رئيسي يدّعي أن بإمكانه القضاء على الفقر في إيران خلال أسبوعين! ولكن كيف؟
من بيع أجزاء الجسم إلى البحث عن الطعام في صناديق القمامة، تمتلئ وسائل التواصل الاجتماعي في إيران بمقاطع فيديو تؤلم القلوب لأشخاص يحاولون جاهدين كسب قوت يومهم.
بدلاً من تقديم حل حقيقي للأزمة الاقتصادية الإيرانية، أمر رئيس النظام إبراهيم رئيسي وبكل وقاحة بالقضاء على الفقر!
ووفقًا لوسائل الإعلام الحكومية التابعة لنظام الملالي، صرّح رئيسي: “نتوقع من المسؤولين استخدام كل القدرات الممكنة للقضاء على الفقر قبل أن نصل إلى (العام الفارسي الجديد) لعام 1401”. منذ تعيين إبراهيم رئيسي على رأس النظام في يونيو/ حزيران 2021، لم يتوقف عن إعطاء وعود مغرية بإعادة تنشيط الاقتصاد الإيراني المنهك، ولكنه لم يفعل شىء سوى مواصلة خطبه ووعوده الفارغة. مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي منذ فترة يظهر رئيسي يسأل رجلاً يتحدث عن الصعوبات المالية التي يعيشها، إذا كان قد تناول الغداء أم لا!
ما الذي يمكن توقعه غير ذلك من الرجل الذي تلطخت يديه بدماء 30 ألف سجين سياسي تم ذبحهم عام 1988، ماالذي يمكن توقعه من شخص ليس لديه أي وازع أو رادع؟
في 7 مارس / آذار، كتبت صحيفة” جهان صنعت “الحكومية اليومية عن مزاعم رئيسي الجديدة بمكافحة الفساد، حيث كتبت “مثل هذه التصريحات غير المهنية من قبل الرئيس لها عواقب اجتماعية عديدة. يعتقد علماء الاجتماع أن نطق مثل هذه الشعارات يثبط عزيمة الناس أكثر من أي وقت مضى”.
وأضاف المقال “وفقًا لعلماء الأمراض الاجتماعية، إذا كانت الحكومة تحاول حل مشكلة الفقر في المجتمع، فعليها أولاً سماع أصوات المتظاهرين من مختلف مناحي الحياة الذين يتجمعون يوميًا أمام وزارة العمل بسبب انخفاض الدخل وانتشار الفقر”.
صرّح أمير محمود حريرجي، أخصائي علم الأمراض الاجتماعية، لصحيفة جهان صنعت “يعيش ما لا يقل عن ثلث سكان إيران في فقر مدقع، لذا يجب أن ينمو الوضع الاقتصادي أولاً للقضاء على تلك الحالة من الفقر. ومع ذلك، تحاول السلطات في بعض الأحيان الحفاظ على التقسيمات الطبقية. لهذا السبب أعتقد أنه من المقلق بعض الشيء أن يسمع المواطنون مثل هذه الشعارات”.
“عندما يقال أنه سيتم القضاء على الفقر في غضون أسبوعين، فهذا يشير إلى عدم كفاءة السلطات في حل مثل هذه المشاكل الكبرى. وقال حريرجي، في رأيي، ليس لدى رئيسي فهم واضح لمستوى الفقر المدقع لدى الشعب الإيراني، مضيفًا أن الناس يشعرون “بالتخلي عنهم هذه الأيام، وليس لديهم أمل في تحسين ظروفهم المعيشية. ومع ذلك، من خلال التحدث بهذه الكلمات، يتم تعزيز الشعور بالإهمال لدى الناس. يعيش مسؤولو النظام في أفضل الأحوال، ولا يعرفون معنى الفقر المدقع.
وأضاف حريرجي إن رئيسي يفكر أنه من من خلال تقديم وعود جوفاء، “يمكنه استعادة ثقة الشعب المفقودة”، ولكن “كيف يمكننا القضاء على الفقر في غضون أسبوعين فقط؟”
إن الاحتجاجات المستمرة في إيران من قبل أشخاص من جميع مناحي الحياة ينادون رئيسي ووعوده الجوفاء بالإصلاح الاقتصادي ومكافحة الفساد هي دليل دامغ على حالة المجتمع المتفجرة.
وفقًا لما كتبته صحيفة اقتصاد دنيا الحكومية في 6 مارس/ آذار “يعطي رئيسي وعودًا جوفاء بالقضاء على الفقر دون اقتراح أي خطة قوية وصارمة. في غضون ذلك، يدخل الناس العام الفارسي الجديد لعام 1401 وينهون الأيام الأخيرة من “العقد الضائع”، “هذا العقد، نظرًا لارتفاع معدل التضخم والبطالة، يعتبر من وجهة نظر نقص الاستثمار والتقدم عقدًا ضائعًا”.
الإيرانيون غارقون في فقر مدقع لكن الاعتقاد بأن رئيسي، على الرغم من وعوده الجوفاء، على استعداد لمعالجة مشاكلهم هو اعتقاد خاطئ. عيّن المرشد الأعلى لنظام الملالي، علي خامنئي، “قاضي الإعدامات” كرئيس لنظامه لترويع الجمهور وإظهار بأسه للأشخاص الذين يطالبون صراحة بتغيير النظام. النظام لن يعالج مشاكل إيران، بل إنه لا يستطيع ذلك، فهو عازم على امتلاك قنبلة نووية ويحتاج إلى كل سنت لتطوير قنبلة نووية وتأجيج حروبه بالوكالة.
وهكذا، يحذّر مسؤولو النظام والخبراء ووسائل الإعلام الحكومية من انتفاضة متوقعة.
حذرّ الخبير الاقتصادي، فرشام مؤمني، مسؤولي النظام في مقابلته مع صحيفة أرمان ديلي الحكومية في 5 مارس/ آذار “حتى يتغير أسلوب الحكم والإدارة الحالي للبلاد، لن يجد [النظام] السلام والاستقرار. سنقع في أزمات حتى تدرك السلطات هذه النقطة. الخاسر الأكبر على هذا النحو هو الحكومة نفسها التي تعيش وضعًا في غاية الخطورة”