قصة معتقل إيراني أرجنغ داوودي معلم وشاعر وكاتب وسجين سياسي إيراني
أرجنغ داوودي معلم وشاعر وكاتب وسجين سياسي إيراني تم اعتقاله في شهر نوفمبر ٢٠٠٣، وأمضى ستة أشهر
في السجن حتى عرض على القاضي حسن حداد قاضي المحكمة الثورية.
كانت التهم الأساسية الموجهة ضد أرجنغ داوودي هي التخطيط والتأسيس لـ (حركة الأحرار الإيرانيين)، و(اتحاد
الطلاب الإيرانيين) وكتابة “بيانات رسمية ضد الجمهورية الإسلامية”، وإهانة المرشد الأعلى ومؤسس الجمهورية
الإسلامية، ومسؤولي النظام ورجال الدين وإهانة المقدسات والتعاون مع صحفي كندي يدعى “جين كوكان” من
أجل صناعة فيلم وثائقي بعنوان “إيران ممنوع” .
يتهم الفيلم الوثائقي “ايران ممنوع” سعيد مرتضوي المدعي العام السابق في طهران، ورئيس منظمة التعاون
الاجتماعي بقتل زهرا كاظمي الصحفية الإيرانية الكندية في عام ٢٠٠٣. وبسبب هذه الاتهامات كلها تم الحكم حينها
على أرجنغ داوودي بالسجن ١٥ عاما و ٧٤ جلدةً، وحرمان لخمسة أعوام من الحقوق الاجتماعية.
أمضى داوودى سنوات عديدة فترة حكمه وهو ينقل من سجن لآخر حيث تم نقله أولًا من سجن إيفين إلى سجن
الأهواز ومن هناك تم نقله لبندر عباس ومن ثم إلى سجن غوهردشت في مدينة كرج.
في العام ٢٠٠٧ كتب السجين السياسي أرجنغ داوودي رسالة يتحدث فيها عن تشميع منزله بالشمع الأحمر،
وتوقيف سياراته الخاصة. وخلال فترة قضائه لفترة حكمه في هذه السجون المختلفة؛ أقدم أرجنغ داوودي على
الإضراب عن الطعام عدة مرات احتجاجًا على الوضع المزري داخل السجون، وطريقة تعامل السجانين معه،
واحتجاجًا على الأوضاع السياسية والاجتماعية في إيران.
أصيب داودي بغيبوبة في تاريخ ٣٠ أغسطس/آب ٢٠١٠ بعد دخوله في اليوم الثامن والأربعين من إضرابه عن
الطعام. ووفقًا لما كتبته المواقع الالكترونية التي تهتم بنشر الأخبار المتعلقة بالسجين السياسي أرجنغ داوودي في
عام ٢٠١٢ فإن “آثار التعذيب خلال السنوات الثمان الماضية قد أذهبت جزءًا من بصر وسمع هذا السجين
السياسي”.
في العام ٢٠١٢ وضع السجين السياسي أرجنغ داوودي في سجن غوهردشت في مدينة كرج داخل عنبر
المجرمين، والسفاحين ليمضي بقية فترة حكمه هناك، وكان أيضًا ينقل من وقت لآخر إلى منفردات وآخرها كان في
شهر أبريل من عام ٢٠١٢.
ووفقًا لتقارير مصادر حقوق الإنسان في هذه الأعوام الماضية فإن عائلة السجين السياسي أرجنغ داوودي كانت
تتعرض لضغوط وتهديدات أمنية شديدة.
في ١٧ يناير/ك1 ٢٠١٧ تم نقل أرجنغ داوودي من سجن غوهردشت في مدينة كرج إلى السجن المركزي في
زاهدان المسمى بالمسلخ حسبما يصفع السجناء هناك؛ حيث تم حجزه في زنازين العنبر الانفرادي هناك.
وبعد شهور طويلة من عدم توافر معلومات عن وضع المعلم والسجين السياسي أرجنغ داوودي (65 عاما)، تفيد
الأخبار الواردة أن هذا السجين السياسي تعرض للتعذيب في العنبر الانفرادي في سجن زاهدان.
وتفيد آخر الأخبار عن تدهور الحالة الصحية للسجين السياسي أرجنغ داوودي، بسبب إصابته بكسر في فخذه
وساقه إثر رميه من مكان مرتفع في العنبر الانفرادي في سجن زاهدان.
عندما كان مضربًا عن الطعام، تم استدعاؤه وهو مكبل اليدين والقدمين إلى مكتب رئيس السجن المركزي محمد
خسروي، وبعد الخروج من الغرفة، رماه مساعد رئيس السجن المدعو غلام رضا قدير من الطابق الثاني للمبنى على الدرج.
هذا السجين البالغ من العمر65 عامًا ولكونه مكبل اليدين والقدمين، لم يكن قادرًا على السيطرة، ولذلك تعرض
للكسر في نقطتين في الفخذ الأيمن وكسر في ساقه اليمنى وخلع الكتف، وأصيب بكدمات في فقرات العمود الفقري،
ولن يكون قادرًا على المشي حتى آخر عمره والآن يتحرك بشكل محدود و بصعوبة.
داودي محجوز الآن في غرفة صغيرة ومظلمة ووسخة في العنبر الانفرادي؛ هذه الغرفة لم تر النور منذ بنائها، ولم
يتم رش المبيدات الحشرية فيها؛ كما أصيب السيد داوودي في هذه الغرفة الوسخة بأمراض جلدية، إضافة إلى
إصابته بمرض القلب من قبل.
كما اعتقل مسؤولو السجن في زاهدان، عم السجين السياسي يادغار داوودي البالغ من العمر 78 عامًا وأبنائه
الذين كانوا يتابعون وضع السجين السياسي أرجنغ داوودي، وهددوهم وحجزوهم لمدة شهرين ثم أطلقوا سراحهم
بعد أخذ فدية كبيرة منهم . يذكر أن الحكم الصادر بالنفي بحق أرجنغ داوودي، كان إلى سجن مدينة زابل، ولكن
لأسباب غير معلومة تم نقله إلى العنبر المعزول في زاهدان.
تلكم قصة معتقل رأي يعاني في سجون ملالي طهران كما يعاني مثله آلاف معتقلي الرأي في سجون الاستبداد
بالعالم الثالث؟! فإلى متى؟.
مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا”