تعديلات إيران الاستراتيجية في سوريا: رؤية لنقاط الضعف في وجه التحديات المتزايدة
يشهد النظام الإيراني، وبشكل خاص الحرس الإيراني، تغييرات استراتيجية في سوريا، متجلية في تقليص انتشار كبار القادة عقب الهجمات علیه.و يشير هذا التحول إلى الاعتماد على الميليشيات الوكيلة للحفاظ على النفوذ، وفقًا لرويترز، مما يسلط الضوء على ضعف النظام.
الانسحاب وسط التوترات الإقليمية:
وعلى الرغم من الضغوط الداخلية للانتقام، ينطلق قرار النظام بسحب كبار ضباط الحرس الإيراني جزئيًا من التردد في الانخراط في صراع إقليمي واسع النطاق. وعلى الرغم من أن النية ليست مغادرة سوريا بالكامل.
الاشتباكات الإقليمية والميليشيات الوكيلة:
وانخرطت الميليشيات المدعومة من إيران في صراعات في جميع أنحاء لبنان واليمن والعراق وسوريا، وشنت هجمات ضد المواقع الأمريكية. ومع ذلك، امتنع النظام الإيراني عن التدخل المباشر، واختار بدلاً من ذلك نشر الميليشيات الوكيلة. ويشكل الانسحاب الأخير لقادة الحرس الإيراني من سوريا تطورًا هامًا يعكس الديناميات الإقليمية المتطورة.
الصراع السوري ووجود الحرس الإيراني:
أرسلت إيران آلاف المقاتلين لدعم بشار الأسد خلال الحرب السورية، حيث لعب الحرس الإيراني دورًا “استشاريًا”. وفي حين عززت آلاف الميليشيات المدعومة من المنطقة هذه الجهود، تشير الأحداث الأخيرة إلى حدوث تحول في الاستراتيجية. وأفاد مسؤولون أمنيون كبار عن رحيل قادة الحرس، رغم أن العدد الدقيق لم يتم الكشف عنه.
الإدارة عن بعد والتعاون مع حزب الله:
ردًا على انخفاض الوجود المادي، يخطط الحرس الإيراني لإدارة العمليات في سوريا عن بعد، بالتعاون مع حزب الله. ويهدف هذا التحول الاستراتيجي إلى الحفاظ على النفوذ مع تقليل التعرض المباشر لديناميات الصراع المتصاعدة.
التأثير على عمليات الحرس الإيراني:
وعلى الرغم من انخفاض الوجود، تشير المصادر إلى أن عمليات الحرس الإيراني في سوريا لم تتأثر إلى حد كبير. ويُنظر إلى البصمة المتضائلة على أنها إجراء احترازي لتجنب التورط في الصراع المتصاعد في المنطقة منذ 7 أكتوبر 2023.
خسائر الحرس:
وأدت زيادة وتيرة الهجمات على الحرس الإيراني وحزب الله في سوريا إلى سقوط ضحايا، بما في ذلك ضباط رفيعي المستوى. وأسفرت الضربات الأخيرة عن وفاة شخصيات بارزة، مما يؤكد التحديات التي يواجهها الحرس الإيراني في مواصلة عملياته وسط الهجمات الدقيقة.
مخاوف بشأن التسريبات الاستخباراتية:
كشفت مصادر أن الحرس الإيراني أعرب لمسؤولي المخابرات السورية عن قلقه بشأن التسريبات داخل قوات الأمن السورية التي أثرت على الهجمات القاتلة الأخيرة. وقد دفعت الضربات الدقيقة الحرس الإيراني إلى التكيف، وتغيير موقع عملياته ومساكنه لمواجهة التسريبات الاستخباراتية المحتملة.
جهود التوظيف المستمرة:
واستجابة للتحديات الناشئة، تفيد التقارير أن الحرس الإيراني يعيد الانخراط في تجنيد رجال الميليشيات الشيعية من أفغانستان وباكستان، وهو ما يذكرنا بالسنوات الأولى من الحرب السورية. بالإضافة إلى ذلك، هناك اعتماد متزايد على الميليشيات السورية، مما يشير إلى تحول ديناميكي في تكوين القوات الداعمة للنظام الإيراني في سوريا.
إن التعديلات في استراتيجية إيران في سوريا تعكس التحديات المستمرة والتطورات في المنطقة. الاعتماد المتزايد على الميليشيات الوكيلة وتقليل وجود كبار القادة قد يكون رد فعل على التحديات الحالية وضغوط العقوبات الدولية. يتعين على النظام الإيراني مواجهة التحديات بشكل حكيم للحفاظ على نفوذه في المنطقة وتجنب التورط المباشر، خاصة في ظل الظروف الجيوسياسية المعقدة.