فضائح داخلية ودولية تاريخية من العيار الثقيل
ماذا يفعل الشعب الإيراني بقرار الملالي الإحتيالي القاضي بالإيقاف المبدئي لما تسمى بدورية الإرشاد التي تحتاج إلى إرشاد في حين لا يزال معتقلين من الأطفال والصبية القاصرين دون سن 18 عاما في غياهب السجون بسبب فضائح دوريات الإرشاد وافتراءات أجهزة الدولة الفاسد من الأمن إلى المخابرات إلى استخبارات الحرس إلى السلطة القضائية التي صرح مدعيها العام بإيقاف دورية وأن قضية الحجاب يجب أن تتم مراجعتها داخل مجلس النظام متناسيا جرائم سلطته القضائية التي تحتجز أطفالا أبرياء وتوجه تهما خطيرة لهم، أي حجاب تريد مراجعة قضيته وأي دورية إرشاد تريد إيقافها وأنت تحتجر مراهقين قاصرين وآخرين تود إعدامهم أو إنزال عقوبات ثقيلة بحقهم بسبب آرائهم، أليس من المعيب أن تدعوا الإسلام وتحكمون بالباطل، وتتظاهرون بالسعي لمراجعة سياسات النظام والإتجاه نحو الإصلاح أمام الشعب والعالم وحلفائكم بالغرب وأنتم تحتجزون قاصرين دون سن الـ 18 عاما تمهدون لإعدامهم بقصد نشر الرعب في قلوب الناس ليمنعوا أبنائهم من التظاهر، وتحتجزون المعتقلين المشاركين في أحداث الإنتفاضة الوطنية، ومساجين آخرين مع أطفالهم في ظروف مأساوية داخل السجون وتحسبون أنكم قادرون على الكذب والإحتيال إلى ما لانهاية من أجل بقاء نظامكم.. تأملون وليت ما يتمناه المرء يدركه…
لما غضِب الله على أبو جهل عرفه بالحقيقة لكنه حرمه من نعمة الهداية والصلاح فصُفِعَ على ناصيته ولم يجد لنفسه هدىٍ أو بصيرة تتقبل الرشد والهداية والصواب… والحال نفسه ينطبق على من يدعون الإسلام ولا نعرف لهم وصفا ولا هوية وهم أبعد الناس عن الإسلام يفترون على الله الكذب ويكيلون تهما للعباد ما أنزل بها من سلطان ونسبوها لأطفال قاصرين لم يرتكبوها هي ولا غيرها، ويريدون إقامة حد الحٍرابة على أطفالٍ كبير جرمهم أن قال البعض منهم يسقط الدكتاتور وبالتالي هم خصوم رأي إن ثبت عليهم الجرم، فهل يُقام على خصوم الرأي في الإسلام حد الحِرابة؟ أفتونا يا أهل العلم! حد الحِرابة يُقام على من يعترف بأنه قام بالقتل والتسليب معا نهارا جهارا وعلى وجه الدقة يقام على من يجمع بين الجرمين نهارا في آن واحد معترفا بذلك، وهذا الأمر من الأمور المستحيلة في هذا الزمان خاصة داخل المدن.
مرة أخرى يعيد التاريخ نفسه، ومرة أخرى يثبت الملالي أنهم ليسوا بحكومة أو حتى سلطة تعرف ديناً أو معبوداً أو قانوناً أو إنسانيةً، وإنما هم عصابات متسلطة أحكمت قبضتها على كنز دولة تخشى فقدانه وفرضت لأجله أحكاما عرفية ألصقتها بالإسلام لتُوقِع أشد العقاب بكل من تسول له نفسه نهجها ومنهجها.
وإذا كان نظام خميني في حينه قد أفتى على غير شرع الإسلام بإبادة أكثر من 30 ألف سجين سياسي سنة 1988 أكثريتهم من منظمة مجاهدي خلق، وقد أنهى أكثريتهم فترة أحكاماً بالحبس وينتظر لحظة إطلاق سراحه، ولا زال خلف خميني مستمرا على نهج سلفه ولا زال أحد منفذي مجزرة الإبادة الجماعية إبراهيم رئيسي الذي أصبح برغبة خامنئي رئيسا للجمهورية مصرا على نهجه وما دأب عليه لكن إجرامهم وبغيهم وافترائهم على الله اليوم بحق أطفال علقوا برقابهم أحمالا من الجرائم التي لا طاقة للشيطان بها وليس الأطفال الذين ساقتهم مشاعرهم الصادقة البريئة تجاه المعاناة التي نبتوا من رحمها ونموا وترعرعوا على آلام وأنين أهليهم غير المنقطع وهبوا للتعبير عن حالهم وحال شعبهم، ولا يمكن لأحد من المنصفين على أرض إيران وغيرها أن ينكر معاناة الشعب الإيراني وجرائم النظام الحاكم ولا حتى النظام نفسه يستطيع نكران ذلك خاصة في ظل وجود مقاومة تتربص له بالمرصاد بالإضافة إلى أن نظام الملالي من النظم السياسية البلهاء المفضوحة المتبجحة بجرائمها دون حياء كشكل من أشكال البطولة مستندة إلى حلفائها الذين لا يزالون يتسترون على جرائمهم وفضائحهم، ها هو نظام خامنئي مستمرا على فتوى خميني وها هو رئيسي يمارس سفك الدماء كما عُهِد إليه وكما قطع على نفسه.
فضيحة محلية ودولية من العيار الثقيل
يعيد التاريخ نفسه اليوم ويلقي بظلاله فضائح قديمة فضائح مجازر الإبادة الجماعية التي قام بها النظام عام 1988 بتطبيق فتوى الحِرابة التي سنها خميني في زمانه ولم يعترف بها الكثيرين من رجال الدين ومنهم آية الله منتظري الذي كان خليفة لخميني وأقاله وحجره في بيته لما خالفه الرأي، إنها المجازر التي ارتكبها النظام وتستر عليها النظام الدولي ولم يقرها كجرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية حتى اليوم، وها هو نظام الملالي يستمر عليها حتى اليوم ويحتجز صبية مراهقين من معتقلي الإنتفاضة ويوجه لهم تهما ثقيلة جدا من العمل لجهات أجنبية وأخطرها تهمة الحِرابة نفس التهمة التي وجهها في عقد الثمانينيات من القرن الماضي للسجناء السياسيين تمهيدا وتبريرا لإعدامهم في حين كان الإعدام لأسباب سياسية، واليوم يتكرر الأمر نفسه والموقف الغربي نفسه لكنه هذه المرة أبشع من سابقاته حيث يدعي تيار المهادنة والإسترضاء في الغرب أن الشعب يريد إصلاحات أي أن النظام لا ينقصه سوى إصلاحات وهذا أمر منافي للحقيقة تماما فالشعب لا يريد سوى إسقاط النظام، والنظام لا يريد سوى الإفلات من قبضة الشعب ومهالك السقوط والزوال وهما كان الثمن والوسائل، وها هي فضائح سجون نظام الملالي المشينة بحق النساء والأطفال والفتية الذين ينتظرون أحكاما بالقتل وليس الإعدام وفقا لفتوى خميني مؤسس النظام تنتظر النظام العالمي الذي يتغاضى عن أفعال النظام ليتيح له فرصة الإلتفاف على الإنتفاضة والقضاء عليها وإحكام قبضة سلطانه من جديد .. لتستمر حلقات الطغيان وفضائح الجرائم الإنسانية المرعبة داخل إيران وتستمر مخططات القوى الإمبريالية في المنطقة على حساب آلام وكوارث الشعب الإيراني وشعوب المنطقة.
في وسط هذه الآلام وتلك يصنع الشعب الإيراني الثائر الأمل والنصر بإنتفاضته التي تقترب من ثلاثة أشهر متتالية بوتيرة واحدة، وبعزم الثوار ستصنع مستقبلا زاهرا في إيران والمنطقة.
وإلى عالم أفضل