الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

من أشرف إلى أوروبا: المقاومة الإيرانية في مرآة خطاب شارل ميشيل شكلت كلمة شارل ميشيل، الرئيس السابق للمجلس الأوروبي ورئيس وزراء بلجيكا الأسبق، في مؤتمر "إيران حرة 2025"، انعكاساً لتحول جيوسياسي وأخلاقي في مواجهة واحدة من أعتى الديكتاتوريات في العصر الحديث

من أشرف إلى أوروبا: المقاومة الإيرانية في مرآة خطاب شارل ميشيل

من أشرف إلى أوروبا: المقاومة الإيرانية في مرآة خطاب شارل ميشيل

شكلت كلمة شارل ميشيل، الرئيس السابق للمجلس الأوروبي ورئيس وزراء بلجيكا الأسبق، في مؤتمر “إيران حرة 2025“، انعكاساً لتحول جيوسياسي وأخلاقي في مواجهة واحدة من أعتى الديكتاتوريات في العصر الحديث. فبلسان صريح ومباشر، ومبني على تجربته الشخصية في قيادة أوروبا، تحدث ميشيل عن نهاية سياسة الاسترضاء وضرورة الاعتراف بالبديل الديمقراطي للشعب الإيراني ودعمه. يمكن تحليل محتوى هذا الخطاب ليس فقط في إطار الدعم الدبلوماسي، بل كبيان للتضامن العالمي مع حركة المقاومة الإيرانية.

واستهل ميشيل كلمته بالإشادة بالمقاومة التاريخية للشعب الإيراني في وجه نظامين استبداديين، قائلاً: “لعقود، عشتم تحت نظامين بُنيا على الظلم والإرهاب والعنف، وحقوقكم الأساسية… قد سُلبت منكم بشكل منهجي”. وفي رأيه، لم يؤد هذا القمع إلى إخماد جذوة النضال، بل على العكس “أشعل شعلة المقاومة وجعل روحها أوسع وأقوى”. وأكد على دور النساء والطلاب ووحدات المقاومة والعائلات التي لم تستسلم أبداً، قائلاً: “أنتم تعرفون الخطر… ومع ذلك، تواصلون السير إلى الأمام، لأنكم تعلمون أن الصمت لا يخدم إلا المجرمين”.

وثم انتقل ميشيل بوضوح للحديث عن شرعية ومصداقية البديل الديمقراطي الذي يمثله المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، قائلاً: “مقاومتكم لا تُقهر. واليوم، ربما تكون ديكتاتورية الملالي أضعف من أي وقت مضى… إن هوسهم المستمر بقمعكم واستهدافكم يثبت أنكم منظمون، وتتمتعون بالمصداقية، وتمثلون بقوة آمال الشعب الإيراني ومستقبله”.

وفي إطار تحذيره من تصاعد عنف النظام، قال: “انتهاكات حقوق الإنسان في تصاعد، وعدد الإعدامات على وشك الوصول إلى مستويات جديدة. في الشهر الماضي فقط، أُعدم 81 سجينًا سياسيًا”. ومع تذكيره بـمجزرة عام 1988 المروعة، شدد على أنه “يجب ألا ننسى أبداً مجزرة 30 ألف سجين سياسي في عام 1988، الذين كان 90% منهم ينتمون إلى منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.

وكانت تجارب شارل ميشيل الشخصية في مواجهة سياسات الابتزاز التي يمارسها النظام جزءاً مهماً من خطابه. حيث قال بصراحة: “عندما كنت رئيس وزراء بلجيكا ورئيس المجلس الأوروبي، رأيت كيف تستخدم الديكتاتورية أدوات مثل احتجاز الرهائن والهجمات الإلكترونية لنشر الخوف والضغط على الحكومات الأوروبية”.

وفي هذا الإطار، أشار إلى ثلاثة دروس أساسية يجب تعلمها لتجنب تكرار أخطاء الماضي:

  1. لا يجب استرضاء المعتدي. سياسة الاسترضاء لم ولن تنجح أبداً.
  2. الصمت يقوي المجرمين. الصمت يعني التواطؤ.
  3. هناك بديل ديمقراطي: المقاومة المنظمة للشعب الإيراني. الخيار الثالث هو المسار الوحيد للانتقال من الاستبداد إلى الديمقراطية.

وفي ختام كلمته، أشاد ميشيل بنساء إيران كـ”قوة للتغيير والتقدم”، ووجه خطابه إلى السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة، قائلاً: “رؤيتك لإيران حرة وديمقراطية هي نور الأمل؛ خارطة الطريق الوحيدة للعبور من الطغيان إلى الجمهورية الديمقراطية”. وأنهى ميشيل كلمته بدعوة أخلاقية وتاريخية: “لنختر العدالة والإنسانية، لنقف في الجانب الصحيح من التاريخ. أنتم لستم وحدكم. لنختر إيران حرة”.