أكراد إيران يخاطرون بحياتهم ليصبحوا كولبر (ناقل للبضائع عبر الحدود) بسبب الفقر – تقرير
يبدو أن هناك صلة بين المواقع الجغرافية ومستويات الحرمان الملحوظة في جميع أنحاء إيران. حيث تشير الإحصاءات إلى أن المحافظات الحدودية لديها أعلى معدلات البطالة في البلاد. كما أن إدمان المخدرات والطلاق وغيرها من القضايا الاجتماعية منتشرة بشكل كبير في المقاطعات الحدودية، مما يعكس الهيكل الجائر والخاطئ الذي يحكمها والسياسات غير الكافية للحكومة المركزية.
إن التقسيم غير العادل وغير المتوازن للثروة داخل هذه المحافظات، وعدم الاهتمام بإمكانياتها الاقتصادية، والإدارة غير الفعّالة هي من بين الأسباب الكامنة وراء الظروف الاجتماعية والاقتصادية السيئة للمقاطعات الحدودية في جمهورية الملالي.
يكافح العديد من سكان المقاطعات الحدودية الإيرانية في كردستان وكرمانشاه وأذربيجان الغربية لتلبية احتياجاتهم الأساسية. نتيجة لذلك، يضطر العديد منهم، صغارًا وكبارًا، إلى أن يصبحوا “كولبر” مما يعني حمّالًا في اللهجة المحلية. يحمل هؤلاء أحمالًا ثقيلة إما على ظهورهم أو على ظهور الخيول والحمير في الجبال أو عبر الأنهار المضطربة ويخاطرون في النهاية بفقدان حياتهم.
تشير التقديرات إلى أن هناك ما يقرب من 80000 كولبر في إيران. مع الأخذ في الاعتبار أفراد عائلاتهم، يشارك ما يقرب من 400000 شخص في هذه المهنة. كما أن الملايين من الشركات والمتاجر والقطاعات تتأثر بها بشكل مباشر وغير مباشر. في كل عام، يُقتل أو يُجرح العشرات من الكولبر على أيدي قوات الحدود أو قوات حرس نظام الملالي دون عقاب رادع.
استعرض رئيس النظام إبراهيم رئيسي في اجتماع المجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي، مؤخرًا، أهداف وحلول تنظيم التجارة التي تتم على حدود إيران، وخاصة الغربية منها. وكان من بين محاور هذا الاجتماع “مكافحة التهريب وغيره من الأساليب غير المشروعة في تجارة البضائع في المناطق الحدودية”. هذه طريقة أخرى لـ رئيسي للإصرار على استمرار الاتجاه الحالي لقتل الكولبر.
في نظر سلطات النظام، يعتبر الكولبر عملية تهريب ومهنة غير شرعي. لهذا السبب، هاجمهمتهم قوات حرس نظام الملالي وأطلقوا النار عليهم دون أن ينالوا أي عقاب.
وصرّح مساعد وزير الداخلية الإيرانية للشؤون الأمنية حسين ذوالفقاري في أكتوبر/ تشرين الأول 2018 أنه “لا يوجد شيء يسمى كولبر”، أولئك الذين يسافرون عبر الحدود هم مجرد مهربون”، محذرًا من أن أي شخص يشارك في مثل هذا النشاط سيتم إطلاق النار عليه.
أولئك الذين يعبرون الحدود بشكل غير قانوني ليسوا كولبر، إنهم مهربون، وحتى لو لم يهربوا أي بضائع، فإن حركتهم غير قانونية، وتعدّوا المنطقة الحدودية. ليس لدينا أي تفاهم بشأن المناطق الحدودية. إذا دخل شخص ما إلى الخطوط الحدودية، فسيتم تحذيره أولاً، وإذا لم يتوقف، فسيتم إطلاق النار عليه “.
نتيجة للهواجس الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها هذه المحافظات الحدودية بسبب إهمال الحكومة، تعتمد آلاف العائلات في مدن كردستان الحدودية على الكولبر والعمل عبر الحدود. من المؤكد أنه لايوجد أي إنسان يمكنه أن يتحمل مصاعب أن يصبح كولبر عن طيب خاطر ويخاطر بموت محقق، إذا كان لديه أي خيارات أخرى.
الفقر والبطالة من نتائج سياسات النظام في طهران. أولئك الذين أُجبروا على أن يصبحوا كولبر يشملون مجموعة واسعة من العمّال والشباب العاطلين عن العمل. تقليديًا، سافر العديد من العمال الموسميين من كردستان إلى المراكز الصناعية ومراكز مشاريع البناء في المناطق الجنوبية والشرقية من إيران للعمل وكسب دخل إضافي لأنفسهم وعائلاتهم.
لكن في الوضع الحالي، عندما تم إغلاق أو تقليص معظم مراكز الإنتاج وشركات البناء وما شابهها، وأصبحت تحت سيطرة المديرين والمالكين المرتبطين بالنظام، فإن عددًا أقل من العمال يغادرون مسقط رأسهم. من ناحية أخرى، يدخل العديد من المتعلمين من الرجال والنساء والشباب سوق العمل كل عام دون العثور على عمل من أي نوع. في سياق هذه الأبعاد الكارثية للبطالة، يتحول عدد كبير من العمال والشباب من مختلف أطياف الحياة إلى كولبر ويخاطرون بحياتهم.