الحكومة التي تستعرض فيروس كورونا
الحكومة التي تستعرض فيروس كورونا – “لا يوجد تخطيط متناسق لاحتواء أزمة كورونا. فالإحصاءات الصادرة عن المنابر الرسمية تختلف اختلافًا كبيرًا عن إحصاءات المصادر الدولية. وهذا المرض تسبب في وفاة 2 في المائة في جميع أنحاء العالم، وحتى في مدينة ووهان مصدر هذا المرض على مستوى العالم، ولكن الإحصاءات الرسمية في إيران تشير إلى وفاة حوالي 8 في المائة”. (صحيفة “همدلي” الحكومية، 1 مارس 2020)
“في الفترة الأخيرة، تمادى المسؤولون في كذبهم على الشعب. إذ يتم اعتقال كل من ينشر الأخبار الدقيقة في الفضاء الإلكتروني. ويعتقد بعض المسؤولين أن جهل المواطنين بالحقائق يخدم المصلحة العامة ويحافظ على الهدوء في البلاد. ويجب عليكم أن تكونوا صادقين مع الشعب ولو لمرة واحدة. فالشعب على وشك الانفجار”. (صحيفة “جهان صنعت” الحكومية، 1 مارس 2020)
عندما نقرأ أخبار إيران هذه الأيام، وعندما نريد معرفة أي خبر، نسأل أنفسنا: إلى أين يريد الملالي أن يأخذوا إيران ومتى؟ ولا يمكن النظر إلى الأخبار غير الكافية والأكاذيب المتعلقة بتفشي مرض كورونا في إيران في إطار نظام ديكتاتوري فحسب، لأن أي برنامج وسياسة وفكر يقضي على الأخضر واليابس من علامات الديكتاتورية السياسية.
من الذي يستحق أن يُعزل في الحجر الصحي؟
في ظل تفشي وباء كورونا، يسعى خامنئي وحكومة روحاني إلى وضع جيل الملالي وغير المعممين في الحجر الصحي أو إنقاذهم، ولهذا السبب فاجأوا الشعب الإيراني بالصمت والجهل، وتركوه معرضًا للكارثة لا حول له ولا قوة. والحقيقة مظلمة وإجرامية وعار لدرجة أنها أثارت صوت الاحتجاج داخل النظام الفاشي نفسه. فمن وجهة النظر الأمنية التي تسود البلاد، نجد أن المسؤولين فضلوا تصدير فيروس كورونا في جميع أرجاء البلاد وحتى إلى الدول الأخرى، ولم يضعوا قم في الحجر الصحي. والسؤال المهم هو: لماذا لا ينبغي أن تكون حياة الناس ذات قيمة؟ وفي معمعة هذه المحنة لجأ الملالي إلى جزيرة كيش الواقعة في مياه الجنوب”. (صحيفة “جهان صنعت”، 1 مارس 2020)
تصنيف مرض كورونا في داخل البلاد وخارجها
عندما نمعن النظر في محتوى الأخبار والتقارير المتعلقة بمرض كورونا ندرك فجأة أن هناك تصنيفا وتنظيما بين صديق وأغيار. ولا شك أننا شاهدنا هذا التصنيف والتنظيم على مدار هذين الأسبوعين، ولكن هذا التصنيف يشهد على البشاعة والرذالة والخبث والاشمئزاز داخل نظام الملالي: “فكيف يغلقوا مجلس شورى الملالي ويذهبون إلى ديارهم أو حتى القيام برحلات ترفيهية لينقذوا أنفسهم وأسرهم من الورطة ويتابعوا الأخبار فقط من مكان معزول ومريح وهادئ، ويحصرون عدد الوفيات، ولكن هل يجب على الناس أن يقولوا “سمعًا وطاعة” ويقفوا مكتوفي الأيدي؟”. (صحيفة “آفتاب يزد”، 1 مارس 2020)
ولا شك أنه من غير المقبول تخصيص الإمكانيات الطبية والعلاجية لأعضاء مجلس شورى الملالي وقادة النظام الفاشي؛ وترك الفقراء عاجزين بلا إمكانيات. ووصل الأمر وقاحة وتجبرًا إلى درجة أن قبول المواطنين المشتبه في إصابتهم بالفيروس لإجراء الفحص والإطمئنان على صحتهم أمر مرفوض. فعلى سبيل المثال، قال مدير مستشفى خميني في طهران: لن يتم إجراء الفحص على المواطنين المترددين على المستشفى الذين يشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا. ولن يتم اختبارهم إلا في مرحلة إصابتهم بالمرض”. (صحيفة “آفتاب يزد”، 1 مارس 2020)
وباء الأكاذيب والإحصاءات المتعددة
التزم نظام الحكم الصمت تجاه تفشي فيروس كورونا في إيران من أجل إتمام مسرحيتي الذكرى السنوية للثورة على الشاه في 11 فبراير وإجراء الانتخابات الوهمية في 21 فبراير 2020، حتى أنه بعد الإعلان عن وجود المرض في البلاد ظلت سياسته الحالية على ما هي عليه في التستر وتجهيل المجتمع والعالم بحجم هذه القضية. ولهذا السبب، ضخوا في المجتمع فيروس آخر بالإضافة إلى فيروس كورونا من خلال إطلاق وباء الأكاذيب والإحصاءات المتعددة وانعدام الثقة، علاوة على غياب الوقاية المتعمد للحيلولة دون دخول فيروس كورونا في إيران. ففي حقيقة الأمر، إن ما يهدد مجتمعنا أكثر من فيروس كورونا هو خطر غياب الثقة والاضطراب الذهني والشعور بالعجز في اتخاذ القرار. (صحيفة “آرمان”، 1 مارس 2020)
قصة الهشتاج!
في هذه الأيام، لاحظ الشعب الإيراني ونشطاء الشبكة الافتراضية عدة مرات ظهور بعض المسؤولين الحكوميين ووكلاء الولي الفقيه على شاشات التلفزيون وهم يعبّرون بوجه مبتسم وراض عن أنهم مصابون بفيروس كورونا. وقد يعتقد بعض السذج أن هذه المسرحية نوع من تضامن الملالي مع الشعب، إلا أن هذه السلوكيات الصبيانية المصطنعة والمبتذلة لا تخدع أي شخص حكيم جريح يعلم جيدًا ما يدور بخلد خامنئي وروحاني والنظام الفاشي برمته. ولهذا السبب حاول النشطاء الواعين أن يبلغوا الجميع، على شبكات التواصل الاجتماعي بموقف الشعب الإيراني قاطبةً تجاه هذا السيرك الجديد للنظام الفاشي في إطار هشتاج، مفاده: ” لن نصدقكم حتى لو متم، فالثقة انعدمت فيكم تمامًا”
كورونا في إيران وانتهاك صارخ للحلول العلمية
في جميع أنحاء العالم يتم حشد الأنظمة الأكاديمية والطبية والعلمية للتعاون مع الحكومات أثناء هجوم بعض الأوبئة مثل كورونا وغيرها من الأوبئة لإجراء الفحص على جميع السكان وأن يكون لديها تقديرات صحيحة ودقيقة وعلمية عن الحالة الصحية للبلد بأكمله. وبهذا العمل يمكننا تقييم حجم الإمكانيات العامة في الدولة أيضًا لكي نضع خطة واضحة لمكافحة غزو الفيروس وتثبيطه. والجدير بالذكر أن صحيفة “همدلي” ذكرت في ملاحظاتها أنه ليس هناك أي تخطيط منسق لاحتواء أزمة كورونا”.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور وليام شيفنر، أستاذ الأمراض المعدية التي تطلب معالجة طبية في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت في ولاية تينيسي الأمريكية، في مقابلة مع قناة التلفزة إن بي سي: “من غير الواضح ما إذا كانت إيران لديها القدرة على تحديد جميع المصابين بفيروس كورونا بدقة من عدمه. فمثل هذا العمل يتطلب الكشف المباشر على المواطنين في المدن والقرى”.
بينما يعترف مدير مستشفى خميني في طهران ووسائل الإعلام الحكومية بأنه تم تخصيص جميع القدرات العلمية والطبية لعناصر نظام الملالي، ويتم قبول سكان المدن والقرى للكشف عنهم، فقط بعد إصابتهم بمرض كورونا وتقريبًا عندما يحتضرون.
نظام الحكم الفاشي يستعرض فيروس كورونا
كلما تقدمنا وفكرنا مليًا في الأدلة هذه الأيام كلما تيقنا من أن هناك فيروس أعمق وأكثر تجذرًا وانتشارًا يسيطر على إيران ولا يسمح بإيجاد حل لمكافحة مرض كورونا بشكل علمي. والآن تيقن الشعب الإيراني نفسه من هذا الوضع المزري، كما يشير بعض قادة العالم والحكومات ضمنيًا إلى أن العقبة الرئيسية في مكافحة فيروس كورونا وكافة الكوارث التي حلت بأبناء وطننا العزيز هو نظام حكم ولاية الفقيه وعملائه. وهذه الشواهد تدل على أن نظام حكم الملالي يستعرض مرض كورونا.