مقابلة خاصة لموقع إيران الحرة مع معالي – انهيار النظام الإيراني… هل اقتربت ساعة الحقيقة؟

موسى المعاني. المبجل.
في عصر تتراكم فيه وسائل المعرفة والتنوير لم يعد هناك مبررا لما نعيشه في الشرق الأوسط من ظلام وتغرير وتخدير يُستخدم فيه الدين مع الأسف وسيلة للعبث بالعقول.. وسيلة للظلم.. لقد بات الوعي اليوم فريضة على الجميع على العالِم وعلى كل إنسان حي وليس طالب العلم وحده، ونحن في الشرق الأوسط أحوج إلى ذلك من غيرنا.
في لقاء اليوم مع معالي الوزير السابق موسى المعاني القامة العربية والشخصية الأردنية المميزة باعتدالها ووعيها وعطائها وانصافها نحاول تقديم صورة من صور التنوير ضمن سلسلة لقاءات مميزة مع أحرار الأمتين العربية والإسلامية سعيا منا إلى تنوير مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وكذلك تقديم صورة واضحة ومباشرة للموقف السياسي والفكري العربي فيما يتعلق بالنظام الإيراني داخل إيران وخارجها .. وتحديدا في محيط إيران العربي والإقليمي.، وفيما يلي/ نص المقابلة:
_____________________
س: معالي الوزير، تحدّثتم في مقالتكم الأخيرة عن أنّ النظام الإيراني يمرّ بلحظة ضعف تاريخية، لكنه يواصل التصعيد في القمع والإعدامات. كيف تفسّرون هذا السلوك؟
ج: هذه الإعدامات ليست علامة على قوّة، بل على ضعف عميق. النظام يعيش مأزقًا داخليًا ويشعر بخطر الانفجار الشعبي، لذلك يلجأ إلى سياسة التوحش: إعدامات جماعية، محاكمات صورية، وتعذيب وترهيب للشعب، خاصة الشباب والنساء. التاريخ أثبت أن هذه الأساليب لن تمنع حدوث التغيير بل تُعجّل بلحظة حدوثه.
س: هل ترون أنّ هذه السياسات محصورة داخل إيران؟
ج: بالطبع لا.. فهذا النظام قائمٌ على صناعة وتصدير الأزمات.. في اليمن دفع البلاد إلى المجاعة والانقسام، وفي سوريا دعم نظامًا قتل شعبه بالسلاح الكيماوي، وفي العراق زرع الطائفية والفساد، وحتى الأردن لم يسلم من محاولات الاختراق الناعم، ويُعد هذا كله جزءا من مشروعٍ توسعي يهدف إلى خلق فوضى دائمة تخدم نفوذ طهران.
س: أثارت الإعدامات الأخيرة بحق شابين من مجاهدي خلق غضبًا دوليًا واسعًا.. برأيكم ما الرسالة التي يريد النظام إيصالها؟
ج: الرسالة واضحة.. النظام يريد زرع الخوف في المجتمع ومنع أي التفاف شعبي حول المقاومة؛ لكنه في الواقع يفضح هشاشته ويزيد من نقمة الشارع. فهذه الإعدامات التي وقعت بحق بهروز إحساني ومهدي حسني هي تذكير بأن النظام قائمٌ على الاستبداد؛ لكنه اليوم يفقد السيطرة تدريجيًا.. كما فقد كامل الشرعية حتى بين الكثيرين من أنصاره.
س: تسرّبت وثائق عن مخططات للنظام للوصول إلى القدس عبر سوريا ثم التوجه نحو مكة بعد كربلاء.. كيف تنظرون إلى هذا المخطط؟
ج: هذه ليست مفاجأة؛ فالنظام يتخذ من فلسطين واجهة دعائية، بينما هدفه الحقيقي هو التوسع المذهبي والسيطرة على القرار العربي، والمخطط من العراق إلى سوريا فلبنان وصولًا إلى البحر المتوسط يهدف إلى تطويق المنطقة وابتزازها باسم المقاومة.. لكنه في الحقيقة خطابٌ مخادع ومشروع عدائي للأمة العربية.
س: هل محاولات الاختراق في الأردن مرتبطة بنفس المشروع الإقليمي؟
ج: نعم بالتأكيد وكل التحركات على الأراضي السورية الحدودية مع الأردن بما في ذلك تحركات عصابات التهريب والمخدرات مرتبطةٌ بذلك.. كما أن كل الأنشطة الناعمة والرسائل الطائفية جزءا من استراتيجية أوسع لإضعاف الدول العربية من الداخل، والأردن كان وسيبقى مستهدفًا لأنه بوابة استراتيجية بين المشرق والخليج، ووعي الدولة الأردنية والمجتمع يشكلان خط الدفاع الأول أمام هذه الأطماع.
س: كيف تؤثر هذه السياسات من الإعدامات الداخلية إلى التدخلات الخارجية على صورة إيران في الرأي العام العربي؟
ج: عرّت هذه السياسات النظام الإيراني أمام الشعوب العربية.. وكشفت خداعه.. فكيف يزعم الدفاع عن فلسطين وهو من شرد الفلسطينيين من العراق، ويقصف مخيمات الفلسطينيين في سوريا، ويموّل الفوضى في غزة ولبنان؟ الرأي العام العربي اليوم يرى الحقيقة.. وبات مدركاً أن هذا النظام عدو للشعوب العربية قبل أن يكون خصمًا للغرب، وأما شعاراته عن القدس فهي مجرد ستار لدسائسه.
س: ما تقييمكم لموقف المجتمع الدولي الذي ترفضون سياسته القائمة على المساومة والصمت؟
ج: الموقف الدولي متردد، وبعض الدول ما زالت تراهن على احتواء النظام أو مسايرته، وهذا خطأ كارثي. الصمت يشجعه على المزيد من الجرائم داخليا وخارجيا، والحل الحقيقي يبدأ بالاعتراف بالمقاومة الإيرانية كبديل شرعي، وكذلك وقف أي غطاء سياسي للنظام تحت أي عنوان.
س: مع وصول النظام الإيراني إلى مرحلة الهشاشة الداخلية هل ترون أن المنطقة مهيأة لانتفاضة تغيّر المعادلة؟
ج: نعم، اللحظة التاريخية ناضجة. الانهيار الاقتصادي، الانقسام داخل النظام، وتنامي الاحتجاجات كلها مؤشرات أن النظام على حافة السقوط، وإذا لاقت الانتفاضة القادمة دعمًا سياسيًا وإعلاميًا عربيًا ودوليًا فإنها ستكون قادرة على قلب المعادلة في إيران والمنطقة معًا.
س: ما هي رسالتكم إلى الدول العربية بشأن تعاملها مع المجلس الوطني والمقاومة الإيرانية؟
ج: رسالتي واضحة وهي أن أي رهان على مسايرة النظام الإيراني أو تجاهل المقاومة خطأ استراتيجي.. وأن دعم المقاومة الإيرانية ليس شأنًا داخليًا فقط بل مصلحة عربية صافية ذلك لأنها البديل الديمقراطي الذي سيوقف تمدد الفوضى واستمرار التدهور الحاصل بالمنطقة.
اليوم ظهر الوجه الحقيقي للنظام جليًا بعد بيان مجلسه الأخير ضد حلّ الدولتين في فلسطين.. ويفضح هذا الموقف عداءه التاريخي للشعب الفلسطيني والعرب جميعًا؛ فهو لا يريد سلامًا ولا دولة فلسطينية، بل يريد بقاء الصراع أداةً لابتزاز المنطقة، ومن يذبح شعبه ويموّل القتل والخرب في سوريا واليمن ولبنان والعراق لن يتردد في خيانة فلسطين في اللحظة المناسبة.. لذلك فإن الاعتراف بالمقاومة الإيرانية ودعم الشعب الإيراني هو الطريق لحماية الأمن العربي وفلسطين معًا.


