أي حل من الحلول الثلاثة سيختاره على خامنئي في منحدر الإطاحة الوعر؟
إحراق حوزة نظام الملالي للجهل والجريمة
أي حل من الحلول الثلاثة سيختاره على خامنئي في منحدر الإطاحة الوعر؟ – لقد أرهقت الفتنة الأصعب والأكثر وطأة من قبل، حكام الاضطهاد والقوة والنفاق فوق منحدر الإطاحة الوعر.
مشكلتهم هي أنه لم يعد أحد يصدق ما يقولون، وبات الناس يعتبرون الحكومة عدوهم الرئيسي بنسبة 100 في المائة.
ولا محالة لهم من أن يصرخوا في الظلام.
وهذا الرعب واضح في المطبوعات الحكومية وفي صلاة الجمعة، كما يلي:
تحذر صحيفة “سياست روز “، قائلة : استيقظوا أيها المسؤولون قبل أن يوقظكم الشعب.
تحذر صحيفة ” آرمان”، قائلة : “إذا تجاهلنا مطالب الشعب، فإن الاحتجاجات القادمة ستكون أكثر كارثية”.
وبطبيعة الحال، يمكننا فهم هذه التحذيرات بشكل أفضل في صلاة الجمعة، المنبر الرئيسي للولي الفقيه، بوصفها الأماكن التي ينقل فيها لُب تصريحات الولي الفقيه وآخر توجيهاته.
دعونا نرى مما يتألم الملالي؟!
يقول المعمم، شاهجراغي، في صلاة الجمعة في شهرري:
“عندما نتخطى حدث ما، لا يجب أن نعتقد أن الأمر قد انتهى، بل يجب أن نستمر في مراقبة العدو بأعين متيقظة وبحذر في الكمين.
ومازال بث الفتنة والعصيان مستمر هنا وهناك.
قال المعمم خاتمي في صلاة الجمعة في زنجان: “على مدى الـ 40 عامًا بذل العدو قصارى جهده في هذا الصدد، أي بث الفتنة، وقد أثبتت التجربة أن العدو لن يكف عن محاولاته على الإطلاق حتى تحقيق هدفه.
وقال المعمم موسوي في صلاة الجمعة في شهرضا: ” إن أعداء النظام رابضون في الكمين ؛ فالفتنة التي بدأت لم تنته”
وقال الملا معصومي في صلاة الجمعة في روديان سمنان: ” أنتم تتعرضون لفتنة كبرى يستثمرها العدو لأكثر من عامين، وسوف يأتي إليكم بعد لبنان والعراق.
الهدف هو الاطاحة بالنظام.
(بور محمدي) العنصر المجرم المعروف بمذبحة السجناء السياسيين في عام 1988 الذي كان قد قال في وقت سابق أنه يفتخر بإصدار الأحكام بالإعدام في حق المعارضين.
هذه المرة يبدو أنه خسر نفسه ويقول:
“إن هذه الفتن المتلاحقة حدثت في الماضي وسوف تزداد حدة في المستقبل أيضًا، لكننا بحاجة إلى توخي الحذر .
ولا ينبغي أن نتخذ قرارات من شأنها أن تؤدي إلى زيادة مشاكل الشعب.
سؤال: لماذا عناصر نظام الملالي مرعوبون وقلقون إلى هذا الحد؟
تسعى الحكومة من وراء الدعاية واسعة النطاق، إلى أن توحي للناس بأن الانتفاضة قد انتهت.
إلا أن الخوف والذعر تملك من أعماق قلوبهم، لأنهم أنفسهم يدركون ما يلي :
أولاً، على الرغم من الفيضان الدموي الذي أطلقه نظام الملالي والقتل العشوائي للمواطنين العزل، إلا أنه لم يتمكن من الوصول إلى مقر الانتفاضة وأن ينال من معاقل الانتفاضة، المحرك الرئيسي النشط للانتفاضة.
إن التبويق حول اعتقال القادة ما هو إلا دعاية جوفاء للتغطية على فشل وزارة الاستخبارات ومخابرات قوات الحرس لنظام الملالي.
إذ كانوا يتفاخرون باستمرار بأن كل شيء تحت سيطرتهم، والآن يعترف المساعد السياسي لقوات حرس نظام الملالي، الحرسي جواني، قائلًا: “قام العدو بتنظيم جيش” وحسبما قال الملا روحاني، إن الانتفاضة جاءت بعد الإعداد لها على مدى عامين.
والآن تتعرض قوات الحرس ووزارة الاستخبارات للأذى بسبب المزاعم الواهية بالسيطرة على الأوضاع .
ثانياً، إن الظروف التي أشعلت انتفاضة نوفمبر، تتجسد في الأزمة الاقتصادية والفقر والجوع والبطالة، وغيرها.
وما زالت مستمرة، وتتزايد هذه الضغوط وتصبح أكثر حدة يومًا بعد يوم.
وقال أحد عملاء نظام الملالي في وصف هذا الوضع: “إن السلسلة التي نضعها حول رقابنا تتناقص حبة كل يوم.
وفي النهاية، سوف تمسك بحناجرنا يومًا ما. فكل حبة من حبات السلسلة تمثل جزءًا من الشعب الإيراني
وإذا لم يلبوا حقوق الناس المشروعة بشكل صحيح، فسوف ينتفض الناس مرة أخرى للمطالبة بحقوقهم المشروعة.
وماذا سيفعل نظام الملالي على أرض الواقع في ظل هذا الوضع الاقتصادي المتردي؟ وهل ينوي جباية الضرائب من التجار والموتى ليسد العجز في الميزانية البالغ قدره 300000 مليار تومان؟
وعلى الرغم من أنه يعلم أن زيادة الضغط الضريبي على شعب أرهقت كاهله الضغوط الاقتصادية الساحقة، مثل رفع أسعار البنزين، إلا أن هذا الشعب يُكمن القدرة والاستعداد للانتفاضة بداخله.
يقول روحاني وقادة نظام الملالي الآخرون إنه كان من المقرر أن يقوم العدو بتنفيذ خطته بحلول نهاية شهري يناير وفبراير وقضية البنزين دفعته إلى أن يُبكّر في تنفيذ خطته، وبهذه الطريقة يركز على نقطة انطلاق موعد انتخابات مجلس شورى الملالي، حيث أن الانتخابات دائمًا ما تشهد نقطة انطلاق النزاعات داخل نظام الملالي وبالتالي يحدث الانقسام، ودائمًا ما يوفر هذا الوضع المناخ المناسب لتفجير الغضب والاحتجاجات الشاملة للشعب.
السؤال التالي هو، ماذا سيفعل نظام الملالي في منحدر الانتخابات الخطير؟
هناك ثلاث سيناريوهات في هذا المنحدر
1. سيحاول الولي الفقيه توحيد أركان نظامه واكتساح كافة الزمر الأخرى مثل مجلس شورى الملالي السابع وتشكيل مجلس موحّد مننتم إلى ولاية الفقيه ؛ ليتجاوز الوضع الحالي الخطير للغاية.
وتؤكد بعض المعطيات، مثل إعفاء علي لاريجاني وفلاحت بيشة، الرئيس السابق للجنة الأمن في مجلس شورى الملالي وعدد آخر من عناصر نظام الملالي؛ من المشاركة في الانتخابات الصورية. لكن معنى هذا السيناريو هو تفاقم الأزمة الداخلية وفضح وضع نظام الملالي الهش للغاية على الصعيد الدولي.
بالإضافة إلى ذلك، لن تقف الزمر المنافسة مكتوفة الأيدى، ومن منطلق أنها لا تتمنى التوفيق للزمرة المنافسة، ومصداقًا للمثل القائل لشمشون “عليّ وعلى أعدائي” فإنها ستحاول أن تسحب البساط من تحت أقدام الولي الفقيه، وبهذه الطريقة ستهب الرياح المبشرة بالخير على النيران تحت رماد الانتفاضة لينتفض الشعب ويحرق الأخضر واليابس وينهي عصر الطغيان.
2. في محاولة لإصلاح صورته على الصعيد الدولي والإسراع في إجراء الانتخابات، سيمنح الولي الفقيه الفرصة للمنافسين لاستعراض عضلاتهم ولعب دور في هذه المسرحية، مما يعني تصعيد الصراع بين الزمر الحاكمة وكشف النقاب عن ملفات فضائح بعضهم البعض. وهذا أيضًا يعتبر ركيزة جيدة لاندلاع الانتفاضة.
3. ونظراً لخطورة السيناريوهين المشار إليهما، فإن الولي الفقيه سيلغي مسرحية الانتخابات بإصدار إعلان رسمي أو غير رسمي عن حالة الطوارئ وسيؤجل الحملة الانتخابية حتى تستقر الأوضاع.
وهذا السيناريو أيضًا يعني أن الانهيار السياسي للنظام بالإضافة إلى الإفلاس الاقتصادي أمر واضح، وستكون النتيجة أيضًا استفزاز الانتفاضة ومعاقل الانتفاضة.
لذا، في ظل هذا المأزق المأساوي والمعضلة القاتلة، فإن نظام الملالي سيرتطم رأسه بصخرة الانتفاضة القوية في أي سيناريو يختاره ولا مخرج له للنجاة.
لكن في هذه الأثناء، يشير روحاني وعصابته إلى طريق للولي الفقيه الغارز في الوحل للنجاة، ألا وهو التفاوض، لكن هل التفاوض علاج وطريق للنجاة؟ أو كما قال خامنئي صراحة إن التفاوض سم، والتفاوض مع الإدارة الأمريكية الحالية سم مزدوج. وهذا موضوع يحتاج إلى مناقشة منفصلة.