنية ويتجاوز الهويات الفرعية”.
وتابع أبو الجود أن “السلطة تعول على بث الإشاعات في ساحة التحرير لخلق الشقاق بين المعتصمين، على أساس الهويات الفرعية، إلا أنها لم تنجح أمام قوة الروح الوطنية في ساحات التظاهر”.
البيان الرابع
وأشار أبو الجود إلى أن “البيانات تُمرَر على كل الخيم للوصول إلى صيغة واتفاق نهائيين بين الجميع”. ولفت إلى أنه “سيصدر البيان الرابع غداً (السبت) بعد اتفاق كل الخيم عليه”.
من جهة أخرى، قال غيث محمد، وهو ناشط وممثل عن خيمة “أولاد ثنوة”، إن “البيان الثالث الذي صدر من دون اتفاقات مسبقة بين جميع الخيم أدى إلى أن نجتمع ونقرر عدم خروج البيانات من دون الاتفاق بين الجميع”.
وأشار إلى أن “شكل الخلافات حول البيانات تتمحور غالباً حول الصياغات لا مضامين تلك البيانات”.
وعن البيان الذي سيصدر غداً، أعلن محمد أن “البيان سيصدر بعد التشاور مع الجميع، وسيخرج بالاتفاق بين الخيم، وأن المطلب الرئيسي الذي تم الاتفاق عليه هو إقالة الحكومة”. ولفت إلى أنه “لا تفاوض مع أي جهة من دون إقالة الحكومة”.
وعن وجود تيارات دينية وسياسية في الاحتجاجات، أوضح أنه “في البداية هناك ملاحظات حول وجود تيارات وتوجهات مختلفة، لكن الآن تبدو الهوية الوطنية هي الصفة التي تغلب على ساحة التظاهر والجميع يحمل الشعارات الوطنية ذاتها”.
من جهته، يرى الكاتب والباحث هشام الموزاني، أن ظهور “بعض الانشقاقات أمر طبيعي في التظاهرات”.
وتابع أن “من الطبيعي في كل الانتفاضات الشعبية أن تُخترق أو يتم ركوب موجتها، والملاحظة الأبرز هي أن الانشقاقات ليست بسبب المطالب وإنما بسبب التفاوض من عدمه”.
وأشار إلى أن “المشكلة في الأولويات بما يتعلق بالمطالب، وأبرز مطلبَين هما إقالة الحكومة وتسليم القتلة، والانشقاق هو حول تقديم أي من هذين المطلبين”.
وعن وجود التيارات الدينية، قال الموزاني إن “ظهور التيارات الدينية يزداد يوماً بعد آخر حتى تقول إنها سباقة في الوجود في التظاهرات لكن بشكل عام الخطاب الوطني يعلو على التفاصيل”.