وحدات الانتفاضة فی إیران: الرد الساحق على الإعدام والقمع ورأس حربة التغییر الدیمقراطی**
کیف حوّلت المقاومة المنظمة شوارع إیران إلى کابوس للنظام؟
فی الوقت الذی یصعّد فیه نظام ولایة الفقیه من وتیرة الإعدامات والقمع الوحشی، فی محاولة بائسة لبث الرعب وإسکات صوت الشعب، ترتفع فی المقابل وبشکل متزاید عملیات “وحدات الانتفاضة” فی عمق المدن الإیرانیة. هذه العملیات لیست ردود فعل عفویة، بل هی التعبیر المنظم لإرادة شعب یرفض الاستسلام، وهی الدلیل القاطع على أن کل محاولة من النظام لبناء جدار من الخوف، تتحطم على صخرة مقاومة منظمة لا تعرف الهزیمة.
وحدات الانتفاضة: استراتیجیة کسر جدار الخوف
إن “وحدات الانتفاضة” هی وحدات صغیرة ومنظمة، مرتبطة ارتباطاً عضویاً بمنظمة مجاهدی خلق الإیرانیة، وتعمل داخل البلاد بهدف استراتیجی واضح: کسر أجواء الرعب التی یفرضها النظام، وإبقاء شعلة المقاومة متقدة فی الشوارع. لا تهدف هذه الوحدات إلى مواجهة عسکریة مباشرة، بل إلى استهداف رموز القمع والاستبداد، من خلال إضرام النار فی صور الخمینی وخامنئی، ومهاجمة مقرات الباسیج والحرس الثوری، وتوزیع شعارات المقاومة التی تدعو إلى إسقاط النظام، مثل “الموت لخامنئی، عاش رجوی”. بهذه الطریقة، تبعث برسالة مزدوجة: رسالة أمل للشعب بأن المقاومة حیة وفاعلة، ورسالة خوف للنظام بأن لا مکان آمن له.
من طهران إلى کردستان: انتشار یؤرق النظام
ما یثیر ذعر النظام لیس فقط وجود هذه الوحدات، بل انتشارها الجغرافی الواسع. تمتد عملیاتها من العاصمة طهران إلى مدن فی کردستان، وخوزستان، وأصفهان، وشیراز، وبلوشستان. هذا الانتشار یثبت أن المقاومة لیست محصورة فی منطقة معینة، بل هی ظاهرة وطنیة شاملة تعکس غضب الشعب الإیرانی بکافة أطیافه. کل یوم، تُظهر مقاطع الفیدیو التی تصل من داخل إیران شباناً وشابات یتحدون قوات القمع بشجاعة، ویحولون اللیل إلى نهار بشعاراتهم وأنشطتهم، مؤکدین أن إرادة التغییر أقوى من آلة القمع.
إضعاف النظام فی الداخل یُعجّل بفشله فی الخارج
هناک علاقة مباشرة بین تصاعد عملیات وحدات الانتفاضة فی الداخل، وتراجع قدرة النظام على تصدیر الإرهاب والتدخل فی شؤون دول المنطقة. النظام الذی یواجه تحدیاً وجودیاً فی شوارعه، ویضطر إلى تخصیص جمیع موارده الأمنیة لمواجهة شبابه الثائر، یفقد بالضرورة القدرة على دعم أذرعه فی لبنان والعراق والیمن بنفس الزخم السابق. الفشل الذی نشهده الیوم فی نفوذ النظام الإقلیمی، کما تجلى بوضوح فی الساحة اللبنانیة، هو نتیجة مباشرة للضغط الهائل الذی تمارسه هذه الوحدات فی الداخل، فهی تستنزف طاقته وتشتت ترکیزه.
رأس حربة البدیل الدیمقراطی
إن “وحدات الانتفاضة” لیست مجرد مجموعات احتجاجیة، بل هی الذراع التنفیذی لانتفاضة الشعب الإیرانی، والقوة الضاربة التی تمهّد الطریق أمام تحقیق البدیل الدیمقراطی الذی یمثله المجلس الوطنی للمقاومة الإیرانیة. إنها تترجم الغضب الشعبی إلى فعل منظم ومؤثر، وتثبت للعالم أن التغییر فی إیران لن یأتی من الخارج، بل یصنعه الشعب الإیرانی بنفسه وبقیادة مقاومته المنظمة. فی مواجهة دیکتاتوریة لا تفهم إلا لغة القوة، أصبحت هذه الوحدات هی اللغة التی تجبر النظام على سماع صوت الشعب الذی یطالب بالحریة.


