إيران: الادعاءات السخيفة لإبراهيم رئيسي مدعومة فقط من خامنئي لماذا؟
بعد عام من توليه المنصب، عقد رئيس نظام الملالي، إبراهيم رئيسي، مؤتمراً صحفياً يوم الثلاثاء، 30 أغسطس/ آب، تفاخر بـ “إنجازات” إدارته غير الموجودة بشكل .
سلسلة من الأكاذيب والتفاخر بذاته تميزت بادعاءات سخيفة مثل خفض معدل التضخم، وزيادة التوظيف، وتعويض عجز الميزانية دون طباعة الأوراق النقدية، والتقدم البيئي!
تتناقض مزاعم رئيسي بشكل صارخ مع الواقع القاسي في إيران. فقد عانت البلاد من أسوأ أزمة اقتصادية في القرن الماضي. اعترفت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية في يوليو / تمّوز بأن العديد من الإيرانيين لم يعد بإمكانهم تحمل ثمن وجبة بسيطة من الجبن والخبز.
فالتضخم في إيران يتجاوز 40بالمئة، وملايين الإيرانيين عاطلون عن العمل، ومئات الآلاف من المواطنين يبحثون عن الطعام في صناديق القمامة، كما أن معدل الانتحار وهجرة الأدمغة آخذ في الارتفاع، وتعاني البلاد من نقص حاد في المياه.
وحسبما أقرّت صحيفة همدلي اليومية في يوم 26 يوليو/ تمّوز “على ما يبدو، لم يسلم التضخم والارتفاع الشديد في الأسعار من أبسط أنواع الطعام التي تناولها الكثير من الإيرانيين. تشير أبحاثنا إلى أن أسعار الجوز والخبز والجبن تجاوزت خمسة ملايين ريال.”
وحسبما أقرت صحيفة شرق الحكومية في 27 يوليو / تموز “لكن ارتفاع أسعار المواد الغذائية لا يقتصر على الخبز والجبن فقط. أصبح تضخم أسعار الغذاء في إيران مقلقاً للغاية، ووجد مركز الإحصاء أن معدله في يوليو/ تمّوز تجاوز 90 بالمئة. ووفقًا لنشطاء سوق المواد الغذائية، فقد تسبب هذا في انخفاض حاد في استهلاك الفرد من المواد الغذائية الرئيسية في إيران وأدى إلى زيادة استهلاك الخبز.”
وزعم رئيسي أن حكومته عوّضت عجز ميزانيتها دون طباعة الأوراق النقدية، الأمر الذي أدى في النهاية إلى زيادة التضخم من خلال إنتاج كمية هائلة من السيولة التي تتعارض مع معدل الإنتاج المنخفض في إيران.
كتب موقع خبر أون لاين الحكومي في 16 يوليو / تمّوز “وكانت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية قد رفضت في السابق هذا الادّعاء. “بعد تسعة أشهر من تولي حكومة رئيسي السلطة، تمت طباعة 13 كوادريليون ريال من الأوراق النقدية الجديدة، مما زاد حجم الأوراق النقدية المتداولة بنسبة 18 بالمئة”.
تسببت مزاعم رئيسي في الكثير من الضجة داخل النظام، حيث فشل في بيع ادعاءاته الفارغة حتى لوسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة بإحكام.
كتبت صحيفة “شرق” اليومية الحكومية في 30 أغسطس / آب “يبدو أن السيد رئيسي يعيش في بلد آخر والناس في بلد مختلف. تتمتع بلاد رئيسي بظروف مثالية وتتم إدارتها بشكل جيد. لكن الوضع في إيران لا يحتاج إلى أي تفسير!”
كما أقرّت صحيفة أرمان ميلي الحكومية في 30 أغسطس/ آب “ارتفعت أسعار جميع السلع الأساسية بنسبة 200 بالمئة سنويًا، الأمر الذي أدّى إلى عجز المواطنين عن تغطية الحد الأدنى من احتياجاتهم. طاولات الناس تتقلص، ولا يوجد أي شىء يمكنه تبرير ذلك. كما لم يتم الوفاء بوعود رئيسي، والوضع أصبح أسوأ من أي وقت مضى.”
هناك شخص واحد فقط أثنى على رئيسي وإنجازات حكومته: المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي.
في اجتماع يوم الثلاثاء مع رئيسي وحكومته، دافع خامنئي عن ربيبه وعن “مساعي حكومته الصارمة”. خامنئي ليس أعمى ولا أصم. إنه يرى فشل رئيسي ويسمع هتافات الناس ضد رئيسه الأمي كل يوم. وفوق كل شيء، فهو مدرك تمامًا للوضع المتفجر في إيران. يؤكد دفاع خامنئي عن رئيسي مرة أخرى أنه بصفته المرشد الأعلى للنظام، فإنه يتحمل المسؤولية عن جميع المشاكل في البلاد.
ومع ذلك، يدعم خامنئي رئيسي لأن تعيين هذا القاتل الجماعي عديم الضمير كرئيس كان الحل الوحيد الذي وجده لنظامه الذي مزقته الأزمة. الاعتراف بفشل رئيسي يعني قبول خامنئي بفشل نظام الإبادة الجماعية. لكن إلى متى يمكن أن يسير في هذا الطريق؟