الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

ذعر خامنئي من الإعلان عن عدد شهداء ومعتقلي الانتفاضة

ذعر خامنئي من الإعلان عن عدد شهداء ومعتقلي الانتفاضة

 

ذعر خامنئي من الإعلان عن عدد شهداء ومعتقلي الانتفاضة

 

 

ذعر خامنئي من الإعلان عن عدد شهداء ومعتقلي الانتفاضة – من بين القضايا التي انعكست في وسائل الإعلام خلال انتفاضة الشعب الإيراني في نوفمبر، وحظيت باهتمام فوري على الصعيدين المحلي والدولي، القمع الحكومي الواسع النطاق. وإعلان مجاهدي خلق عن أن عدد الشهداء  يبلغ 1500 فرد، والمصابين 4000 فرد، والمعتقلين 12000 فرد. كما أشار المسؤولون الأمريكيون إلى نفس الرقم في تصريحاتهم، إلا أنه خلافًا لما ذكرته المنظمات الدولية وبلدان أخرى، نجد نظام الملالي تهرب من تقديم أي إحصاء عن عدد القتلي والمعتقلين ولم يعلن عن أي رقم.  

 لماذا لم يقدم نظام الملالي أي إحصاء بعد مرور شهر حتى الآن؟ 

لم يقدم نظام الملالي أي إحصاء حتى الآن لأن حجم الجريمة كبير وخطير للغاية، وليس لديه القدرة على الإعلان عن حجم جريمته.

وبطبيعة الحال، لجأ نظام الملالي في البداية إلى إلقاء الكرة في ملعب السلطة القضائية والمدعي العام، وأدلوا بتصريحات حول اعتقال زعماء بث الفوضى والاضطرابات. 

ووصف أحمد خاتمي المحتجين، في صلاة جمعة طهران بمثيري الشغب وأجاز قتلهم، قائلًا “ابحثوا عن مثيري الشغب في المنازل مثلما حدث في عام 1981 “. 

والسبب في أن نظام الملالي غير قادر على نشر هذه المذبحة خلافًا لما حدث في عام 1981، هو ضعف شخصية خامنئي. فخامنئي أصبح الولي الفقيه بين عشية وضحاها ولم يوافق عليه أحد داخل النظام. وهذا يعني أن مختلف زمر النظام تطالب بنصيب من السلطة وحق المساءلة. ويفتقر خامنئي إلى القوة المهيمنة التي تمكنه من تحمل التكاليف الدولية الباهظة لمثل هذه الجرائم. ويدعون أنهم لديهم تفاعلات مع العالم لا يمكنهم قطعها. فروحاني كان يسعى لتسول التفاوض  في اليابان. وكان من المقرر أن يحرق خامنئي الاتفاق النووي، ولكن الآن نجد أن النظام الإيراني هو الطرف الوحيد الذي في أمس الحاجة لهذا الاتفاق. أي أن نظام الملالي أضعف من أن يتحمل التكاليف العالمية لمثل هذا القمع.

ومن ناحية أخرى، فإن نتيجة هذا النوع من القمع المكشوف ليست سوى تصعيد الانتفاضة وانتشارها، لأن النظام لديه خبرة ويعلم أن أي انتفاضة يقمعها تتبعها انتفاضة أقوى بكثير بعد فترة زمنة وجيزة.

 لماذا يورط نظام الملالي نفسه في هذا القمع الواسع النطاق؟

ربما لم يفكر النظام مطلقًا في أن أي تحرك مطلبي ظاهري من شأنه أن يتحول إلى أكبر حركة سياسية للإطاحة به، ولهذا السبب، اتخذ خامنئي القرار بالقمع التعسفي منذ اليوم الأول، ونفذ هذا الأمر لينقذ نفسه من الجحيم الذي أعده له الشعب، وهذا ما اعترف به كل من المسؤولين السياسيين والعسكريين.

وبالنظر إلى بعض الأمثلة على لسان عناصر النظام يتضح جيدًا ما هي جهنم التي يراها النظام أمامه، كما يلي: 

قال رحماني فضلي في 28 نوفمبر  2019 “تم إضرام النيران في 731 بنك، و140 مركز حكومي، و9 ”حوزات دينية“”.

وبالإضافة إلى رحماني فضلي، وصف حرسي يدعى آبنوش، يقال أنه قائد عمليات الباسيج، انتفاضة الشعب الإيراني الشاملة بأنها “حرب عالمية كاملة اجتاحت كافة أرجاء البلاد” وأكد قائلًا : إن الله وحده هو الذي نجانا”.

لماذا أمر خامنئي بإطلاق النار؟

يقول قادة نظام الملالي إن خامنئي رأى النظام على بعد خطوة واحدة من الإطاحة، وأمر بالقتل، وهذا هو السبب في أن وكلائه يقولون: “إن خامنئي تورط تمامًا في هذه الأحداث أو أنه كرس نفسه للنظام مرة أخرى”.  ومثل هذه الإيضاحات تشير إلى أن خامنئي كان يشرف على هذه العملية شخصيًا وأمر بالقتل. لذلك لم يكن أمام النظام خيار آخر. فالنقاش وكأنه لم يكن، واستطاع النظام أن يؤجل الإطاحة به لفترة زمنية محدودة بالقمع البربري فقط.   

ولا شك في أن وجود مقاومة منظمة أحبطت سياسية نظام الملالي في التستر على جرائمة بقطع الإنترنت، لأنها تتمتع بقاعدة شعبية ضخمة داخل البلاد، حيث أن المقاومة الإيرانية استطاعت أن تغطي أخبار الانتفاضة ولم تسمح للنظام الفاشي بالاستمرار في جرائمه باتباع نظرية الصمت. 

إن المقاومة الإيرانية معروفة على المستوى الدولي لدرجة أن براين هوك أعلن نفس الأرقام التي أعلنتها المقاومة، وعلى الرغم من أن كافة الجماعات والأحزاب المحلية والأجنبية تتحدث عن قتل 200 أو 300 فرد، إلا أن الرئيس الأمريكي أيضًا أشار إلى أن عدد القتلى يتجاوز 1000 شخص كما أعلنت منظمة مجاهدي خلق. 

وفيما يتعلق بقرار البرلمان الأوروبي والجمعية العامة للأمم المتحدة وجميع ردود الفعل الدولية، يقول نظام الملالي إن مجاهدي خلق هم من وراء هذه الأحداث.

 لماذا لا يزال نظام الملالي يلجأ إلى القمع البربري رغم كل ما يعانيه من نقاط الضعف؟

هذا الوضع يسمى بالمأزق، بمعنى أن نظام الملالي يرى الإطاحة به بأم عينيه. فهو من ناحية مضطر إلى اللجوء إلى القمع، ومن ناحية أخرى، ليست لديه الجرأة على أن يعترف بذلك، وهنا يلجأ النظام إلى الطريق الوسطي الذي يدعو إلى السخرية، ويدعي أنه عبر هذا المأزق المخيف.

خامنئي، الذي أمر بالمذبحة، استقل فجأة عربة الرأفة الإسلامية، وأرسل  بلطجي النظام، أي شمخاني إلى منازل شهداء الانتفاضة. ونرى أن أولئك الذين أمروا بالقتل  يذهبون إلى منازل شهداء الانتفاضة ويزرفون دموع التماسيح. وتزامنًا مع تصريحات قادة النظام السخيفة للغاية، إذ يقولون إن 85 في المائة من القتلى في طهران والمدن التابعة لها ممن لم يشاركوا في الاحتجاجات، أو أن قائد المعسكر القمعي المسمى ”محمد“ في طهران، الحرسي يزدي يقول: إننا نحقق الآن لمعرفة ما إذا كان أي من المحتجين قد قُتل هو الآخر.

إن كل هذه التصريحات تشير إلى الضعف الشديد في نظام الملالي، أي أن نفس مجرمي وقتلة عقد الثمانينيات الذين ما زالوا يقتلون الشعب الآن ليست لديهم الجرأة على أن يضعوا في عيونهم حصوة ملح ويعلنوا عن بعض أرقام جرائمهم. 

 المرحلة النهائية

إن نظام ولاية الفقيه يحتاج في المرحلة النهائية إلى القمع أكثر من احتياجه لخبز العشاء، ولكن بسبب ضعفه وانحلاله  اضطر إلى إرسال المسؤول الأول عن القمع، وهو رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي، شمخاني، إلى لقاء أسر الشهداء. 

حتى أنه لا يجرؤ على الإعلان عن أي عدد للقتلى أو المعتقلين، كما أنه استبعد أي عدد أعلن عنه في الأيام الأولى وتجاهله لأنه يعلم أن الإعلان عن أي عدد يعني بالنسبة له حبل المشنقة.