الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

"أحذروا يومًا يتدفق فيه الحفاة في الشوارع"

“أحذروا يومًا يتدفق فيه الحفاة في الشوارع”

 

“أحذروا يومًا يتدفق فيه الحفاة في الشوارع”

 

 

“أحذروا يومًا يتدفق فيه الحفاة في الشوارع” – قلقًا من استمرار الاحتجاجات وانتفاضة الشعب، أسدت وسائل الإعلام وعناصر زمرة روحاني نصيحة للمسؤولين في الحكومة وطالبوها بأن تستمع لصوت الشعب.

فمن جانبه يخشى فاضل ميبدي، من عدم اكتراث زعماء الحكومة بمشاكل المواطنين، ويأتي وقت تندلع فيه انتفاضة أشمل وتجعل نظام الملالي يعاني من عواقب أكثر مرارةً من عواقب انتفاضة شهر نوفمبر 2019 ، قائلًا: ما لم نسمع إلى مطالب الشعب سنعاني من عواقب أكثر وخامة ومرارة، ومنها:  أولًا،  انعدام ثقة الشعب في النظام برمته . ثانيًا،  يصبر الناس على آلامهم ويثورون كالأسود في وقت آخر ولا أحد يمكنه الوقوف ضدهم. ثالثًا ،  اندلاع اضطرابات تأكل الأخضر واليابس لا سمح الله”. 

"أحذروا يومًا يتدفق فيه الحفاة في الشوارع"

واستطرد مبيدي حديثه محذرًا من خطر الفقر الذي يطوق الشعب والذي دمر حياة الناس لدرجة أنه أجبر المجتمع على الانتفاضة . وفي هذا الصدد، يجب على المسؤولين ألا يوفروا الأرضية لهذا المناخ . وإذا أولى رجال الدولة المزيد من الاهتمام بالحقائق الاجتماعية، فعليهم أن يعترفوا رسميًا باحتجاجات الشعب وأن يستمعوا لصوت المواطنين. وفي هذه الحالة لن نواجه مثل هذه الأحداث المريرة بعد الآن “. “(صحيفة ”  آرمان ” ،  4 نوفمبر 2019)

وقلقًا من انتفاضة الحفاة، حذرت صحيفة ” جمهورى اسلامي” في انتقادها لخطة رفع أسعار البنزين وسياسة حكومة روحاني في هذا الصدد، قادة الحكومة والمراجع الحكومية ، قائلةً: ” إعلموا أن استياء الطبقات الفقيرة والمضطهدة شديد جدًا ويزداد يومًا بعد يوم.  وأولئك الذين يُسحقون في دوامة الغلاء هم الحفاة.   فاحذروا يومًا يتدفق فيه الحفاة في الشوارع، وقبل أن يفوت الآوان راعوا المضطهدين”. (صحيفة “جمهورى اسلامى” ،  4 ديسمبر 2019)

"أحذروا يومًا يتدفق فيه الحفاة في الشوارع"

وحذر الملا هاشم هاشم زاده هريسي، عضو مجلس الخبراء، في اعترافه بعجز الحكومة عن قمع الشعب، قائلًا: “لا يجب على المسؤولين القيام بأعمال من شأنها أن ترفع صوت الشعب وتصدع جدار الثقة فيهم. فهل من الممكن قمع الاستياء والضغينة؟  “(صحيفة “ايران”،  4 ديسمبر 2019)

 

من الواضح أن هذه العناصر تابعة لزمرة مفترسة في نظام الملالي ومن بين الأشخاص الذين يعيشون على ما ينهبه النظام؛  لا تحترق قلوبهم على الفقراء ، ولكن كما يعترف كاتب الافتتاحية في صحيفة “جمهورى اسلامى” صراحةً بأنهم يخشون  من عواقب هذا الوضع المتمثلة في تدفق الحفاة في الشوارع، وينحصر قلقهم في إمكانية الإطاحة بهذا النظام القمعي المفترس الدجال على يد أبطال الانتفاضة الأشاوس.

واستشهادًا بهذه المخاوف لا ترى صحيفة ” رسالت” التابعة لزمرة خامنئي أن انتفاضة شهر نوفمبر قد انتهت، وفي هذا الصدد تحذر قائلةً: ” لا يجب أن نعتقد أن كل شيء قد انتهى بانتهاء الاضطرابات في الشوارع”.  (صحيفة “رسالت” ،  4 ديسمبر 2019)

وتعبر صحيفة “جوان” التابعة لقوات حرس نظام الملالي، عن قلقها من استخدام المنتفضين والشباب الثائر لشبكات التواصل الاجتماعي للتخطيط للإطاحة، إذ تقول:  ” إن الثوار يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي وقدرة العالم الافتراضي عبر شبكة الإنترنت لتحويل الأضرار إلى تهديدات، والتنظيم والتدريب وإعداد شبكة للتحريض على الفتنة وإثارة الشغب، وتوجيه وقيادة شبكات هرمية للتخريب، والاتصال بشبكات التخريب الداخلية،  وما إلى ذلك”. (صحيفة ” جوان” ،  4 ديسمبر 2019)

ويأتي التعبير عن التوجس والقلق من استمرار الانتفاضة استنادًا إلى أنها بالفعل مستمرة وآخذة في التقدم.

"أحذروا يومًا يتدفق فيه الحفاة في الشوارع"

إن وسائل الإعلام والعناصر التي تنقل عنهم التصريحات يدركون جيدًا أن الثوار ولاسيما الشباب لن يتخلوا عن تحقيق الهدف المقدس المتمثل في ضرورة الإطاحة بنظام الملالي خاصة وأن وراءهم معاقل الانتفاضة ودعم مقاومة منظمة. 

إن المواطنين والشباب الذين أدت تكتيكاتهم في مسرح الانتفاضة الأخيرة  إلى الإخلال بأمن القوى القمعية، كما ضيقوا الخناق على العدو في الفضاء الإلكتروني؛ لدرجة أن صحيفة “جوان” التابعة لقوات الحرس لنظام الملالي، اضطرت إلى الاعتراف في اليوم العشرين ببعض هذه الأنشطة والتكتيكات.  

والحقيقة هي أن انتفاضة نوفمبر 2019 تمتد جذورها إلى الاحتجاجات والانتفاضات السابقة مثل انتفاضتي كانون الأول 2017 وأغسطس 2018 على وجه التحديد ، كما أن على خامنئي حذر في 2018 من اندلاع الانتفاضة في 2019 ، وفي هذا الصدد أمر المؤسسات الحكومية ولا سيما الأجهزة القمعية بالاستعداد لمواجهة مثل هذه الحالات.

وخلال هذه الانتفاضة الشعبية عرّض المواطنون نظام الملالي للإطاحة لدرجة أن هذا التحدي كان غير مسبوقًا على مدى الـ 40 عامًا الماضية. 

في غضون ذلك، تلقى نظام الملالي ضربة هائلة من الشعب والشباب الثائر ومعاقل الانفاضة،  ومني بهزيمة استراتيجية في مواجهة القوة الداعية لإسقاط النظام. 

ومن المؤكد أن المواطنين والشباب سيكونون مستعدين للقتال في المستقبل بتوازن القوى والخبرة المختلفة عن الانتفاضة الحالية نتيجة للخبرة التي اكتسبوها من هذه المعركة، لذلك، قلقًا من حدوث ذلك كتبت صحيفة “ابتكار” المنتمية لزمرة روحاني ، مقدمًا: ”  لا شك أن اليأس دبّ في مختلف الطبقات الاجتماعية بسرعة كبيرة أكثر من أي وقت مضى.  ويجب علينا البحث عن الخطر الرئيسي في وجود علاقة مخيبة للآمال بين مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية. حيث ترتبط  هذه الإحباطات العامة الواسعة الانتشار ببعضها البعض وتخلق قوة دفع جامحة لا يمكن السيطرة عليها على مستوى المجتمع. “(صحيفة ” ابتكار” ،  4 ديسمبر 2019)

إن هذه القوة الدافعة التي لا يمكن السيطرة عليها، هي تلاحم المواطنين مع بعضهم البعض من أجل الانتفاضة والإطاحة التي حذرت منها صحيفة “جمهورى اسلامى” ، حيث قالت:  ” احذروا يومًا يتدفق فيه الحفاة في الشوراع”.

إن هؤلاء الحفاة الذين سينهضون في الانتفاضة المقبلة هم أولئك الذين ينطبق عليهم القول القرآني” لا حيلة ولا وسيلة لهم” ، أي لا خيار لهم، وليس أمامهم سوى الانتفاضة والإطاحة بهذا النظام وإنشاء حكومة شعبية لا تعرف القمع والظلم والفساد في حق الشعب.