الخوف من تحول الوضع إلى ثورة وانفجارات أكبر
الخوف من تحول الوضع إلى ثورة وانفجارات أكبر – بعد انتفاضة نوفمبر 2019، كتبت وسائل الإعلام الحكومية والخبراء عن الفجوة العميقة الصعبة الحل بين الشعب ولاسيما الفقراء والحكم بسبب كل ما ضاع، وحذروا نظام الملالي من العواقب الوخيمة لهذا الوضع.
ويرون من وجهة نظرهم أن السبب في تحرك الشعب في انتفاضة نوفمبر 2017 ونوفمبر 2019 هو كرههم الشديد لحكومة الملالي. ويعترفون بأن السبب الرئيسي للفجوة بين الشعب والنظام هو الفقر الذي فرضه نظام ولاية الفقيه على أغلبية الشعب من جهة، وحرمانهم من الحقوق السياسية والاجتماعية وهي حق طبيعي ومشروع للمواطنين في أي بلد حر، من جهة أخرى.
وتصف صحيفة “ابتكار ” التابعة لزمرة روحاني في 12 ديسمبر 2019، الوضع الذي حدث بين الشعب ونظام الملالي بأنه وضع ثوري يضع الدولة في مرحلة خطيرة ويعرضها لمزيد من الاحتجاجات والانتفاضات.
ويرى كاتب المقال الافتتاحي لصحيفة “ابتكار” أن الوضع الثوري في إيران يصاحبه عنصر متسارع ومربك للانضباط القائم، بالإضافة إلى طبيعتة في خلق الأزمات”.
ومن الواضح جدًا أن معنى الوضع المربك للانضابط القائم هو أن الوضع الثوري قد وصل إلى درجة أن الاحتجاجات وتحرك وانتفاضة الشعب تتسم بطبيعة الإرادة لإسقاط النظام.
وترى الصحيفة المذكورة في مقالها المنشور بتاريخ 11 ديسمبر 2019، أن هذا الوضع ناجمم عن “مجموعة من الأصوات غير المسموعة حول الأشياء التي فقدوها ولم يهتم بها أحد” مثل الحياة ورأس المال والموهبة وغيرها”، وأن هذه الأزمة وصلت إلى حد ظهور عدم الثقة”.
ويعترف خبير حكومي في موقع “آرمان ملي” في 10 ديسمبر بحقيقة هذا الوضع الثوري، قائلًا: “إن هذه السياسات سوف تغرقنا أكثر في المستنقع الذي نحن أسرى فيه الآن، لذلك يجب أن نتوقع انفجارات أكبر في المستقبل”.
وأسدى كاتب المقال الافتتاحي في صحيفة “آرمان” في 12 ديسمبر 2019 النصيحة للهيئة الحاكمة بضرورة الإسراع في التفكير في الخروج من هذا الوضع . فهو وضع غير مستقر إلى حد كبير، وعدم الاستقرار سلاح ذو حدين، بمعنى أنه من شأنه أن يتحول في غمضة عين إلى وضع ثوري . والحكام هم المعنيين بمحاولة الحيلولة دون تعرض البلاد للوضع الثوري”.
ولكن الحقيقة هي أن الحكومة ليست لديها مخرج للخروج من هذا الوضع الثوري. والتوصية بعدم الاستسلام لهذا الوضع لن يحل أي مشكلة من مشكلات الفاشية الدينية الحاكمة. والجماهير الفقيرة والكادحة ومعاقل الانتفاضة بدعم من مقاومتهم الرائدة في انتفاضة شهر نوفمبر الرائعة هم الذين يرحبون بالوضع الثوري وعقدوا العزم على اقتلاع جذور نظام ولاية الفقيه من أرض إيران الطاهرة من خلال الوضع الثوري.
وأشارت صحيفة ” سياست روز” إلى رعب نظام الملالي من حدوث انفجارات أكبر متنبأة بأن فتنة نوفمبر 2019 كانت المرحلة الأولى من الاضطرابات، ومن المرجح بشدة أن تنطلق المرحلة الثانية في إحدى المناسبات القادمة”.
ويرى الكاتب في الصحيفة المشار إليها أن الفتنة تعني أن انتفاضة الشعب لم تُخمد وما يفعله الثوار يدل على أنه من المتوقع أن يكون لديهم خطة للاضطرابات وبث الفوضى”. (صحيفة ” سياست روز”، 8 ديسمبر 2019)
كما اعترف الحرسي، محمد باقر قاليباف بالوضع الثوري، قائلًا: ” في بعض الأحيان عندما لم يحدث شيء يصبح الوضع صعبًا لدرجة أن اللسان يعجز عن الدفاع عن النظام الإسلامي أحيانًا”. (صحيفة “رسالت ” 11 ديسمبر 2019)
إن التعبير عن هذ المخاوف من اندلاع الانتفاضة وانفجار غضب الشعب في المستقبل قائم على أن أكثرية الشعب من الفقراء والمطحونين ونسبتهم 96 في المائة، ألقوا بنظام الملالي في مستنقع الإطاحة.
وعلى أساس هذه الرغبة المقدسة أي الإطاحة سوف تستمر الانتفاضة وستمضي قدمًا ولن تتوقف.
إن اللغة الوحيدة التي تفهمها هذه الحكومة هي لغة الانتفاضة وبطش الشعب المنتفض، كما فعل الناس ضد قوات القمع أثناء انتفاضة نوفمبر واستهدفوا في الساعات الأولى مراكز القمع والنهب.


