الرعب من وقوع المرحلة الثانية من الانتفاضة
الرعب من وقوع المرحلة الثانية من الانتفاضة – الانتفاضة الإيرانية وإضرام النيران في المراكز الحكومية ومراكز النهب في نظام الملالي
لقد أدى ارتباك عناصر وقادة نظام الملالي الناجم عن صدمة انتفاضة شهر نوفمبر إلى وقوعهم في العديد من التناقضات،تم خلالها الكشف عن العديد من الحقائق. بدءًا من خامنئي الذي كسر الثوار كبرياءه حتى وكلاء وعناصر نظام الملالي الآخرين ومختلف وسائل الإعلام المنتمية له، حيث أنهم جميعًا كشفوا عن أسرار النظام في تصريحاتهم. وعلى الرغم من ادعاءاتهم بإخماد الانتفاضة والقبض علي جميع قادتها، إلا أنهم كشفوا النقاب عن رعبهم من الانتفاضات المقبلة.
إن القاسم المشترك بين كافة التصريحات المخيفة لعناصر نظام الملالي سواء أولئك الذين عبروا عنه صراحة أو أولئك الذين عبروا عنه بشكل ملتوي،هو التحذير من المرحلة الثانية من الانتفاضة التي ستبدأ في المستقبل القريب، حسب اعترافهم.
فعلى سبيل المثال، نجد أن موقع “سياست روز” الحكومي قد عبر في 8 ديسمبر 2019عن مخاوفه من أن تكون المرحلة الثانية من الانتفاضة على وشك الوقوع، كما يلي:
“يبدو أن فتنة شهر نوفمبر 2019 كانت المرحلة الأولى من الاضطرابات، وهناك احتمال كبير أن تنطلق المرحلة الثانية في إحدى المناسبات القادمة. فهي راقدة في الكمين تتربص الفرصة لشن هجوم ليلي على الثورة مرة أخرى مستغلة أي إهمال، لتوجيه ضربتها. ویعزى هذا الهجوم الليلي لعدة أسباب منها الخطأ في التقدير وعدم الاهتمام بالتأثيرات وعدة عوامل أخرى، إلا أنه من المرجج أن تكون المرحلة الثانية من فتنة 2019 على وشك الانطلاق.
كما لم يُخفي مصطفى بور محمدي، أحد جلادي مذبحة 30000 سجين سياسي في عام 1988 وهو من بين العناصر سيئة السمعة المكروهة من الشعب جراء ما ارتكبه من جرائم؛ رعبه من المرحلة الثانية من الانتفاضة. واعترف بهذه الحقيقة على الوجه التالي:
“إن هذه الفتن المتلاحقة كانت في الماضي وسوف تزداد في المستقبل أيضًا. ويجب علينا أن نكتسب الخبرة ونتعظ، وألا نتخذ القرارات مستقبلًا دون مبرر سياسي وإعلامي وأمني وأن يتوفر في كل الأساليب التي ننتهجها الاستعداد اللازم لتنفيذ أي قرار”.
التوضيح غير المسبوق
إن تصاعد الاحتجاجات كابوس يراه عناصر نظام الملالي قريبًا. لأنهم عانوا منه خلال انتفاضة نوفمبر، وعلى الرغم من القسوة غير المسبوقة في قتل المتظاهرين، إلا أنهم استطاعو توبيخ عشرات الأشخاص من العناصر العسكرية في نظام الملالي ومعاقبتهم. إضافة إلى تدمير مئات المراكز العسكرية ومراكز النهب. والجدير بالذكر أن غضب الشباب الثائر وصيحاته المدوية في انتفاضة نوفمبر دليل واضح على بث الرعب في قلوب نظام الملالي وإجباره على التخلي عن التحفظات والمجاملات في مواقف عناصره ووسائل إعلامه، ويحذر صراحةً من أنه سيواجه المزيد من الغضب في المستقبل.
ومن جانبها، اعترفت قناة التلغراف للأخبار العاجلة، وهي من ضمن وسائل الإعلام الخاصة بنظام الملالي في 7 ديسمبر 2019، صراحةً بتكوين قوة جديدة على هيئة تنظيمات. وأن المجتمع دفعنا كثيرًا للتحرك صوب العمل المسلح المتطرف. وتم بذل الكثير من الجهد في البلاد، وأجبرتنا سياسيات الشعب الخاطئة ولاسيما شبابنا ونساؤنا على القيام بردود فعل شرسة”.
لا توجد وسيلة أخرى
لا ينبغي لنا أن نتصور أن بعض المصطلحات مثل “تشكيل تنظيمات” و “المرحلة الثانية من الانتفاضة” التي سوف تتصاعد، وتوخي الحذر من “العمل المسلح المتطرف” كلمات وجمل عشوائية يطلقها عناصر نظام الملالي بدون سبب. ومن المفارقات أن يتم اختيار هذه البيانات بعناية فائقة بقدر كبير من الاعتبار والاعتماد. وهي انعكاسات للانتفاضة الرائعة للشباب ومعاقل الانتفاضة والحقائق القاسية التي أجبرت نظام الملالي وعناصره على الاعتراف بها. وهذا تغيير مرحلي في طريق نضال الشعب الإيراني ضد نظام ولاية الفقيه اللاإنساني الذي يدركه خامنئي والقادة العسكريون قبل أي شيء آخر.
فهم يعلمون جيدًا أن ممارستهم لهذا القدر من القسوة المفضوحة والبربرية ضد الشعب المطحون؛ لم تترك للشعب المضطهد طريقًا آخر سوى الإطاحة بهذا النظام ومعاقبة مرتكبي الجرائم والفساد.


