كيف يهدر نظام الملالي الأموال على إذاعة جمهورية إيران الإسلامية المحتقرة
على مدى العقود الأربعة الماضية، لعبت وسائل الإعلام التابعة لنظام الملالي بشكل عام، وهيئة إذاعة جمهورية إيران الإسلامية (IRIB) على وجه الخصوص، دورًا حاسمًا في تشكيل رؤية نظام الملالي على أساس تصدير نموذج “ولاية الفقيه” للمنطقة – وخلق صورة مثالية كاذبة للنظام المجرم.
على مدى أكثر من أربعة عقود من وجود نظام الملالي، نشرت وسائل إعلام النظام بشكل ممنهج دعاية النظام داخل إيران وخارج حدودها. تعتبر إذاعة جمهورية إيران الإسلامية واحدة من الأدوات الرئيسية للنظام لإظهار القوة الناعمة، وخدمة مبادئ وأهداف سياسات نظام الملالي المحلية والخارجية. يتم تعيين رئيس المؤسسة الضخمة، من بين أكبر المؤسسات الإعلامية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، من قبل المرشد الأعلى.
شهدت الميزانية السخية لإذاعة جمهورية إيران الإسلامية زيادة هائلة في كل عام، مع زيادة هائلة لهذا العام وصلت نسبتها حوالي 56 بالمئة هذا العام. هذا بينما يكافح الإيرانيون لتغطية نفقاتهم على أساس يومي نتيجة لارتفاع الأسعار وتدني الدخل بالإضافة إلى الزيادات الطفيفة التي لاتذكر في رواتب موظفي الحكومة.
بمعنى آخر، وفقًا لمشروع قانون موازنة 2022، تبلغ الميزانية المخصصة لهيئة الإذاعة والتلفزيون 5289 مليار تومان. السؤال الآن هو إلى أي مدى يتماشى أداء المذيع مع التكاليف المقدرة والميزانية المخصصة. كيف يمكن تبرير هذه الزيادة الحادة؟ بالإضافة إلى أن أن هيئة الإذاعة والتلفزيون تجني أيضًا أموالًا من الإعلانات والرعاية.
مؤسسة الإذاعة والتلفزيون لجمهورية إيران الإسلامية تفقد جمهورها
وفقًا للعديد من الخبراء وعامة الناس، فقد التلفزيون الإيراني التابع للنظام نفوذه وشعبيته ولم يعد يتمتع بشعبية بين المواطنين. حيث وصلت نسب المشاهدة للعديد من البرامج إلى 0.8 – 1 بالمئة من المشاهدين. وفقًا لأحد المخرجين والممثلين الإيرانيين في الوقت الحالي، فإن مسؤولي التلفزيون الإيراني يمارسون المحسوبية والواسطة.
فهناك مشكلة داخل هذه المؤسسة على مستويات مختلفة من الإدارة. ولكن في جميع الأحوال ومع كل هذا، فهذه الوسيلة هي أفضل مصدر لإرسال الرسائل والإعلان وخلق الثقافة. ومع ذلك، إذا كان لمسؤولي التلفزيون تفضيلات وتحيزات، فلن تعود شعبيتها كما كانت، بل سوف تستمر في التضاؤل أكثر فأكثر.
طالما أن المخرجين السياسيين وغير الفنيين لا يفهمون الكثير من الفضاء الثقافي والفني، فإن التلفزيون الإيراني سيكون في مأزق حقيقي.
وبحسب وكالة تسنيم للأنباء، أكد بيمان جبلي رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، خلال لقاء مع المنتجين، تراجع جمهور إذاعة وتلفزيون جمهورية إيران الإسلامية وقال: “علينا أن نسأل أنفسنا لماذا انخفض اهتمام الجمهور بالفنانين وعملهم.”
من بين الأسباب المختلفة التي تم توضيحها في الاجتماع، ألقى جبلي باللوم على قلة الجمهور على الفنانين ومسؤولي الإذاعة والتلفزيون: “لماذا تتمتع بعض الأفلام التي تم إنتاجها في الماضي بتكلفة أقل، بشعبية أكبر؟ كلنا مخطئون، ولا يمكننا أن نبرئ أنفسنا”.
كما شدد ّرئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الموالي للنظام على أن: “بعض المنتجين كانوا مهتمين فقط بعدد المشاهدين وليس لديهم أي مخاوف بشأن المحتوى. لكني أريد أن أؤكد أنه في العصر الجديد، أصبح للمحتوى أهمية كبيرة”.
كما ردّ جبلي أيضًا على حقيقة أن العديد من البرامج اضطرت للتوقف بعد أن أصبح رئيسًا لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، قائلاً: “قال البعض إن جبلي أمر بإلغاء بعض المسلسلات التلفزيونية، لكن الأمر لم يكن كذلك، وقد أكدّت مرارًا وتكرارًا عندما ذهبت وراء كواليس المسلسل أن هدفنا هو تحسين المحتوى وعملية الإنتاج، وليس إلغاؤه “.
لم تعد محطات الإذاعة والتلفزيون الإيرانية تحظى بشعبية على الإطلاق
لم تعد إذاعة وتلفزيون إيران تحظى بشعبية بين الشعب الإيراني. يعمل راديو وتلفزيون إيران بشكل وثيق مع مسؤولي الاستخبارات والقضاء والأمن الإيرانيين لمنع الشعب الإيراني من الوصول إلى المعلومات وبث الدعاية الحكومية.
إذاعة جمهورية إيران الإسلامية لديها مهمة واحدة لها العديد من الوجوه: إنشاء برامج لتسلية الناس وصرف أذهانهم عن المآسي التي فرضها عليهم نظام الملالي، ونشر الإشاعات والأخبار الكاذبة، وبث اعترافات قسرية لسجناء سياسيين / غير سياسيين، وتضليل المواطنين بأحداث إيران الجارية، فضلًا عن نشر الوعود الجوفاء، باختصار شديد فإن مؤسسة الإذاعة والتلفزيون في جمهورية إيران الإسلامية تعمل باعتبارها لسان حال النظام، فهي عدو الحقيقة والشفافية والمساءلة.
لم يكن الانخفاض في مشاهدي تلفزيون جمهورية إيران الإسلامية غير متوقع أو غير مسبوق. مع تزايد كراهية المواطنين للنظام ونقص شعبيته، فمن الطبيعي أن تقل شعبية آلات الدعاية الخاصة به.