الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

خامنئي بين كأس السم والمواجهة العسكرية 

خامنئي بين كأس السم والمواجهة العسكرية 

خامنئي بين كأس السم والمواجهة العسكرية 

نشرت وكالةعرب نیوزarab-newz تقريرًا تحليليًا بعنوان “هل سيشرب خامنئي كأس السم النووي؟”، تناول فيه الكاتب أبعاد المأزق المتصاعد الذي يواجهه النظام الإيراني، في ظل الضغوط الدولية المتزايدة، والتهديدات العسكرية الإسرائيلية، والانهيار الاقتصادي الداخلي، ليجد خامنئي نفسه أمام خيارين لا ثالث لهما: الاستسلام لشروط الاتفاق النووي، أو الدخول في مواجهة قد تجر البلاد إلى كارثة عسكرية. 

ويفتتح التقرير بالإشارة إلى أن الحديث حول احتمال التفاوض بين واشنطن وطهران عاد إلى الواجهة، في ظل استمرار سياسة الضغط الأقصى من قبل الولايات المتحدة، التي تهدف إلى إجبار النظام الإيراني على التراجع عن برنامجه النووي وإنهاء نشاطاته المزعزعة للاستقرار في المنطقة. في المقابل، أطلقت إسرائيل تحذيرات علنية بأنها قد تتخذ “إجراءات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية” إذا لم تُثمر المفاوضات عن نتيجة. 

وبحسب ما أفادت به صحيفة المونيتور، فإن الولايات المتحدة وإسرائيل “توصلتا إلى تفاهم كامل بشأن التعامل مع إيران”، حيث تنص التفاهمات على أن عدم التوصل إلى اتفاق سيُقابَل بتحرك عسكري إسرائيلي مباشر. وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن هناك احتمالًا قويًا بأن “تستهدف إسرائيل منشآت فوردو ونطنز النووية في هجوم استباقي”، بمساعدة عسكرية أميركية ضرورية لتنفيذ هذا النوع من الضربات عالية التقنية. 

ومن الناحية الاقتصادية، يصف التقرير الوضع الإيراني بالمتدهور، مشيرًا إلى تصريحات وزير الخزانة الأمريكي الذي قال إن هدف العقوبات هو “خفض صادرات النفط الإيراني إلى 10% من مستواها الحالي”. وأوضح التقرير أن صادرات النفط إلى الصين انخفضت “إلى أقل من نصف مستواها السابق”، ما تسبب في تراجع عائدات النظام وزيادة الأزمات المعيشية، مما أدى إلى تصاعد الغضب الشعبي داخل البلاد. 

ويشيرالكاتب  إلى أن النظام الإيراني لم يعد قادرًا على استخدام أذرعه الإقليمية كسلاح فعال كما في السابق، فالميليشيات التابعة له باتت أقل فاعلية بسبب الضغوط السياسية، بينما تراجع نفوذه في سوريا لصالح روسيا وتركيا، وتزايدت الأصوات الرافضة للتدخل الإيراني في العراق. 

وفي الداخل الإيراني، أكد التقرير أن البلاد شهدت “احتجاجات واسعة شملت المعلمين والعمال وقطاعات مختلفة من المجتمع”، ورغم اعتماد النظام على العنف والاعتقالات، “لم يتمكن من احتواء الغضب الشعبي”، ما يعكس هشاشة الوضع الداخلي. 

أحد المسؤولين الإيرانيين علّق على دعوات التفاوض قائلًا: “أي تفاوض في ظل هذه الظروف لا يعني سوى الاستسلام”. كما شنّ إمام جمعة قم، هاشم حسيني بوشهري، هجومًا على الولايات المتحدة، وقال: “أمريكا تمدّ يدها للمفاوضات من جهة، وتهدّد من جهة أخرى”، معتبرًا أن “التفاوض مع دولة لا تفي بوعودها لا جدوى منه”، مستشهدًا بعدم وفاء واشنطن بالتزاماتها السابقة في ملف الرهائن. 

وفي خطاب آخر، شدّد خامنئي على أن “التفاوض والتحدّث والتعامل مع العدو في مرحلة ما لا يعني الاستسلام له”، في محاولة منه لطمأنة قواعد النظام، في ظل تصاعد التوتر. 

وفي تطور بالغ الخطورة، حذّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي من أن إيران “تعتزم زيادة إنتاجها الشهري من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% بمعدل سبعة أضعاف”، ما قد يؤدي إلى خطوات أشد من قبل الدول الغربية. كما أدانت مجموعة الدول السبع سياسات طهران، ودعتها إلى “وقف أنشطتها النووية والصاروخية وإنهاء دعمها للجماعات الإرهابية”

وفي خاتمة تقريره، يخلص الكاتب إلى أن خامنئي يواجه مأزقًا تاريخيًا: فالمفاوضات قد تجر النظام نحو “تنازلات كبيرة واعتراف بفشل السياسات السابقة”، مما قد يفتح الباب أمام احتجاجات أوسع وثورة داخلية. وفي المقابل، فإن الإصرار على النهج الحالي سيؤدي إلى “المزيد من العزلة وربما مواجهة عسكرية”، ليجد النظام نفسه أمام معادلة قاتلة: “إما شرب كأس السم، أو الانتحار خوفًا من الموت”