نظرة عامة على الفيضانات وتجمع المياه في المحافظات في جنوب وغرب إيران
الفيضانات تجتاح إيران مرة أخرى، والناس في ظل ولایة الفقیة خامنئی و تفشي وباء كورونا بلا مأوى- تسببت الأمطار الغزيرة في إغراق الشوارع والطرق وفي حدوث العديد من المشاكل لسكان المناطق الواقعة في جنوب وغرب إيران.
وأدى انعدام نظام لتصريف مياه الصرف الصحي وقنوات توجيه المياه السطحية إلى ارتفاع منسوب المياه في الشوارع ودخول مياه الصرف الصحي في منازل الأهالي، ومن بينهم منازل أهالي الأهواز وكارون و”بندر إمام“ وماهشهر وسربندر.
وفي هذا الصدد، قال الناشط في مجال البيئة، مسعود كنعاني: “انغمرت المناطق المحيطة بالمنازل المتهالكة بالمياه، والعديد من المواطنين قلقون من انهيار منازلهم.
وقد شهدنا مثل هذه الحالة من غزارة الأمطار خلال السنوات العديدة الماضية على مستوى المحافظة، ولكن لسوء الحظ بعد فيضانات 2018 و 2019 وتدفق الطمي والرواسب لم يعد لدى الأنهار القدرة اللازمة لتصريف المياه. وأضاف: “منذ عامين حتى الآن لم تحدث أي مراقبة للحفاظ على مسار النهر.
كما لم يتم اتخاذ أي إجراء على مدار 20 عامًا من أجل تحسين مياه الصرف الصحي في مدينة الأهواز ويتم توجيهها تقليديًا إلى نهر كارون. وبسبب ارتفاع منسوب الرواسب تقلصت كفاءة الأنهار وسعتها، وبأقل كمية من الأمطار تدخل المياه مباشرة في المجاري ومواسير الصرف الصحي”.
ويذكر أحد المواقع الحكومية أنه قد حدث فيضان اجتاح 51 مدينة وقرية ومناطق بدوية في 8 محافظات هي: إيلام وبوشهر وخوزستان وفارس وقزوين وكهكيلويه وبوير أحمد وكلستان ولرستان. (موقع “قطره”، 30 نوفمبر 2020).
وأدى تجمع المياه في خوزستان إلى تعطيل حركة المرور والمواصلات في مدن الأهواز وماهشهر وسربندر وأميدية ورامشير.
وتعرضت منازل الأهالي في ناحية ”سوسن“ التابعة لمدينة إيذه إلى أضرار جسيمة. ويصارع أهالي كهكيلويه وبوير أحمد مشاكل خطيرة ناجمة عن الفيضان وتجمع المياه.
والجدير بالذكر أن الوضع حرج للغاية لدرجة أن المعمم ناصري نجاد، عضو مجلس شورى الملالي حذر في اعترافه بتدهور الأوضاع في 28 نوفمبر 2020، من أن صحة المجتمع ستتعرض لخطر شديد في حالة حدوث فيضانات نظرًا لتفشي وباء كورونا على نطاق واسع.
وقال المواطنون المنكوبون بالفيضانات والسيول في ماهشهر وسربندر والقرى المحيطة بها يوم الأربعاء، 2 ديسمبر 2020 أنهم تلقوا تهديدات من مديرية الشرطة بالتزام الصمت وعدم الحديث عن مشكلة الفيضانات وتشردهم، وإلا سيتم حرمان القرية من أي خدمات.
وتأتي هذه التهديدات بعد أن اجتاح الفيضانات كل مكان خلال الـ 4 أيام الماضية واقتحمت المياه المنازل المتواضعة للأهالي.
وأشارت صحيفة “رسالت” في عددها الصادر يوم 1 ديسمبر 2020، إلى وصول البنك الدولي للمساعدة في “تحسين خطوط المياه والصرف الصحي” في عدة مدن في إيران، وكتبت:
” كان البنك الدولي قد خصص في عام 2004 قرضًا قدره 149,000,000 مليون دولار لإصلاح واستكمال خطوط المياه والصرف الصحي في مدن الأهواز وشيراز وبابل وساري.
لكن يبدو أن مصيرها مجهول. إذ يسعى مسؤولو نظام الملالي إلى أن يدَّعوا كذبًا أن القرض المذكور مرهون بالعقوبات الدولية.
مع العلم أنه لم تكن هناك عقوبات على الإطلاق خلال الفترة الممتدة من عام 2004 إلى عام 2009 المحددة كموعد نهائي للالتزام بتنفيذ المشروع.
كما اعترف ”كياني،“ سكرتير جمعية البيئة في خوزستان بأن: “هذه الخسائر ناجمة عن عدم تحديد الطريقة التي سيتم بها سداد قرض البنك الدولي. فمنذ سنوات عديدة ومسؤولونا يقترضون من هذا البنك، غير أن الفوضى وغياب التخطيط وأداء المسؤولين غير الشفاف لم يحل أي مشكلة، وهلم جرا.
وحل هذه القضية ليس معقدًا كثيرًا، بما أنهم لديهم ميزانية تكفي لحل المشاكل الحرجة قدر ما يشاؤون. إذ إن قضية عجز الميزانية ليست قيد النظر”. (صحيفة “رسالت”، 1 ديسمبر 2020).
شجون أهالي المنطقة:
يقول مواطن من سربندر: ” نحن هنا في مدينة سربندر حيث غمرت المياه المدينة لمدة يومين كاملين. وأنا مواطن من هذه المنطقة.
والوضع هنا على ما هو عليه منذ 40 عامًا، ولم يتم إيجاد أي حل لهذا الوضع المتردي. ويجب أن يكون هذا المكان أجمل مدينة في إيران. فهنا يوجد أكبر ميناء في الشرق الأوسط.
وأكبر مصنع للبتروكيماويات في إيران موجود هنا. وهنا يوجد أكبر حقول النفط وأكبر الشركات في إيران. لكن من المؤسف أن مدينتنا على هذا الحال الذي لا يسر عدو ولا حبيب.
ويقول أحد المواطنين من جراحي: “لا أحد يبحث عن حقوقنا والفاسدون يفسدون في الأرض ولا يعدلون معنا، فليس لدينا خبز، وتجمدنا من البرد.
فانظروا حجم الكارثة التي نزلت على رؤوسنا بسبب المعممين. ولا يتم تصريف هذه المياه ونعاني مرة أخرى من غزارة الأمطار على مدى 3 أيام. يا إلهي، لماذا لم ينصفنا أحد؟ فانصفونا يا خلق الله حتى لا نموت. نرجو منكم أن تبلغوا الجميع عنَّا، فلا أحد يعلم بحالنا ولا يعرف ما يحدث لنا هنا.
استحلفكم بالله أن تنشروا قصتنا لعل أحدًا ينصفنا ونحصل على حقوقنا، فليس لدينا سيارة إسعاف، والمياه اقتحمت منازلنا ومحلاتنا، وليس لدينا مضخة لسحب المياه، ولا نعلم في أي قبر يعيش رئيس البلدية لا وفَّقه الله. استحلفكم بالله أن تدعوا أحدًا ليأتي وينصفنا.
تعاطف السيدة مريم رجوي مع المنكوبين بالفيضانات
أعربت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي عن تعاطفها من صميم القلب مع المواطنين المنكوبين بالفيضانات والسيول في المحافظات الواقعة جنوب وغرب البلاد، وفي مختلف مدن محافظة خوزستان، ودعت شباب الوطن المتحمسين الغيورين على بلادهم إلى الإسراع في تقديم المساعدة للمنكوبين بالفيضانات ودعمهم، ولاسيما الأطفال والنساء. وأكدت السيدة مريم رجوي على أن:
” المعممين الحاكمين في البلاد جعلوا الكوارث الطبيعية تلحق بالمواطنين خسائر فادحة بسياساتهم الناهبة المعادية للشعب، ويهدرون رؤوس أموال البلاد هباءً في المشاريع المناهضة للوطنية مثل المشروع النووي، وبرنامج الصواريخ وتصدير الإرهاب وإشعال الحروب”.