خامنئي المجرم یصدر الأوامر بقتل الشباب الثائر في المدن الإيرانية.
انتفاضة نوفمبر الدامية وتغيير العصر
خامنئي المجرم یصدر الأوامر بقتل الشباب الثائر في المدن الإيرانية – فعندما واجه خامنئي فيضان غضب المدن الثائرة شعر بانهيار سقف حكومة ولاية الفقيه الرجعية. وهو نفس الكابوس الذي ابتلي به لسنوات عديدة، وفي النهاية أصبح كابوسًا حقيقيًا على أرض الواقع في 24 نوفمبر. وفي صباح يوم 25 نوفمبر، هرع خامنئي المتهور إلى إظهار الوجه الكريه لولايته الفاسدة وأصدر الأوامر بارتكاب المذابح للشعب.
وفي الوقت نفسه، أمر بحجب الإنترنت، فلربما يتمكن حسبما يظن من التستر على حجم الجريمة وقتل الشباب على أيدي قوات حرس نظام الملالي الجهلة. ولم يكن أمام خامنئي أي خيار سوى ارتكاب المذابح. ولكن لم يمضي وقت طويل حتى كشفت المقاومة الإيرانية النقاب عن حجم الجريمة وقتل الشباب الإيراني، في جميع أنحاء العالم. وأظهرت العديد من الدول ردود فعلها على هذه الجريمة. وبالإضافة إلى الكراهية العالمية لنظام الملالي التي أثارتها هذه الجريمة، تعرض الإيرانيون مرة أخرى للبطش والقمع العلني في حواري وشوارع المدن الثائرة، وأكدوا على أن العصر قد تغير وحان الوقت للإطاحة بحكومة ولاية الفقيه. وفي ظل هذا التغيير في المرحلة ومقدار الاشمئزاز الذي أحدثه في جميع أنحاء إيران، لجأ خامنئي إلى حيلة سخيفة لعله يستطيع التستر على بعض جرائمه وبتلمیحات ومکر وقذارة الملالي، وبخساسة شمخاني تصدر المشهد لسرقة الشهيد والتضليل والتستر على المجرم الأصلي من أجل احتواء الظروف والتطورات التي تعصف بالمجتمع وإحباط ما وقع من جرائم، إذ يقول المثل ” إن لم تستحي فافعل ما شئت”.
لكن خامنئي يدرك جيدًا أن أي عمل إجرامي آخر يقوم به بعد إصدار الأوامر بارتكاب المذابح، سيزيد من الكشف عن طبيعته وخبثه، ولذلك اضطر إلى التشبث بأي قشه لإنقاذ نفسه. وأول عمل قام به خامنئي، أنه قال بوقاحة إن الأشخاص الذين قتلهم جنود ولاية الفقيه تلبية لأوامره؛ شهداء. وزادت بعض تصریحات الملالی العبثیة من الحزن في قلوب الآباء والأمهات والأسر مما زاد من غضب الشباب الإيراني وحقدهم وكرههم للملالي.
“وبموجب الأطر القانونية الحالية، يُعتبر المواطنون العاديون الذين لقوا حتفهم في خضم المعارك دون أن يكون لهم أي دور في الاحتجاجات والاضطرابات الأخيرة، شهداء؛ وعائلاتهم مشمولة برعاية مؤسسة الشهيد”.
والمقصود بالأطر القانونية هو القوانين القمعية التي وضعها نظام الملالي من أجل بقائه، أي المزيد من الشدة والحرية في إطلاق النار. والجدير بالذكر إن هؤلاء الشباب الذين استشهدوا بأمر من خامنئي الجلاد وضحوا بأرواحهم من أجل التحرر من اضطهاد الملالي فداءً للشعب الإيراني، تم ارتكاب المذبحة لهم في أهوار ماهشهر بعد أن أُريقت دماؤهم في الشوارع. فهل يجوز تلويث دمائهم الطاهرة بنجاسة الملالي؟ وهل يجوز أن نتجاهل قطرة واحدة من دمائهم؟ وهل الشباب الإيراني مثل الملالي المجرمين حتى نتغاضى عن دمائهم بهذه البساطة؟ لا وألف لا، فكل قطرة من هذه الدماء نزفت من جسد إيران، لها صاحبها، ولن تضيع قطرة واحدة هباءً. وكل ما يريده الشيخ المراوغ، حسبما يرى خياله الساذج أن يتستر على الجريمة بخطابه الهجومي. ولو لم تكن هناك مقاومة مدعومة بآلاف شهداء الحرية، لكان الملالي الفاسدين قد عالجوا ألمًا من آلام نظامهم بهذه الأعمال البشعة. ولكن بحكم تقاليد التطور التي لا تنتهك، فهذه الدماء لم ولن يتم تجاهلها في معركة ولاية الفقيه، ولن تبيع أي عائلة إيرانية نبيلة دماء أبنائها الراشدين التي يريد الولي الفقيه المتعطش للدماء تجاهلها. وهذه الدماء الطاهرة تغلي في عروق المجتمع الإيراني المحموم، وفي شرايين كل شاب ثائر.
وقد ولدت هذه الدماء آلاف النجوم الأكثر حماسة. خامنئي وشمخاني وقوات حرس نظام الملالي الجهلة المجرمين لا يستطيعون إخماد صوت هذه الدماء. ولكن هذا لن يحدث على الإطلاق، لأن جيل الشباب جيل ثائر، يستوحى شجاعته وإقدامه من رواد طريق الحرية الذين درعوا صدورهم على مدي 40 عامًا ورحبوا بالموت وعلقوا طوق العار على رقبة الملالي. وهذه المرة أيضًا سوف يجتازون طريق الحرية المضرج بالدم بمزيد من البطولة والشجاعة، وسوف يردون على خامنئي وجميع مجرمي النظام القمعي على مستوى أعلى، وذلك اليوم ليس ببعيد، وكشهادة للتاريخ الإيراني توجه معاقل الانتفاضة الوحيدة، وقيادة الثورة الجديدة للشعب الإيراني، رسالة لخامنئي تقول فيها ” انتظر يا خامنئي إن غدًا لناظره قريب”.
وبعد هذه الفضيحة والفشل الإستراتيجي في مواجهة الشعب وتاريخ النضال الإيراني، يبذل خامنئي قصارى جهده للتستر على جريمته قدر الإمكان.
وفي مقابلة مع قناة تلفزيون النظام في 12 ديسمبر، قال شمخاني، الحرسي سفاك الدماء : ” من منطلق قلقی على القيادة والمسؤولين في الجمهورية الإسلامية جئت لأتحدث مع هؤلاء الناس”.
ولا شك في أن هذا هو ما يثير قلق خامنئي. لكن أساس القضية الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للنظام برمته والأهوال والخوف الذي اجتاح وجودهم الشرير هو غليان هذه الدماء. الدماء التي وضعت الإطاحة بولاية الفقيه في مرحلة جديدة ونقشت هذه الرسالة في الضمير الواعي للمجتمع الثائر ولاسيما شباب الانتفاضة، وهي الطريقة الوحيدة لإشعال المزيد من شعلة المقاومة والنضال والانتفاضة لتوجيه الضربة الأخيرة للجسد الهرم لحكومة الملالي المجرمة. وقد ضحى الشعب الإيراني، وخاصة الشباب الشجاع، بحياتهم من أجل تحرير الوطن الأسير، وساد الرعب مرة أخرى في ولاية الفقيه، وقال الشباب الإيراني إنهم سيعبرون هذه المرحلة بمبدأ الحديد لا يفله إلا الحديد، وهي مرحلة جديدة من الانتفاضة يجتاز عبورها مراحله التطورية في انتفاضة نوفمبر.
وجميع الإمكانات متاحة للشباب. فعندما يريد الشعب أن ينهض لاستعادة حقوقه المنهوبة فلا أحد يقف في طريقه، وهذه هي العزيمة التي تغلي في صدور الشباب الإيراني في كافة المدن، وهذا ما يبث الرعب في قلب خامنئي الذي يحاول بكل الطرق تبرير جرائمه في نوفمبر الدموي والتستر عليها. لكن في نهاية المطاف سيكون النصر حليفًا لتلك الجماهير المضطهدة. وانتفاضة نوفمبر مبشرة بهذا النصر، وبوليصة تأمين لنتاج كل دماء الأحرار الإيرانيين.