الخيار الثالث لإيران: محللون يطرحون دعم المقاومة كبديل للحرب والاسترضاء
في مقابلة على شبكة “نيوزماكس” الإخبارية، طرح محللون بارزون رؤية بديلة للأزمة الإيرانية، مؤكدين أن “الخيار الثالث“، المتمثل في دعم المقاومة الداخلية المنظمة، هو الحل الوحيد لتجنب دوامة الحرب وسياسة الاسترضاء الفاشلة. وفي هذا الحوار، قدم كل من السيد علي رضا جعفر زاده، نائب مدير مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في واشنطن، والدكتور وليد فارس، مستشار السياسة الخارجية السابق، قراءة نقدية للسياسات الغربية السابقة، معتبرين أن الوقت قد حان لاتباع نهج استراتيجي جديد.
On @newsMax with @RitaCosby, I discussed the future of #Iran. No need for foreign boots or appropriation of money. Only recognize the right of the Iranian people and their organized Resistance, i.e., the MEK's Resistance Units, to confront the IRGC to end the rule of clerics. pic.twitter.com/8qxAkV0QHC
— Alireza Jafarzadeh (@A_Jafarzadeh) June 21, 2025
وجادل المحللون بأن الأزمة الحالية، بما في ذلك الحرب الدائرة والبرنامج النووي المتقدم، هي النتيجة المباشرة لنهج الاسترضاء الذي اتبعه الغرب على مدى عقدين. وأوضح السيد جعفر زاده أن هذه السياسة بدأت عملياً بتجاهل الكشف الذي قامت به المقاومة الإيرانية عن المواقع النووية السرية للنظام، مثل منشأة نطنز، وتوجت بالاتفاق النووي “الكارثي” الذي أضفى الشرعية على برنامج النظام ومنحه أموالاً طائلة استخدمها في تسليح الميليشيات وقمع شعبه. وأيده الدكتور فارس، مشيراً إلى أن إدارة أوباما، بدلاً من دعم انتفاضة الشعب الإيراني، اختارت الحوار مع خامنئي، مما أدى إلى اتفاق كارثي.
وفي مقابل هذا النهج الفاشل، يبرز “الخيار الثالث” الذي قدمته السيدة مريم رجوي. وأوضح جعفر زاده أن هذا الخيار لا يعني “إرسال قوات أجنبية أو تخصيص أموال”، بل يقتصر على خطوة سياسية واحدة: “الاعتراف بحق الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة في إسقاط نظام الملالي”. إن هذا الاعتراف من شأنه أن يدعم “وحدات المقاومة” التي تعمل على الأرض كـ”محرك للتغيير” وتتحدى حرس النظام الإيراني، مما يفتح الطريق أمام تغيير حقيقي ينبع من الداخل.
ويستند هذا الطرح على حقيقة أن النظام يخشى شعبه أكثر من أي عدو خارجي. فالانتفاضات الواسعة التي شهدتها إيران في السنوات الأخيرة أظهرت بوضوح أن الشعب الإيراني يرفض النظام ويريد تغييراً ديمقراطياً. فهم يهتفون ضد جميع أشكال الديكتاتورية، ويريدون الحرية وحقوق الإنسان وسيادة القانون، وهي المبادئ نفسها التي تتضمنها خطة المجلس الوطني للمقاومة ذات النقاط العشر.
وخلص المحللون إلى أن دعم هذا البديل الديمقراطي هو الطريق الأكثر استدامة وواقعية. فبدلاً من تكرار أخطاء الماضي، سواء كانت حروباً مكلفة أو سياسات استرضاء كارثية، يمكن للغرب أن يتبنى سياسة ذكية واستراتيجية من خلال الوقوف إلى جانب تطلعات الشعب الإيراني. فقيام جمهورية ديمقراطية غير نووية في إيران، كما أكد جعفر زاده، لن يحل أزمة هذا البلد فحسب، بل “سيغير وجه كل شيء” في المنطقة والعالم نحو سلام أكثر ديمومة.


