إيران..خامنئي وفضيحة غرفة تجميع عدد المصابين والوفيات بوباء كورونا
إيران..خامنئي وفضيحة غرفة تجميع عدد المصابين والوفيات بوباء كورونا – ربما أثار إعلان منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في المرة الأولى عن أن الإحصاءات الرسمية التي قدمتها الحكومة بشأن ضحايا وباء كورونا غير صحيحة استنادًا إلى المصادر الشعبية؛ دهشة البعض ولم يصدقوا الأمر.
وسرعان ما تحول عدم التصديق إلى اليقين تدريجيًا إلى أن تطرق ريك برينان، المسؤول عن شؤون منطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية إلى هذا الأمر استشهادًا بالإحصاءات التي أعلنتها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
حيث صرح في 16 مارس 2020 لوكالة “رويترز” للأنباء بأنه من الممكن تقدير العدد الحقيقي للمصابين بفيروس كورونا في إيران بخمسة أضعاف الرقم الرسمي”.
الأكاذيب المتعلقة بمعالجة الوضع هي الأسلوب الثابت للحكومة
وليست هذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها المقاومة الإيرانية النقاب عن الأكاذيب المتعلقة بمعالجة الوضع في مجال الإحصاء. حيث أنه أثناء انتفاضة نوفمبر 2019 أيضًا تستر نظام الملالي على عدد شهداء الانتفاضة. وحتى الآن، لم يعلن نظام ولاية الفقيه رسميًا عن العدد الحقيقي.
وحتى لو لم يكن هذا التاريخ اللعين في سجل هذا النظام الفاشي، فإنه يجدر بنا أن نقول على وجه اليقين إنه إذا لم تتسم الإحصاءات اليومية التي أعلنتها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بشأن ضحايا وباء كورونا بالواقعية ومعتمدة على البيانات التي تم جمعها من داخل إيران، لكان بإمكان نظام الملالي أن ينكرها.
إضافة إلى أنه لكان بمقدوره ألا ينكرها فحسب، بل لاستطاع أن يثبت أن احصاءات منظمة مجاهدي خلق الإيرانية غير واقعية مستعينًا بإحصاءات وأرقام تستند إلى وثائق مستقلة، بيد أنه لم يستطع ولن يتمكن من القيام بذلك من الآن فصاعدًا، لأنه يعلم جيدًا أنه الخاسر إذا بادر بالجدال في هذه القضية والتحدي الإعلامي لبيانات منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
غرفة تجميع الإحصاءات
تمعن في الجملة التالية التي نطق بها خامنئي في 9 أبريل 2020:
“إن قضية كورونا قضية كبيرة، بيد أنها تعتبر مشكلة بسيطة مقارنة بالعديد من المشاكل، فعلى سبيل المثال، قُتل عدة ملايين خلال الحربين العالميتين وتم تقديم الإحصاءات واتخاذ تدابير ممتازة، وأبلت هيئة الإذاعة والتلفزة في هذا الصدد بلاءً حسنًا”.
واستشهد خامنئي بتلفزة نظام الملالي ليثبت أن وباء كورونا لم يودي بحياة عدة ملايين من أبناء الوطن حتى الآن. كما أثبت الولي الفقيه في تصريح عكسي أنه يقصد بالإحصاءات والتدابير الممتازة نوعا من الهندسة الإحصائية على طريقة هندسة الانتخابات في غرفة تجميع الأصوات.
الإحصاء المتعلق بفيروس كورونا المستجد كوفيد – 19 أمني تمامًا
في 29 فبراير 2020، كتبت صحيفة “رسالت” تأكيدًا على هذا الأمر: “إن الإحصاء المتعلق بالممرضين والممرضات والكادر الطبي المصابين بفيروس كورونا المستجد كوفيد – 19 أمني تمامًا، ولم يتم تقديمه لأي جهة لدرجة أن مدير المستشفى لم يطلع عليه أيضًا، ولا يوجد سوى لدى قناة خاصة”.
وكان التستر على الإحصاء هو السياسة التي تبناها خامنئي وروحاني منذ الأيام الأولى من وصول فيروس كورونا إلى إيران، لدرجة أنه عندما أعلن أحمد أمير آباد فراهاني، عضو مجلس شورى الملالي عن مدينة قم؛ عن وفاة 50 شخصًا في هذه المدينة جراء الإصابة بفيروس كورونا خلال أسبوعين، تكتموا على الأمر تمامًا لدرجة أنه لم يعد أحد يتحدث من داخل الحكومة عن هذه القضية.
“إن إضفاء الطابع الأمني على الإحصاء يعني أن له علاقة مباشرة بوجود الحكومة من عدمه وأن الإفصاح عنه سوف يؤدي إلى الاستياء العام، وبالتالي يصبح عاملًا آخر يدفع المواطنين إلى الانتفاضة.
ويبدو أن فضيحة أكاذيب خامنئي المتعلقة بمعالجة أزمة كورونا هذه الأيام متفشية لدرجة أن وسائل الإعلام الحكومية مترددة في تناول الموضوع، ويدركون أنهم إذا تعرضوا للإحصاءات الأمنية المهندسة أكثر من ذلك، فإنهم سيفضحون أنفسهم وسيفقدون قرائهم المعدودين على الأصابع.
وكتبت صحيفة “إبتكار” المنتمية لزمرة الإصلاحيين في 19 أبريل 2020: ” بعد حوالي شهرين من تفشي وباء كورونا في إيران، قدم مركز البحوث بمجلس شورى الملالي تقريرًا بتقدير عدد المصابين والوفيات كاد أن يجعل الجميع يتحدث عن الإحصاءات التي قدمتها وزارة الصحة ويشكك فيها.
وذكر مركز البحوث بالمجلس المذكور في تقرير قائم على التقديرات أن العدد الفعلي للوفيات يبلغ حوالي الضعف.
وأن عدد المصابين يتراوح ما بين 8 و 10 أضعاف العدد الذي أعلنت عنه وزارة الصحة. وبموجب الإحصاء الذي قدره المركز المشار إليه وتم نشره في 14 أبريل 2020، فإن عدد الوفيات جراء الإصابة بوباء كورونا يبلغ 8 آلاف و 609 شخصًا وعدد المصابين يتراوح ما بين 600 و 750 ألف شخصًا.
وبطبيعة الحال يجدر بنا القول بأنه إذا كان مركز البحوث بمجلس شورى الملالي كان قد ارتكب هذا الخطأ الفادح وتجرأ على أن يقحم نفسه في هذا الصدد، فهذا يدل على أن الضغوط الشعبية للإعلان عن الإحصاء الفعلي شديدة وأن الحكومة تعتزم اتخاذ إجراءات استباقية حتى لا تقع في موقف لا تحسد عليه، بسبب المناخ الذي خلقته منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في المجتمع من خلال إعلانها عن الإحصاءات اليومية لمصابي وضحايا وباء كورونا.
وبموجب ما كتبته صحيفة “ابتكار” الحكومية، فإن تقرير مركز البحوث بمجلس شورى الملالي يفيد بأنه في حالة عزل 40 في المائة فمن المتوقع إصابة 811 ألف شخصًا بهذا الفيروس ووفاة 6 آلاف شخص.
كما أنه في حالة عزل 25 في المائة سوف يصاب مليون و 160 ألف شخص وسوف يتوفى 13 ألف و 450 شخصًا. وفي حالة عزل 10 في المائة سوف يصاب 2 مليون و 400 ألف شخص في إيران بهذا المرض وسوف يتوفى 30 ألف و 700 شخصًا.
ومع ذلك، يذكر المصدر نفسه أن حوالي 80 في المائة من المصابين غير مدرجين في إحصاء وزارة الصحة الإيرانية وأن الإحصاء يشمل أولئك الذين يعالجون في المستشفى ويعانون من أعراض حادة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإنه في حالة صحة هذا التقدير وأن 40 في المائة من الشعب الإيراني خاضعين للحجر الصحي، فسوف تحدث خسائر فادحة غير متوقعه في الأرواح نتيجة لإلغاء الحجر الصحي الذكي في طهران والمدن الأخرى.
كما اعترفت وسيلة الإعلام الحكومية المشار إليها بأن الأنباء المنتشرة هذه الأيام حول استدعاء وفصل الأطباء الإيرانيين الذين قدموا بعض الإحصاءات المتعلقة بعدد المصابين والوفيات بوباء كورونا لوسائل الإعلام أو نشروها على وسائل التواصل الاجتماعي تجعل هذا الموضوع أكثر أهمية وتظهر إلى أي مدى يؤدي ارتباك المواطنين من الإحصاءات المتناقضة إلى سحب ثقتهم في المسؤولين وفيما اتخذوه من إجراءات لمكافحة كورونا.
كما ظهرت بعض العناصر من الشخصيات المهمة مثل الثعابين المجمدة تتحرك وتعبّر عن نفسها تحت أشعة الشمس الحارقة. وفي هذه الفئة يجب الإشارة إلى محسن رفسنجاني، رئيس مجلس مدينة طهران، حيث قال في 19 أبريل 2020:
“إن عدد المصابين بفيروس كورونا في البلاد أكثر بمراحل من العدد المعلن عنه رسميًا. ونتوقع من المسؤولين المعنيين ألا يهدموا ما تحقق من رعاية للمواطنين خلال الشهرين الماضيين بعدم الإسراع في رفع القيود، وألا يتسببوا في خلق موجة جديدة من الإصابة بوباء كورونا.
لقد أحسنت المقاومة الإيرانية صنعًا عندما أعلنت منذ اليوم الأول أن الإحصاءات الحكوية مزورة، وغامرت بجمع الإحصاء الحقيقي وما زالت تفعل. وما زالت حملة جمع عدد مصابي وفيات وباء كورونا مستمرة وهي جزء من الحملة الكبرى للإطاحة بنظام ولاية الفقيه برمته.
وإذا كان الإحصاء الفعلي لمصابي ووفيات كورونا بالنسبة لخامنئي والنظام العابد لموت البشر قضية أمنية، لذا، فإن الإعلان عن عدد مصابي ووفيات كورونا يوميًا خطوة محمودة تضع حدًا لرغبة خامنئي الأمنية في إيجاد مدينة الموتى للحفاظ على أمنه وأمن نظامه الفاشي، ويجب علينا أن نكثف من نشاطنا في هذا الصدد بشكل غير مسبوق لحماية أرواح أبناء الوطن العزيز.
وكما قال المتحدث باسم مجاهدي خلق:
“إن إسراع نظام ولاية الفقيه في اختلاق الأرقام المزورة يرجع إلى رعبه من صدمة الانتفاضة الحماسية لدرجة أنه يشعر بالإطاحة”.
كما أن هندسة نظام الملالي والكذب والدجل لم يعد له أي نتيجة
ويقول المواطنون المستنيرون المتيقظون : “يجب القضاء على الملالي حتى نتمكن من القضاء على كورونا”