نظام الملالي يطعن الشعب الفلسطيني في الظهر مرة أخرى
صادق بهروزي
نقلت صحيفة الشرق الأوسط يوم الإثنين، 13 نوفمبر 2023، عن قمة زعماء الدول العربية والإسلامية في الرياض أنه باستثناء زعماء الدول العربية والإسلامية المرموقة، الذين اتفقوا في خطاباتهم على أن الوحيد الحل الممكن لحل الصراع بين حماس وإسرائيل هو التفاف كافة الفصائل والقوى الفلسطينية حول “منظمة التحرير الفلسطينية” باعتبارها الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني؛ كان نظام الملالي فقط، الذي يمثله إبراهيم رئيسي وعددٌ من مسؤولي هذا النظام الفاشي، هو الذي اتخذ موقفًا مختلفًا عن رأي الأغلبية في هذا الاجتماع، كما عارضوا قرار هذا المؤتمر. وواصلت هذه الصحيفة تقديم المزيد من المعلومات حول هذا الموضوع وذكرت أن: ” أتباع ما يسمى بـ “محور المقاومة” يرون أن هذا الأمر يدعو إلى الخزي والعار، لأنهم اعتادوا التفوق على الدول العربية وخيانة قادة الدول العربية والإسلامية”.
والجدير بالذكر أنه من بين الأمور الهامة الأخرى التي وردت في البيان الختامي للاجتماع الطارئ لزعماء الدول العربية والإسلامية هو أن هذا البيان أكد على أن “منظمة التحرير الفلسطينية” هي الممثل القانوني الوحيد للشعب الفلسطيني، وطالب كافة الفصائل والقوى الفلسطينية أن تتوحد تحت مظلة هذه المنظمة.
وفشل نظام الملالي، في هذا المؤتمر، في إدراج نواياه الشيطانية في القرار النهائي.
وقد أقر هذا المؤتمر حل الدولتين، أي تشكيل الدولة الفلسطينية، إلا أن نظام الملالي رفض فكرة حل الدولتين، من خلال تقديم خطة عبثية مضللة، وبذلك يكون قد طعن الشعب الفلسطيني وقضيته مرة أخرى.
وفي الوقت نفسه، أكد القادة المشاركون في المؤتمر، في البيان الختامي للمؤتمر، على استحالة تحقيق السلام الإقليمي بتجاوز قضية فلسطين أو محاولة تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى أن مبادرة السلام العربية المدعومة من منظمة التعاون الإسلامي تُعتبر مرجعاً أساسياً في عملية السلام الإقليمية في الشرق الأوسط”.
أي أن القمة العربية الإسلامية في الرياض قدَّمت حلاً منطقياً وواقعياً لضمان حقوق الشعب الفلسطيني، إلا أن النظام الحاكم في إيران، الذي يطلق شعارات كاذبة لدعم فلسطين؛ رفض جوهر هذا الحل، أي اقتراح تشكيل دولتين مستقلتين، علماً بأنه هو الحل الأمثل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهذه أكبر خيانة للشعب الفلسطيني.
وتجدر الإشارة إلى أن استغلال الملالي الحاكمين في إيران للقضية الفلسطينية؛ له تاريخ يمتد إلى 40 عاماً، وأن هذا النظام الفاشي قد وجَّه أكبر ضربة للشعب الفلسطيني والدول العربية؛ نظراً لأنه بدأ منذ البداية بالتآمر على القيادة الفلسطينية وياسر عرفات شخصياً، وكان ينوي اغتياله. ثم بادر بدعم المجموعات الفلسطينية الأخرى لمواجهة منظمة التحرير الفلسطينية من أجل تفتيت هذه المنظمة وإضعافها، وحقَّق ما أراد.
إن حكومة الملالي في إيران، التي كانت تخدع الناس منذ البداية برفع شعار تحرير القدس الشريف؛ لم تفعل شيئاً في هذه العقود الأربعة عشر سوى خيانة فلسطين والشعب العربي. لقد أطلق خميني شعار تحرير القدس عبر كربلاء، وبهذه الخدعة الشيطانية بادر بشن حرب على العراق لمدة 8 سنوات. واحتل خليفته خامنئي العراق، ثم سحق انتفاضة الشعب السوري، وحوَّل لبنان إلى جحيم، واحتل اليمن بقبضته الدموية، ويسعى اليوم إلى الحفاظ على نظامه بدماء أطفال ونساء غزة.
والجدير بالذكر أنه لولا تدخلات ملالي إيران في شؤون الدول العربية وما ارتكبوه من جرائم، ولو لم يحتلوا 4 دول عربية؛ لكانت الدول العربية الآن أقوى بكثير، ولكان بإمكانها الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، بيد أن النظام الإيراني سحق الدول العربية ودمرها وتفوَّق على أي بلد آخر في قتل العرب وتدمير بلادهم بإشعال الحروب، وتشكيل ميليشياته المرتزقة، وبذلك قدَّم هذا النظام الفاشي أكبر خدمة لإسرائيل، ووجَّه أكبر ضربة للقضية الفلسطينية.
لقد أكد خامنئي مراراً وتكراراً أنه إذا لم يقاتل في سوريا والعراق ولبنان وغيرها من البلدان، فعليه أن يقاتل في طهران ومدن إيران، واعترف بأنه يسعى إلى إشعال الحروب في المنطقة للحفاظ على نظامه، وها هو يقتات الآن على دماء أهل غزة من أجل الحفاظ على بقاء نظامه القروسطي. والحقيقة المؤكدة هي أن خامنئي هو أكثر شخص سعيد بما ترتكبه إسرائيل من جرائم في غزة.
والآن، وبينما يشعر كل الناس بالصدمة والتأثر من الجرائم التي تُرتكب بحق أهل غزة، وخاصة النساء والأطفال، نجد ملالي إيران يعتبرون ذلك انتصاراً لهم ويعبِّرون عن سعادتهم.
لكن ملالي إيران لا يستطيعون الحفاظ على بقاء نظامهم بإشعال الحروب وارتكاب الجرائم؛ نظراً لأن مستقبل هذا النظام الفاشي يتوقف على ما سيحدث داخل إيران، أي أن الشعب الإيراني هو الذي سيقرر مصير هذا النظام. وقد أظهرت الانتفاضات الوطنية الكبرى التي شهدتها إيران في أعوام 2017 و 2019 و 2022؛ أن الإيرانيين قد عقدوا العزم على الإطاحة بهذا النظام القروسطي، وإنقاذ أنفسهم وجميع شعوب المنطقة من هذه الكارثة العظيمة.
ولهذا فإن السبيل الوحيد لإنقاذ المنطقة برمتها من سرطان ولاية الفقيه هو إسقاط نظام الملالي، وهو ما سيقوم به الإيرانيون ومقاومتهم المنظمة. ويجب على كل مَن يتطلعون إلى إنقاذ المنطقة من هذا الوحش الدموي أن يقفوا إلى جانب الشعب والمقاومة الإيرانية.
وكما رأينا في هذين المقالين، يؤكد العديد من المقالات الأخرى في وسائل الإعلام العربية وغيرها من وسائل الإعلام على هذه القضية، وإذا كنّا نريد التوصل إلى حل فعال؛ فلا شك في أنه يتعيَّن علينا ألا نسمح لفيروس هذا النظام الفاشي بالتأثير على أجهزة صنع القرار. وقد ثبتت هذه الحقيقة اليوم مراراً وتكراراً لجميع القوى التي تهتم بآلام الشعب وتؤمن بضرورة إقرار السلام والتعايش السلمي. كما يجب أن يكون لدينا نظرة ثاقبة قوية كعروة وثقى لفهم الوضع بشكل صحيح واتخاذ القرارات الصحيحة عند دراسة وتحليل أي مشهد، وإلا سنضيع في دوامة الالتباسات لا محالة. والجدير بالذكر أن هذا التخطيط هو مفتاح لحل أي لغز سياسي، وأي محاولة أخرى للدخول في أي قضية ومشكلة مصيرها الفشل. وخير دليل على هذه الحقيقة هو قضية غزة، التي لم يتضح بعد الكثير من حقائقها، وسوف تتضح في القريب العاجل. ولكن يمكننا أن ندرك مسبقًا أن نظام الملالي هو المتسبب في كل أشكال الفتنة والبلاء والبؤس والدمار والنزوح والجوع والتشرد. وهذا هو سر نجاح المقاومة الإيرانية خلال أكثر من 40 عاماً من النضال ضد هذا النظام الدجال والمتعطش للدماء، وكل لبيب بالإشارة يفهمُ.