مافيا القمامة التي يسيطر عليها نظام الملالي تدير العبودية الحديثة في إيران
واحدة من أكثر الصور إيلامًا التي يمكن رؤيتها في شوارع إيران اليوم، هي صورة الأشخاص الذين يضطرون لكسب عيشهم من جمع القمامة. تثير مثل هذه الصور سؤالًا واحدًا إذا كان مثل هذا الوضع موجود بالفعل في بلد غني مثل إيران.
في مقابلة أذيعت على تلفزيون النظام، سألت إحدى المراسلات رجلاً كان يجمع القمامة، “ماذا تفعل؟” فرد الرجل قائلًا، “سيدتي، أنا عاطل عن العمل. انا حداد أتقن صنعتي. يمكنني عمل كل شىء. كل ما ترغبين به. لكنني عاطل عن العمل”.
في 18 أبريل/ نيسان، في اعتراف بالانتشار غير المسبوق “لعمال” جمع النفايات، كتبت صحيفة همدلي اليومية، “لن تخلو صناديق النفايات في دولة إيران الخصبة من الزبائن أبدًا. يصطف الأشخاص أحيانًا للانحناء داخل صناديق القمامة وسحب بقايا الطعام والمواد التي يمكن إعادة تدويرها من النفايات الرطبة إلى الجافة. لقد زاد عدد هؤلاء الاشخاص بشكل كبير لدرجة أن صناديق القمامة الحالية في العديد من المدن لم تعد كافية لجامعي النفايات “.
وأضافت الصحيفة: “إذا قمت بنزهة قصيرة في شوارع وأزقة العاصمة، ستجد أنه بداية من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و11 عامًا إلى كبار السن من الرجال في السبعينيات والثمانينيات من العمر، ومن الأولاد الصغار إلى المجموعات العائلية الكبيرة وحتى النساء، وجميع أنواع الأشخاص الذين لديهم سياراتهم الخاصة ودراجاتهم النارية وعرباتهم وحتى حقائبهم البلاستيكية فقط من بين جامعي النفايات”.
أظهر مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، امرأة تجمع النفايات في الأهواز، محافظة إيران الغنية بالنفط. حيث قال المراسل في الفيديو: انظروا هذه المرأة التي تجمع النفايات. أين؟ امام شركة التنقيب الوطنية. يا إلهي ماذا أقول؟ من المسؤول؟ لعنة الله على الفاعلين. هذه حفاراتنا النفطية في الأهواز. وهذه المرأة تجمع النفايات والبترول تحت قدميها”.
في تقرير عن انتشار هذه الكارثة، كتبت صحيفة بهار الحكومية اليومية في 24 مايو/ أيار، “يتجول شخص يدعى جاويد في جميع أنحاء المدينة ثلاث مرات في اليوم لجمع النفايات للعثور على شيء ما. يقول إنه يجب عليه تغطية نفقات أسرته. فيقول: منذ سنة لم نأكل لحمًا ولم نشتري ثيابًا.
لا يمكن دفع نفقات الأسرة عن طريق بيع النفايات. يجب أن أنظر في القمامة وأكسب قوت يومي منها. من وقت لآخر، قد أجد زوجًا من الأحذية أو الملابس في صندوق القمامة“.
كما كشفت نفس الصحيفة اليومية عن دور المافيا التي يسيطر عليها النظام في هذه الكارثة، حيث نقلت عن طفل صغير قوله: “يبدأ عملنا الساعة الرابعة مساءً ونعمل حتى الثانية صباحًا. نضع أكياس النفايات المجمعة جانبًا حتى تأتي السيارة. ثم نقوم بتحميل أكياس النفايات في السيارة ونذهب إلى مركز إعادة التدوير”.
في إشارة إلى قوة مافيا هذا النظام، كتبت صحيفة همدلي الحكومية اليومية في 18 أبريل/ نيسان، “تجدر الإشارة إلى أنه وراء النفايات، المعروف أيضًا باسم الذهب القذر، هناك مليار مافيا. أصبحت هذه المافيا قوية ومؤثرة للغاية لدرجة أن منظمة إدارة النفايات في بلدية طهران لم تتمكن من مجاراتها”.
وتابعت الصحيفة، قبل بضع سنوات، صرّح رضا عبدلي، مدير منظمة إدارة النفايات آنذاك، بيأس عن وجود مافيا قوية، تجمع النفايات الجافة في طهران حيث قال: ” نطرًا لأن هذا مربح للغاية إذا أردنا تنظيمهم، فسوف يقاومون بشدة.
يبدو أن بلدية طهران فشلت في منافسة المافيا التي التي أصبحت مكانًا لتجميع الثروة المتبقية في طهران. مافيا النفايات، بالإضافة إلى فصل البلدية عن مكب النفايات، قامت بخياطة كيس ذهبي من آلام جامعي النفايات”.