أزمة نظام الملالي لاحل ومعالجة لها إلا بإنهياره وسقوطه- المساعي والاجراءات والمحاولات الحثيثة المختلفة التي صار نظام الملالي يکاد أن يعتمد عليها کليا من أجل ضمان بقائه وإستمراره والتي تتجاوز الحدود والمقاييس في خطها العام ولاسيما بعد”إضطراره” مجبرا بحکم الاوضاع الوخيمة التي يعاني منها الى التوقيع على إتفاق التعاون المشبوه مع الصين والذي يمکن إعتباره وصمة عار بجبين النظام لأنه وکما وصفه الشعب الايراني أشبه ببيع إيران من أجل المحافظة على النظام من السقوط والانهيار، هذا الاتفاق يعتبر ذروة تمادي النظام في إستغلال وتوظيف کل شئ من أجل ضمان بقائه وإستمراره حتى لو کان في غير صالح الشعب الايراني ويلحق أکبر الاضرار بالاجيال القادمة، ولئن کان هذا النظام وبسبب من أوضاعه المزرية وأزمته الحادة العميقة يتصور بأن هذا الاتفاق قد يساهم بإنقاذه من الانهيار والسقوط، فإنه تصوره أبعد مايکون عن الصواب لأنه سيزيد من الاسباب والمبررات ليس القانونية والشرعية فقط وإنما حتى الاخلاقية للتعجيل بإسقاطه ورميه في مزبلة التأريخ.
أزمة نظام الملالي لاحل و النظام الذي يعاني من أزمة عامة في کل مفاصله ولم يعد هناك من أي إجراء أو إتفاق أو ماشابه يمکن أن يعالج ويحسن من أوضاعه لأن أزمته تعتبر نتاج فشل وأخطاء متراکمة ل42 عاما من حکم دکتاتوري رجعي لايتفق أبدا مع هذا العصر، ويمکن إعتبار الدليل والمٶشر الاکبر على فقدانه لمناعته وإتجاهه نحو الافول والزوال، هو ذلك الکم الهائل من المشاکل التي تحاصره من دون أن يجد لها حلا کما أن فقدان المرشد الاعلى للنظام هيبته ومکانته بعد 4 إنتفاضات ضده وضد نظامه، حيث تم خلالها أحراق وتمزيق صوره وترديد شعارات بسقوطه، کل هذا يٶکد بإن الذين مازالوا يراهنون عليه وعلى دوره ويعولون على نفوذه وهيمنته في المنطقة، إنما يستندون على جدار قد ينهار في أية لحظة. لکن الذي يثير السخرية والتهکم هو إن خامنئي الذي صار أکثر وجه يحوز على أکبر درجة من الکراهية ليس من جانب الشعب الايراني فقط وإنما من جانب العالم کله، ولکي يغطي على قيادته الفاشلة والخائبة في قيادة الحکم، ويلقي بالمسٶولية على کاهل غيره، يدعو لمسرحية جديدة أکثر سخفا من سابقاتها وهي مسرحية”الحکومة الاسلامية الفتية” في وقت صار هذا النظام يواجه مرض الشيخوخة المزمنة خصوصا بعد إعتراف خامنئي نفسه بأن الاجيال الشابة صارت تتسابق من أجل الانضمام الى صفوف مجاهدي خلق وتنأى بنفسها عن هذا النظام المعادي له والذي لايعبر عنه ولايمکن أن يمثله.
کراهية الشعب للنظام وسخطه وغضبه من سياساته غير الحکيمة وتصاعد کراهية الشعوب العربية والاسلامية لدور المشبوه وتإييدهم لمقاطعته ومواجهته ووضع حد لتدخلاته السافرة، بالاضافة الى مايتم تأکيده عن دوره في تغذية التطرف الديني والارهاب وتوجيههما وخصوصا بع الحکم على الدبلوماسي الارهابي أسدي وزمرته بالسجن من جانب محکمة بلجيکية والذي کان بمثابة الحکم ضد الملالي أنفسهم، جعله نظاما مشبوها وممقوتا على حد سواء وإن الاسباب الموجبة لفرض المزيد من العزلة عليه تتزايد يوما بعد يوم.
الدور المشبوه لهذا النظام في المنطقة بشکل خاص، والذي ألحق ويلحق أضرارا کبير بمصالح شعوب ودول المنطقة ويٶثر سلبا عليها، لم يعد هنالك من مجال ووقت لتجاهله السکوت عليه وإن من الواجب الذي يمليه أکثر من ضرورة معاملته بالمثل، إذ وکما قام ويقوم بإستغلال الاوضاع غير الطبيعية لدول المنطقة ويستغلها من أجل تحقيق أهدافه وغاياته، فإنه لابد من عدم فسح المجال لهذا النظام ورد الصاع صاعين له، خصوصا من حيث دعم ومساندة نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية العادل من أجل الحرية والديمقراطية والتغيير الجذري، وإن توسيع الدور العربي فيه وتسليط الاضواء إعلاميا عليه، يعتبر بمثابة خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، ويجب أن تتذکر دول المنطقة و العالم من إن هذا النظام الذي يترنح الان بفعل الاوضاع الوخيمة التي تحاصره من کل جانب، هو في موقف أشبه بذلك الميٶوس منه والذي سيلفظ أنفاسه الاخيرة في أية لحظة.