ارتفاع أسعار السلع الأساسية في إيران: أزمة متفاقمة في سوق منتجات الألبان والمواد الغذائية
وفقًا لتقارير إعلامية، فإن وتيرة ارتفاع الأسعار في إيران قد اشتدت في الأسابيع الأخيرة، وإلى جانب ارتفاع التكاليف، يشهد الناس أيضًا نقصًا في السلع الأساسية في السوق.
وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة “همشهري” الحكومية يوم الأحد 12 يناير، أن منتجات الألبان شهدت مرة أخرى ارتفاعًا في الأسعار في أقل من ثلاثة أشهر. وأكد التقرير أنه في الأيام الأخيرة، تم توفير منتجات الألبان للمتاجر ومصانع الألبان بأسعار جديدة. وفي حين أن ارتفاع الأسعار في يناير ليس حادًا كما كان في أكتوبر، فإن ارتفاع الأسعار المتكرر في غضون ثلاثة أشهر فقط “غير عادي للغاية، حيث كانت أسعار الألبان تتغير في السابق على أساس سنوي”.
كما ذكرت صحيفة “هم ميهن” في 12 يناير أن الدراسات الميدانية للأسواق تشير إلى أن بعض السلع الأساسية في البلاد واجهت نقصًا وارتفاعًا في الأسعار في الأيام الأخيرة.
ووفقًا لـ”هم ميهن”، “يمكن أن يكون لارتفاع قيمة الدولار تأثير مضاعف. قد يستغل الوسطاء الوضع من خلال تخزين السلع والانخراط في التلاعب بالأسعار لتعظيم أرباحهم”.
وأشار التقرير أيضًا إلى أن ارتفاع أسعار السلع الأساسية قد يؤدي إلى انخفاض الطلب، مع أن التأثير سيكون أكثر حدة بين الفئات ذات الدخل المنخفض.
وأبرزت الصحيفة مخاوف أثارها منذ فترة طويلة نشطاء العمال وخبراء الصحة.
وكتبت “هم ميهن” في تقريرها: “تظهر الدراسات أن استهلاك السلع الأساسية من قبل الفئات ذات الدخل المنخفض وحتى الدخل المتوسط قد انخفض مقارنة بالعام الماضي، ومع ارتفاع الأسعار، سيصبح هذا الانخفاض أكثر وضوحًا”.
أثارت هذه القضية المخاوف، فحتى وفقًا للإحصاءات الرسمية – والتي يعتقد العديد من الخبراء أنها بعيدة عن الواقع – فإن جزءًا كبيرًا من السكان يستهلكون أقل بكثير من 2100 سعر حراري مطلوب يوميًا.
وتطرق تقرير “هم ميهن” أيضًا إلى جوانب أخرى من أزمة توريد وتوزيع السلع الأساسية، قائلًا: “إن زيادة سعر الصرف التفضيلي قد تقضي على بعض المنتجين المحليين، مما يزيد من خطر إفلاسهم”.
درس مؤلف التقرير الأزمة الاقتصادية الحالية من منظور مختلف، مجادلاً بأن ارتفاع قيمة الدولار يغذي توقعات التضخم بين الجمهور. عندما يتوقع الناس ارتفاع الأسعار في المستقبل القريب، فإنهم يميلون إلى شراء وتخزين المزيد من السلع، مما يؤدي بدوره إلى تفاقم ارتفاع الأسعار وحتى يؤدي إلى نقص في بعض السلع.
النقطة التي أثارتها الصحيفة تنعكس بشكل واضح في ظروف السوق الإيرانية اليوم. لفترة طويلة، شهد زيت الطهي زيادات في الأسعار الرسمية وتوزيعًا مقننًا. وعلاوة على ذلك، تشير أحدث التقارير الرسمية إلى أن واردات زيت الطهي انخفضت بأكثر من 30٪، على الرغم من حقيقة أن أكثر من 90٪ من إمدادات زيت الطهي في البلاد تعتمد على الواردات.
