إشعال النار في مقار النهب والقمع التابعة للنظام في مدن إيران
احتج شباب الانتفاضة على هذا القمع المتكرر والمزدوج للمواطنين، وأضرموا النار في مؤسسات الفساد ونهب الحكومة الدينية تحت مسمى “البلدية” بمدينة مشهد، والتي لا تقدم للمواطنين سوى النهب دون تقديم أي خدمات. وقد أعربوا عن تضامنهم مع العمال الكادحين والمتقاعدين الذين يحتجون على أوضاعهم في جميع أنحاء إيران بصورة أسبوعية، مرددين عبارة “إذا انخفض مستوى الفساد، ستحل مشكلاتنا”.
ومن أجل منع اندلاع انتفاضة شعبية واسعة ضد النظام، ولزعزعة الاستقرار في المجتمع، فإن نظام الملالي قام بتصعيد قمعه للشعب الإيراني. في هذا السياق، فإن الضغوط والقمع زادا ضد المواطنين السنة في محافظتي سيستان وبلوشستان في جنوب شرق إيران بشكل غير مسبوق، وذلك بعد مقتل الفنان البلوشي بلال نصرویی في زاهدان في السابع من مايو على يد الفرقة 88 المدرعة وجهاز المخابرات في زاهدان.
وفي مواجهة هذه الأعمال المعادية للإنسانية من قبل النظام، قام شباب الانتفاضة في بام بشجاعة بإشعال النار في مركز الثقافة والإرشاد الإسلامي في مدينة بم، والذي يعتبر أداة لنشر الفكر الرجعي وعقيدة الملالي، وذلك للتصدي للاضطهاد الذي يمارسه النظام. يأتي هذا كجزء من جهودهم لإظهار عزمهم على التصدي للنظام والسعي نحو تغييره.
ويأتي حرق مقار النظام في ظل استخدامه لكافة منشآته الأمنية والعسكرية لاعتقال النشطاء السياسيين والشباب المناهضين للنظام. وفي يزد، قام شباب الانتفاضة بإشعال النار في مركز الدعاية الإسلامية التابع للنظام، الذي يقوم بنشر فكر الملالي.ويشير هذا السلوك إلى تصاعد التوترات والاحتجاجات ضد نظام الملالي، وإلى إرادة شباب الانتفاضة لمواجهة القمع والسعي نحو الحرية والعدالة. تعبر هذه التحركات الجريئة عن رفض الشعب الإيراني للوضع الحالي ورغبته في مستقبل أفضل مليء بالسلام والازدهار.
تمثل الأحداث الأخيرة تحولًا كبيرًا في استراتيجيات المقاومة، حيث يتجه الشباب نحو طرق أكثر جرأة للتعبير عن مطالبهم. وتعتبر حرق مقار النظام رسالة قوية تعبر عن رفض الشعب للخضوع للقمع السياسي.
يتجاوب النظام الملالي مع هذه الاحتجاجات بتكثيف الإجراءات الأمنية ومحاولة قمع أصوات المعارضة، إلا أن ذلك لم يثن شباب الانتفاضة عن مواصلة النضال. وهذا التحدي الجديد يعكس الروح الثورية للشباب الإيراني، الذي يسعى نحو تغيير إيجابي رغم كل التحديات.