الأمن الإيراني يداهم منازل عمال الاهواز ويعتقل العشرات
د أسامة مهدي
وسط انتشار كثيف لقوات الأمن الإيرانية في مدينة الاهواز العربية بجنوب غرب إيران، فقد داهمت
هذه القوات منازل عمال مصنع الفولاذ واعتقلت العشرات منهم لتنظيمهم تظاهرات احتجاج غاضبة
للمطالبة بمرتباتهم المتوقفة منذ أشهر.
فقد اقتحمت قوات الأمن الإيرانية منازل ممثلي عمال مصنع الأهواز للفولاذ، واعتقلت العشرات منهم،
وفي اجراء متزامن ومنذ الساعات الأولى لصباح الاثنين انتشرت الوحدات الخاصة التابعة لقوات الأمن
وسيارات اطفاء الحريق أمام مباني المحافظة ومديرية العدل وعدد آخر من المرافق الحساسة لمدينة
الأهواز للحيلولة دون استمرار تظاهرات العمال المتصاعدة وارغامهم على إنهاء اضرابهم، كما ابلغ
مسؤول في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية “إيلاف” من مقر المجلس في باريس.
وأشار إلى أنّ هذه الاجراءات القمعية لم تثنِ العمال عن تحركهم المضاد للنظام، فأستأنفوا اضرابهم
الاثنين في اليوم الثامن والثلاثين منه “غير آبهين بهذه التهديدات والإجراءات التعسفية وطافت
مظاهرتهم الشوارع المركزية للمدينة مدعومة من قبل مختلف الشرائح الاجتماعية”.
اعتقال العشرات
وأوضح المسؤول أن عمليات اعتقال العمال مستمرة وقد عرف لحد الان أن من بين المقبوض عليهم
كلاً من: میثم علي قنواتي وعیسى مرعي وامین علواني ومرتضی أکبریان وطارق خلفي ومسعود
عفري و جعفر سبحاني ومصطفی عبیات وغریب حویزاوي و کریم سیاحي حامد باصري وحافظ کنعاني
وحامد جودکي وحسین داودي وکاظم حیدري ویاسر إبراهیمیان ومجید جنادلة و کوروش إسماعیلي…
إضافة إلى كل من : علي عقبى ومحسن بلوطي ومحمد بور حسن ومحسن بهباتي وسید حبیب
طباطبائي وجاسم رومزي وعلی اتمامي وسید علي جواد پور وجواد غلامي وعبدالرضا دستي.
وقد أصدر العمال بيانًا حذروا فيه “من مغبة هذه الإجراءات القمعية” وطالبوا بالإفراج عن العمال
المعتقلين فورا.. فيما كانوا يهتفون “العامل المعتقل يجب الافراج عنه” و”أيها العامل المعتقل
..ندعمك ندعمك” حيث هاجمتهم القوات الأمنية وأصابت العديد منهم.
ومن جهتها، نددت نقابة عمال مصلحة النقل في طهران بقوة اعتقال عمال الفولاذ مطالبة بالإفراج عن
العمال المعتقلين.
دعوات لدعم العمال المضربين
ودان “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” بقوة اقتحام منازل العمال الذين يتظاهرون من أجل ابسط
حقوقهم، ودعا العمال والشباب وطلبة الجامعات خاصة في الأهواز إلى دعم عمال الفولاذ المضربين
عن العمل والانضمام إلى صفوفهم. كما ناشدت الهيئات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان وحقوق
العمال وكذلك الاتحادات والنقابات العمالية في مختلف الدول دعم إضراب العمال واتخاذ إجراء عاجل
للإفراج عن العمال المعتقلين.
كما دعت رئيسة المجلس مريم رجوي عموم المواطنين المنتفضين لاسيما الشباب إلى “دعم إضراب
العمال الضائقين ذرعًا باضطهاد وقهر النظام الحاكم والتضامن معهم”.. وطالبت الاتحادات والنقابات
العمالية والمدافعون عن حقوق العمال بإدانة “سياسات نظام طهران المناهضة للعمال ودعم
إضرابات واحتجاجات العمال في البلاد”.
نهب الثروات
يشار إلى أنّ مصنع “درفلة للصلب” قد انشئ بمدينة الأهواز عام 1963 بهدف انتاج جميع انواع الحديد
والصلب وبدأت خطوط إنتاجه عملها بسعة 65 ألف طن سنويا وعقب الثورة المناهضة للشاه في
إيران سمي هذا المجمع باسم المجموعة الوطنية لصناعة الفولاذ في إيران.
وتصل مدة الخدمة للمجمع الصناعي أكثر من 50 عاما ويعمل فيه أكثر من 3000 عامل ثم ازداد
انتاجه إلى أكثر من مليون و 435 ألف طن من الفولاذ وفي عام 2009 تم بيعه إلى القطاع الخاص،
حيث اشترته المجموعة الصناعية “امير منصورآريا” للاستثمار.
وقد تمت عملية بيع هذا القطب الاقتصادي للبلاد بعد هبوط انتاجه الی 10 بالمئة اثر السياسات
التدميرية للسلطات ونهب ثرواته من قبل قوات الحرس وأصبح العمال محرومين من أجورهم الزهيدة
وهم مضطرون إلی الإضراب عن العمل للحصول علی رواتبهم.
وفي عام 2011، ومقابل الديون العالية للمجموعة الصناعية تلك، تم تسليمها إلى المصرف الوطني،
لكن هذا نهب مبلغ 400 مليون دولار من بيع ممتلكات المجمع الصناعي وأقام مزادا علنيا باسعار
منخفضة في فبراير عام2016.
وبسبب إغلاق حسابات المجموعة الوطنية بدأت مشاكل خطيرة للعمال والموظفين ولم يتم دفع
رواتبهم منذ عدة أشهر، مما أثار احتجاجات العمال والموظفين في المجموعة.