عَلامَ يتم مكافأة نظام الملالي بـ 10 مليار دولار؟
صادق بهروزي
أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية مرة أخرى إعفاءً من العقوبات للنظام الإيراني، يوم الثلاثاء 14 نوفمبر؛ يحصل الملالي الحاكمين في إيران بموجبه على أكثر من 10 مليارات دولار. ويمكِّن هذا الإعفاء النظام الإيراني من الحصول على الدخل الناتج عن تصدير الكهرباء إلى العراق. والجدير بالذكر أن هذا تنازل جديد يجب أن تقدِّمه الحكومة الأمريكية للملالي الحاكمين في إيران.
ويعد هذا التنازل من نتائج سياسة الاسترضاء القذرة التي ينتهجها الغرب مع نظام الملالي. وقد مكَّنت هذه السياسة العراق من استيراد الكهرباء من إيران.
ورد في تقرير صحيفة “وول ستريت جورنال”، في عددها الصادر في 16 نوفمبر ما يلي:
“هذا الإعفاء الصادر في يوليو، هو جزء من الاتفاق النووي غير المكتوب مع إيران. والجدير بالذكر أنه لم تتم الموافقة على الإطلاق في الكونغرس على تمكين إيران من الحصول على مليارات الدولارات. وبالتالي، يكون بايدن قد اتخذ إجراءات دون الحصول على موافقة الكونغرس. وجاءت هذه الفكرة للحفاظ على هدوء المنطقة إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية عام 2024.
وسمحت السياسة الأمريكية، خلال السنوات الماضية، للعراق باستيراد الكهرباء من إيران بشرط وحيد يقضي بإيداع الأموال بالدينار العراقي في حساب اسكرو في “البنك العراقي للتجارة”. وقد سمحت إدارة بايدن الآن بزيادة الحد الأقصى للمبالغ التي يمكن دفعها، وأنشأت آلية تُمكِّن إيران من نقل هذه الأموال من خلال فرنسا وألمانيا وعمان دون عوائق.
ذكر موقع “سبكتاتور” في 20 فبراير : “يبدو أن إيران ستقوم بتحويل هذه المبالغ إلى اليورو بمجرد أن تتمكن من الحصول عليها؛ لدفع ثمن المنتجات غير الخاضعة للعقوبات، من قبيل المواد الغذائية. ومَنيعتقد أن الإيرانيين سيشترون الطعام فقط بهذه الأموال فهو أحمق. وعلينا أن نفهم الظروف المحيطة بآخر إعفاء من العقوبات الذي قدَّمه بايدن لإيران، ليتسنى لنا فهم الدوافع وراء هذا الإعفاء، وآثاره المحتملة.
لقد أثبت نظام الملالي خلال سنوات حكمه إما أنه ينفق إيراداته لتعزيز قوات حرس نظام الملالي وغيرها من قواته القمعية، أو على تسديد نفقات قواته المرتزقة في المنطقة، من قبيل حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن. ويستخدم نظام الملالي هذه الأموال في إشعال الحروب في المنطقة.
ولذلك، فإن سياسة الاسترضاء القذرة التي تنتهجها الدول الغربية تجاه إيران هي أحد العوامل المهمة لاستمرار بقاء الفاشية الدينية الحاكمة في إيران. وكما تساعد قوات حرس نظام الملالي في بقاء هذا النظام الفاشي، فإن سياسة الاسترضاء التي ينتهجها الغرب أيضاً ساعدت في الحفاظ على هذا النظام في العقود الـ 14 الماضية.
ولم تغض هذه السياسة القذرة الطرف عن قمع المواطنين وإعدامهم فحسب، بل مهَّدت الطريق لنظام الملالي للسيطرة على المنطقة.
وقد قدَّمت أمريكا العراق للملالي على صينية من ذهب، وأدى تدخل إيران في العراق إلى تمكين حكومة عميلة ومرتزقة تابعة لنظام الملالي من حكم العراق، وإلى هيمنة الميليشيات التابعة للنظام الإيراني على العراق. كما غض الغرب الطرف عمّا ارتكبه نظام الملالي من جرائم في سوريا. كما انتهج الغرب سياسة الاسترضاء مع حزب الله في لبنان.
ونتيجة لذلك، تمكَّن نظام الملالي من نشر أذرعه الدموية في جميع أنحاء المنطقة. ونشهد الآن النتائج الكارثية لسياسة الاسترضاء، وندرك كيف أشعل نظام الملالي النار في الشرق الأوسط.
ويرى العالم الآن بأم عينه نتائج سياسة الاسترضاء مع الملالي ويدفع ثمنها باهظاً.
ولا شك في أنه طالما بقي هذا النظام في السلطة في إيران، فإنه لن يسمح بإحلال الأمن والسلام في المنطقة، ولن يتم حل القضية الفلسطينية.
إن السبيل الوحيد لإنقاذ المنطقة من إشعال الحروب والدمار هو إسقاط نظام الملالي على يد الشعب والمقاومة الإيرانية.
ولذلك، ينبغي على جميع الدول التي تطالب بإحلال الأمن والسلام والتقدم في هذه المنطقة من العالم أن تدعم رغبة الشعب الإيراني في إسقاط نظام الملالي، وأن تقف بجانب الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.
هذه هي الطريقة الوحيدة لإنقاذ المنطقة. ويتعين علينا استهداف رأس الأفعى في طهران، وليس استهداف أطفال ونساء غزة.