الخطر يداهم سجن إيفين: دعوات لتدخل أممي عاجل لحماية السجناء
في تطور خطير، أفادت وكالة الأنباء الرسمية للنظام وتقارير من طهران بأن سجن إيفين، أحد أكثر السجون الإيرانية سوءاً للسمعة، قد تعرض لأضرار بالغة نتيجة سقوط قذائف عليه خلال الهجوم الإسرائيلي على العاصمة يوم الإثنين الماضي. هذا الحادث لم يكشف فقط عن انعدام أمن السجون في ظل الظروف الحربية، بل أثار مخاوف جدية من أن النظام قد يستغل هذه الفوضى لتصفية حساباته مع السجناء السياسيين، مما استدعى دعوات عاجلة لتدخل دولي.
ووفقاً للمعلومات المؤكدة وشهادات عائلات السجناء، ألحق القصف الذي وقع صباح يوم الإثنين أضراراً بأجزاء حيوية من السجن، شملت المبنى الإداري، ومبنى “2 ألف” الذي يضم قاعة القضاء ومكتب النيابة وأقسام التحقيق، بالإضافة إلى أقسام المخابرات في الجناح 209 سيئ السمعة. كما أسفر القصف عن تحطم نوافذ بعض العنابر وانهيار جزء من جدار عنبر النساء، مما أدى إلى إصابة عدد من السجينات، بالإضافة إلى سجناء آخرين في العنبر الرابع، من بينهم اثنان من أنصار مجاهدي خلق، هما نصر الله فلاحي ومجيد رضا مكي.
إن هذا الحادث ليس معزولاً، بل يأتي في سياق نمط مقلق من استهداف السجناء. ففي الأسبوع الماضي، وبعد الهجوم على منطقة ديزل آباد في كرمانشاه، أطلق حرس السجن النار على السجناء المحتجين الذين طالبوا بنقلهم إلى مكان آمن، مما أدى إلى مجزرة راح ضحيتها نحو عشرة سجناء وأكثر من ثلاثين جريحاً. وقد علق المتحدث باسم منظمة مجاهدي خلق على تلك الجريمة قائلاً: “عندما يعجز النظام عن ضمان أمن السجناء، فعليه أن يُفرج عنهم مؤقتاً على الأقل. يجب على الصليب الأحمر الدولي والمقرر الخاص للأمم المتحدة التحرك فوراً من أجل حماية أرواح السجناء في عموم إيران”.
ويزيد من خطورة الوضع التقارير التي تفيد بأن السلطات قامت بإخلاء جناح 209 في إيفين ونقل السجناء إلى أماكن مجهولة، وهو ما يتطابق مع خطة النظام الإجرامية التي حذرت منها المقاومة مراراً، والتي تهدف إلى نقل السجناء السياسيين سراً تمهيداً لتصفيتهم، كما حدث مؤخراً مع السجين السياسي علي يونسي.
وهنا، لا يمكن تجاهل الذاكرة التاريخية الأليمة، وخاصة ما جرى في ربيع عام 1988. ففي ذلك الوقت، تم نقل سجناء مجاهدي خلق من سجن ديزل آباد إلى سجن كوهردشت بذريعة “حمايتهم أثناء الحرب”، وبعد أشهر قليلة، وبعد أن تجرع خميني كأس السم، أصدر أوامره بإبادة هؤلاء السجناء في مجزرة بشعة. إن الخوف اليوم هو من تكرار هذا السيناريو، حيث قد يستغل النظام الظروف الحالية لارتكاب جريمة أخرى ضد الإنسانية.
لهذا كله، أصبحت الحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى لتدخل عاجل من المقرر الخاص للأمم المتحدة لحماية أرواح السجناء، خاصة في ظل سجل قضاء الجلادين الذي لم يتردد يوماً في ارتكاب أفظع الجرائم بحق السجناء العزل.


