المقاومة الإيرانية وخارطة طريق نحو إيران حرة
في مقال نشره موقع “أمد نيوز” للكاتب عبدالرحمن مصطفى، يتم استعراض مسار المقاومة الإيرانية المتصاعد ضد نظام ولاية الفقيه، مسلطًا الضوء على تعقيدات المشهد السياسي الإيراني. يتناول الكاتب كيف تمكنت المعارضة، بقيادة منظمة مجاهدي خلق، من توحيد صفوفها في الخارج وتحدي السلطة الدينية عبر خيارات سياسية وعسكرية متقدمة، مما أدى إلى تأجيج الحراك المدني داخل إيران. ويبرز المقال الدور المحوري لخطة النقاط العشر التي قدمتها السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة، كخارطة طريق نحو إيران حرة وديمقراطية وغير نووية، والتي حظيت بترحيب ودعم دولي واسع، ويُعتبر تحقيقها سبيلًا لإنهاء التطرف والحروب في المنطقة.
تحليل مسار المقاومة وبرنامجها للمستقبل
يبدأ الكاتب بتحليل المشهد الإيراني المعقد، مشيراً إلى أن “إن تعقيد المشهد السياسي في إيران ولاية الفقيه وتشابكاته تستدعيان قراءة ممحصة لخط سير المقاومة الإيرانية وتصاعدها المتنامي أولاً بأول”. ويوضح أنه منذ بداية حكم الملالي، واجهت تكتلات المعارضة “…القمع الوحشي غير القابل لأي نوع من أنواع الحوار المألوف”. هذا القمع دفع المعارضة إلى إعادة تنظيم صفوفها، حيث “…اتجهت بنفس الوقت المعارضة إلى محاولات فاعلة لرص صفوفها والعمل على توحيدها ضمن بوتقة واحدة موحدة في الخارج”.
وبرز في هذا السياق دور منظمة مجاهدي خلق التي قادت جهود التوحيد بنجاح، حيث “…نجحت في ذلك بقيادة منظمة مجاهدي خلق التي لفتت الأنظار بتنظيم صفوفها”. لقد تميزت استراتيجية المنظمة بأنها “…اتبعت في نهجها خيارات عسكرية وسياسية رفيعتا المستوى والسوية مما شجع على قيام حراك طلابي ومدني في عموم المدن الإيرانية”. وبهذا النهج، أثبتت المقاومة أنها قوة راسخة وليست عابرة، فكما يذكر المقال: “…أثبتت المقاومة الإيرانية بأنها لم تكن ضيفاً طارئاً على المشهد السياسي في إيران”.
وكان الهدف الأسمى لهذه الحركة واضحاً منذ البداية، إذ إن “…هدفها الأساس وهو مقارعة السلطة الدينية بكافة السبل والوسائل لنيل حرية طال تعطشها لها”. وقد ساهمت الظروف الداخلية، التي تفاقمت بفعل العقوبات الدولية، في زيادة السخط الشعبي، حيث أن “…تنفيذ العقوبات الدولية على إيران التي زادت الطين بلة وشاركت في تدهور الوضع المعيشي بشكل لافت”. هذا الوضع أدى إلى “…تراص صفوف المقاومة، وتصاعد الاستياء الشعبي العارم مما ساهم في توسيع نطاق المقاومة”.
وعلى الصعيد الدولي، لم تكتفِ المقاومة بالعمل الداخلي، بل “…بدأت المقاومة الإيرانية في حشد المزيد من الطاقات السياسية والدبلوماسية لنيل الدعم السياسي من برلمانات الدول وقادتها”. وشكل تقديم برنامج السيدة مريم رجوي نقطة تحول محورية، فـ”…بعد تقديم السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية برنامجها للنقاط العشر الذي لقي ترحيباً دولياً”**، أصبح لدى العالم رؤية واضحة لإيران المستقبل. هذه الخطة، بحسب الكاتب، “تمثل جوهر مطالب الشعب الإيراني وإيران المستقبل”.
إن جوهر هذه الخطة هو بناء دولة حديثة، حيث “فهي تدعو لإقامة جمهورية تعددية تفصل بين الدين والسلطة، وتساوي بين الجنسين”، كما أنها “…تدعو إلى إيران خالية من الأسلحة النووية”. وقد حظيت هذه الرؤية باعتراف دولي واسع، إذ “…لقيت هذه الخطة ترحيباً واسعاً، واعترافاً داعماً من خلال جملة من القرارات الصادرة عن الكونكرس الأمريكي وبعض البرلمانات الأوربية”. ولهذا، يصفها الكاتب بأنها الخيار العملي الوحيد، حيث “…تم اعتبار النقاط العشر خارطة طريق نحو إيران حرة متحررة من قيود القمع والاستبداد”.
تتضمن الخطة بنوداً واضحة، أولها رفض الحكم الديني، حيث تنص على: “لا لولاية الفقيه، نعم لحكم الشعب في جمهورية تعددية بأصوات حرة للشعب”. كما تدعو إلى حل أجهزة القمع بشكل كامل، بما في ذلك “…تفكيك قوات حرس النظام الإيراني، وقوة القدس الإرهابية والباسيج، ووزارة المخابرات القمعية”. وتؤكد على المبدأ الأساسي للدولة المدنية وهو “الفصل بين الدين والسلطة، وحرية الأديان والمذاهب”. وفي النهاية، يرى الكاتب أن نجاح هذه الخارطة لن يحرر إيران فحسب، بل سيؤدي إلى “…الخلاص من منبع الفتنة الطائفية والتطرف والكراهية والحروب في المنطقة”.


