عمليات التعذيب الجارية في السجون الايرانية
بقلم:أمل علاوي
التعذيب في المعتقلات والسجون والاعدامات، بمثابة کابوسين يخيمان على رؤوس شعوب البلدان
النامية ولاسيما تلك التي لاتحظى بنظم ديمقراطية تحترم مبادئ حقوق الانسان وتعمل في ضوئه،
وإن التطلع الى إنهاء العمل بهذين الاسلوبين اللاإنسانيين واللذين صارت بلدان العالم تسعى لکي
تنأى بنفسها عنها، صار بمثابة حلم للشعوب التي ترزخ تحت نير وجور الانظمة القمعية الاستبدادية
نظير نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي في طريقه بعد أربعة عقود من حکمه القمعي أن يتبوأ
المرکز الاول في مجال تنفيذ الاعدامات.
أما فيما يخص عمليات التعذيب الجارية في السجون الايرانية والتي من الکثرة والتنوع بحيث هناك
الکثير من النماذج التي لايمکن حصرها وتحديدها، ولعل أحدث مثال حي هو قتل قرابة ١٦ من ضمن
ال٨٠٠٠ معتقل على أثر إنتفاضة ٢٨ ديسمبر/کانون الاول ٢٠١٧، تحت عمليات التعذيب والإدعاء بأنهم
قد إنتحروا! هذا الى جانب نماذج أخرى تجسدت في أفراد تم إعدامهم وعند إستلام جثامينهم کانت آثار
التعذيب ظاهرة على أجسادهم، ولم يعد بخاف على أحد في إيران بأن النظام يهدد الشعب دائما
بالتعذيب والاعدام خصوصا وإن عمليات تنفيذ الکثير من أحکام الاعدام تجري علنا وأمام الملأ.
في ظل هکذا واقع مرعب، حملت زعيمة المقاومة الايرانية، السيدة مريم رجوي على کاهلها مهمة
الدفاع عن شعبها أمام هذه البربرية وبعد أن أبليت بلاءا حسنا في فضح وکشف الماهية اللاإنسانية
ولاسيما عندما قادت حملة المقاضاة من أجل محاکمة قادة النظام المتورطين في مجزرة صيف عام
١٩٨٨، والتي تم خلالها إعدام أکثر من ٣٠ ألف سجين سياسي ويکفي أن نشير هنا بأن أکثرية قرارات
الادانة الدولية التي صدرت ضد النظام الايراني بسبب من إنتهاکات حقوق الانسان وتصعيد الاعدامات
کانت بسبب من دور ونشاطات وتحرکات السيدة رجوي، وهو أمر لابد من الاشارة إليه دائما.
السيدة رجوي وخلال مشوار مقارعتها للنظام وتصديها لقضية إنتهاکات حقوق الانسان والاعدامات،
فقد أعلنت في مؤتمر دولي عقد في باريس بمناسبة 10 أكتوبر اليوم العالمي لمناهضة الإعدام
قائلة: “إن مشروعنا هو إيران خالية من الإعدام واستئصال أحكام شريعة الملالي.”، مستطردة وکأنها
تتحدث بلسان وضمير ووجدان الشعب الايراني:” التعذيب والإعدام يجب أن يتوقفا. وهذا هو مطلب
جميع الإيرانيين. نقول للحكومات الغربية اتركوا الصمت والخمول عن الإعدامات وأخرى من جرائم
الفاشية الدينية واحترموا مقاومة الشعب الإيراني من أجل الحرية. ولو كانت الدول الغربية تقف عند
انتهاك حقوق الإنسان في إيران لما كان الملالي يتمكنون اطلاقا من أن يمدوا بربريتهم إلى سوريا
والعراق.”، السيدة رجوي من خلال موقفها المبدأي هذا تکشف للعالم کله الصورة المشرقة لإيران
الغد، إيران مابعد عهد التعذيب والقمع والاعدامات، ومن حق شعب کالشعب الايراني عانى الامرين
من ذلك أن يکون له وطن من دون تعذيب وإعدام.