ربيع إيران العالمي
لقد كان قيام الخميني بسرقة ثورة الشعب الإيراني وإلباسها العمامة الإسلامية التي إختفت مع نهاية الدولة العثمانية هي الصدمة الكبيرة التي جائت بالضد من حركة التحرر والتحضر الإيرانية والإسلامية والإنسانية، ولهذا لم يتأخر هذا النظام الشاذ بمواجهة هذه الصدمة بتقسيم الداخل والخارج الى شياطين وأشرار،هم كل الأحرار الذين يعارضون نظامهم الدموي المتخلف ،حيث لم يتردد بإستخدام كل إمكانيات الإمة الإيرانية لتنفيذ أكبر وأصغر الملاحقات والتصفيات والحروب داخل وخارج إيران ، وأخرين في نظرهم من الأخيار ،هم كل من القتلة و المفلسين والمنافقين الذين يجاملوه ويساندوه داخل وخارج إيران، أنظمة فاسدة تبطش بشعوبها وإخرى عصابات ظلامية دموية متخلفة مثل القاعدة وطالبان وداعش وميليشات ،لم تجد لنفسها مكان في ساحات البناء والتعاون والتسامح الإسلامي لتقفز بحضن النظام الإيراني وآلاته العسكرية والمخابراتية والدبلوماسية والإقتصادية تداري إفلاسها العقائدي الديني والدنيوي بالقتل والشعوذه والتأمر من أجل النفوذ والبقاء ضد إرادة شعب إيران و العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها،
الحقيقة التي تؤكد الوجود الشاذ لهذا النظام ، فرغم مرور أكثر من أربعة عقود بوجوده على قيد البقاء ،بقي العالم لا يسمع من إيران الخارج إلا توزيع أزمات الحروب الكارثية والميليشات وأسلحة الدمار الشامل والصواريخ البعيدة على جيرانه، وطموحاته بالأسلحة النووية، وآخرها طائرات الموت الإيرانية المسيرة ،التي أقر نظام الملالي بأنه لطخ أياديه القذره بدم شعب إوكراني مسالم ، ليس له أي عداء سابق أوحالي أو قادم مع إيران ويبعد عنها ألاف الكيلومترات، فقط لأن العالم الحر في الغرب والشرق وقف معه يدافع عن وجوده وخياراته في الحرية من المعسكر البوتيني الفاسد ، أما أخبار إيران الداخل فلم تكن إلا نتاجات إنتهاكات مستمرة فضحتها جريمة مقتل الشابة الإيرانية مهسا أميني لمجرد إنها لم تلتزم بمسطرة الحرس الثوري في ترتيب حجابها الشخصي، بالشكل الذي كشفت عوار هذا النظام الخلقي والأخلاقي الغير قابل للإصلاح بما دفع الشعب الإيراني لحسم أمره بتصميم ثابت بأن لا يعود إلى منازله إلا بإسقاط نظام الملالي وللأبد ،
كما إن تقدم المعارضة الإيرانية الشريفة بتصعيد ودعم إدارة الإنتفاضة الشجاعة لشعب إيران في الداخل والخارج الذي أصبحت الوقود الذي يمد هذه الثورة الشعبية بالديمومة حتى إسقاط النظام، وأهمها أولاً:إعلان مجلس المقاومة الإيرانية بأن ما يقوم به الشعب الإيراني من نشاطات ومواجهات ضد مؤسسات هذا النظام في كل مدن إيران هو يدخل من باب الوسائل القانونية الحقوقية الإنسانية للدفاع عن نفسه أمام أله قتل قمعية مسلحة ترفض التغيير، والثاني: أن ما قدمته السيدة مريم رجوي رئيسة المجلس المنتخبة من خطاب مسؤول واعد جداً ،حضي بإهتمام أصحاب القرار الأمريكي والدولي ، أوضحت به بأن مجلس المقاومة الإيرانية وعلى رأسها منظمة مجاهدي خلق قد جهزت عدتها المؤسساتية والدستورية والإدارية وكوادرها النضالية المخلصة لإدارة تغيير إنتقالي يضمن إنتقالاً حكومياً سلسا وسلميا يضمن بالتأكيد إرادة كل الشعب الإيراني بالعيش بسلام وتعاون مع الجيران والعالم أجمع بمعايير إحترام حقوق الإنسان وحكم القانون ،
وكوننا مراقبين وأحد ضحايا نظام إيران ومناصرين لمعارضتهم الشريفه ونعرف هواجس الرأي العام الأمريكي والغربي من قضية ثورات العالم الثالث ،ومنها الثورة التي إستولى عليها الخميني وخلفها إلى ولاية فقيه وحرس ثوري وأليات دمار ضد الشعب الإيراني وشعوب المنطقة ،نتمنى بكل إخلاص من مجلس المعارضة الإيرانية وقيادتها الذكية إطلاق تسمية (الربيع الإيراني)على إنتفاضة الشعب الإيراني الحالية التي خرجت بعد مقتل الشابة مهسا أميني باعتباره حاجة الشعب الإيراني والعالم كشرط أولي لإنجاح ربيع ديمقراطي في أفغانستان والعراق وسوريا واليمن ولبنان وليبيا وكل دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ،يوم حوله النظام الإيراني الى جحيم لشعوب هذه الدول وصداع وفوضى للعالم أجمع ،وأن تؤكد المعارضة الإيرانية لأصحاب القرار والرأي العالمي إذا( سَقَطَ السبب بَطَلَ القلق)، الرحمة والخلود لمهسا أميني وكل شهداء إيران وضحايا النظام، والتوفيق والنجاح لربيع إيران الذي سيعم سلامه على العالم أجمع ،إنشاْ الله.
كامل الحساني
خبير عراقي بحكم القانون الحوكمة الرشيد