الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

"زيارة لاريجاني إلى لبنان والعراق: تحولات إقليمية، تحديات لبنانية، وصراع المواقف السياسية" زيارة لاريجاني إلى لبنان والعراق في أغسطس 2025 تأتي في سياق حساس للغاية، حيث تشهد المنطقة تصاعدًا في التوترات السياسية والأمنية، خصوصًا في لبنان الذي بدأ فيه نقاش حاد حول سلاح حزب الله

“زيارة لاريجاني إلى لبنان والعراق: تحولات إقليمية، تحديات لبنانية، وصراع المواقف السياسية”

زيارة لاريجاني إلى لبنان والعراق: تحولات إقليمية، تحديات لبنانية، وصراع المواقف السياسية”

زيارة لاريجاني إلى لبنان والعراق في أغسطس 2025 تأتي في سياق حساس للغاية، حيث تشهد المنطقة تصاعدًا في التوترات السياسية والأمنية، خصوصًا في لبنان الذي بدأ فيه نقاش حاد حول سلاح حزب الله. تشكل هذه الزيارة نقطة محورية لفهم الموقف الإيراني تجاه التطورات اللبنانية والإقليمية.

غرض زيارة لاريجاني:

علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، قام بزيارة رسمية إلى لبنان والعراق بهدف تعزيز العلاقات الثنائية والتأكيد على دعم إيران لحلفائها في المنطقة، خاصة حزب الله في لبنان. جاءت الزيارة بعد أن أصدر الجيش اللبناني تعليمات لوضع خطة لخلع سلاح حزب الله بحلول نهاية عام 2025، وهو ما رفضته طهران بشدة. خلال زيارته، أكد لاريجاني أن المقاومة لن تُمحى بقرارات داخلية، وأن إيران ستستمر في دعم حزب الله الذي تسميه “محور المقاومة”. كما التقى لاريجاني برئيس الجمهورية اللبنانية جوزف عون ورئيس البرلمان نبيه بري، مشددًا على تمسك إيران بدعم الاستقرار والحقوق اللبنانية، ومشيرًا إلى وجود علاقة ثقافية وتاريخية عميقة بين الشعبين اللبناني والإيراني.

ردود فعل اللبنانيين والشخصيات السياسية:

لاقى لاريجاني استقبالا شعبيا ملحوظا في لبنان، حيث تجمّع عدد من المواطنين لاستقباله في مطار بيروت، وأبدى هو نفسه تعاطفه مع معاناة اللبنانيين مؤكدًا وقوف إيران إلى جانبهم في كافة الظروف. من جانب شخصيات لبنانية بارزة، عبر رئيس الجمهورية جوزف عون عن رفضه لأي تدخل خارجي في الشؤون اللبنانية، وأكد تمسك لبنان بسيادته وأمنه، مع دعوته لتطوير علاقات الصداقة مع إيران التي تشمل جميع اللبنانيين وليس طائفة معينة. كما شكر عون طهران على دعمها المتواصل، خصوصًا في مواجهة التحديات الأمنية، وقال إن سلاح اللبنانية يستهدف الاحتلال الإسرائيلي الذي هو عدو الجميع. رئيس البرلمان نبيه بري أكد هو الآخر على نضج الشعب اللبناني وقدرته على اتخاذ قراراته بالتوافق مع حزب الله، مما يعكس موقفًا داعمًا للتحالف مع إيران والمقاومة.

المواقف الرسمية وخاصة من وزير الخارجية اللبناني:

أما بخصوص وزير الخارجية اللبناني، فقد اتسمت المواقف الرسمية بالتوتر والاختلاف، حيث لم يلتقِ لاريجاني وزير الخارجية في زيارة غير متوقعة قد تحمل دلالات سياسية. عندما سُئل لاريجاني عن سبب عدم لقاءه وزير الخارجية اللبناني، أجاب مقتضبًا “ليس لدي وقت”، ما أثار تعليقات وتساؤلات عديدة. ويأتي ذلك في ظل مواقف لاذعة صدرت عن وزير الخارجية اللبناني تجاه إيران، معتبرة تدخلات طهران في الشؤون اللبنانية، ومتضاربة مع المواقف الإيجابية التي عبر عنها رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان. وهذا يعكس عمق الانقسامات السياسية اللبنانية، وتأثيراتها على العلاقات الثنائية مع إيران، حيث يسعى لبنان للحفاظ على توازن بين علاقاته مع القوى الإقليمية والدولية.

باختصار، زيارة لاريجاني إلى لبنان والعراق تعبر عن محاولة لطهران لتعزيز تحالفاتها والاستجابة للضغوط الداخلية الإقليمية، خاصة فيما يتعلق بسلاح حزب الله. ردود الأفعال اللبنانية كانت متباينة بين استقبال شعبي ودعم رسمي من بعض القيادات، مقابل توتر وابتعاد في بعض المسؤولين مثل وزير الخارجية. تعكس هذه الأوضاع التحديات المعقدة التي تواجه لبنان في الحفاظ على سيادته وترتيبات أمنه وسط تأثيرات إقليمية متشعبة.