في إيران ثورة سلام ضد نظام الانتقام
يحاول نظام ملالي إيران ان يظهر ثورة الشعب الإيراني بعكس حقيقتها ، عبر استخدام عدة أساليب وشائعات بهدف استعطاف الرأي العام والداخل الإيراني للوقف ضدها ، وذلك يشمل عدة مجالات أبرزها جانبين.
الأول ثورة انتقام ان نجحت ستقوم بتصفيات عرقية وطائفية ، بهدف جعل من لهم تأييد سابق للنظام أو صلة أو اجتماع في بعض جوانب ، أن يهبوا للدفاع عن النظام والوقوف ضد الثورة من باب دفاع عن النفس وخوفاً من الانتقام.
والحقيقة ان نظام الملالي يريد ان ينسب ما هو فيه على الآخرين.
فهذه الثورة التي تحمل مشروع الدولة المدنية ستحقق السلام والتعايش والقبول بالآخر وتطلق حرية الفكر والرأي وتحقق النماء والازدهار ليعم الخير والأمن والاستقرار والتقدم والرقي داخل إيران ، وليست كنظام الملالي الذي ارتكب الجرائم واراق الدماء وولد الثأرات العرقية والطائفية وأفقر الشعب الإيراني وجعله لم يتسالم مع نفسه داخلياً ومع الآخرين خارجياً.
هذه الثورة ستتعامل بالعفو العام والتسامح مع الجانب المدني ، وستتعامل بالقانون مع الجانب العسكري ، فمن قام بارتكاب جرائم القتل والانتهاك بحق المتظاهرين والشعب ستتعامل معه عبر القضاء ، والآن هناك فرصة للجيش وقياداته ان ينضموا للثورة ولا يقفوا ضدها حتى لا يتعرضوا للمساءلة والعقوبات القانونية بعد نجاحها.
الجانب الثاني ثورة ضد الحجاب بهدف كسب التعاطف في الشارع الإيراني للوقوف ضد الثورة من باب الدفاع عن الإسلام.
بمقتل مهسا أميني أثبت النظام الإيراني أنه نظام متطرف ارهابي يسيئ للإسلام ويريد ان يجعل إيران بيئة خصبة للتطرف وتصدير الارهاب.
المتطرفون هم الذين يدعون أنهم أ يحاربون المنكر فيرتكبون منكر أكبر منه.
ويستخدمون العنف والقسوة للتنفير من الإسلام وتشويهه بدل الكسب وتحبيبه عبر الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
لا توجد في الاسلام آية أو حديث تبيح قتل امرأة بسبب عدم ارتداءها الحجاب.
ارتداء الحجاب من عدمه المفروض ان يعود أمره للأسرة وللعادات القبيلية والعشائرية في أي مجتمع ، وهم أحرار في التعامل تجاه ابنتهم أو بنت قبيلتهم ، أما انظمة الحكم أي كان نوعها يجب ان تقف موقف وسطي ، فلا يحق لأي نظام ان يلزم بارتداء الحجاب ولا يحق لأي نظام ان يقف ضد الحجاب فذلك تطرف في كلا الحالتين ، ومثلما البعض يريدون للمرأة المقتنعة بارتداء الحجاب ان ترتديه بمجتمعات أخرى ، يجب أن يسمحوا للمرأة في مجتمعهم التي لا تحب أن ترتديه ان تفعل ذلك .
ما حدث مع مهسا أميني هو تعاطف رافض لقتلها وليس لارتداءها الحجاب ، وكان سبباً لاندلاع ثورة شاملة ضد النظام وليست ضد الحجاب ، لأنه مثلما قتل النظام مهسا فقد قتل عشرات الآلاف من الإيرانيين .
مثلما قتل أمرأة بدعوى الحجاب لا يحق له قتلها فقد قتل آخرين ينادون للالتزام به من سنة ومعارضة وغيرهم لا يحق له قتل أنفسهم المحرمة.
مثلما قتل الطالبة الجامعية فقد قتل من يعارضه بالرأي والفكر والمعتقد.
مقتل مهسا كان موعد انتفاضة إيرانية ضد نظام القتل وانفجار شعب يعاني لفترة طويلة من النظام القاتل الذي يقتله.