وهم القوة في طهران: النظام على فوهة بركان شعبي
في مسرح السياسة الدولية، يحاول نظام الملالي تقديم نفسه كلاعب استراتيجي يتحكم في مصير المنطقة، محركاً بيادقه من لبنان إلى اليمن، ومن القوقاز إلى باكستان. تصريحات مسؤوليه عن “الدبلوماسية” وتحركات قادته، مثل زيارات لاريجاني وبزشكيان، ترسم صورة نظام قوي ومتماسك. لكن هذه الصورة ليست سوى واجهة تخفي حقيقة مريرة: النظام يقف على أرض هشة تهددها ثورة شعبية وشيكة، ومناوراته الخارجية ليست إلا محاولات يائسة لصرف الانتباه عن أزماته الداخلية.
مسرح الخارج: أوراق تضيع في العاصفة
في محاولة لتعزيز موقفه التفاوضي، يسارع النظام لترتيب أوراقه الإقليمية. في لبنان، يدفع حزب الله بمبادرات إعادة إعمار باهظة لمواجهة الضغوط الأمريكية لنزع سلاحه. في اليمن، يستخدم الحوثيين لإرسال رسائل عسكرية إلى إسرائيل وأمريكا. وفي آسيا الوسطى، يسعى لتعزيز علاقاته مع باكستان وأرمينيا لكسر الحصار الاقتصادي. لكن هذه التحركات، التي تبدو كخطوات لاعب شطرنج بارع، تفتقر إلى القوة الحقيقية. حزب الله يواجه ضغوطاً داخلية وخارجية غير مسبوقة، والحوثيون لا يغيرون المعادلات الإقليمية الكبرى، والعلاقات مع دول مثل روسيا لا تعوض العزلة الاقتصادية الناتجة عن العقوبات. هذه المناورات تشتت موارد النظام دون معالجة جذور أزماته.
الأزمة الداخلية: بركان يغلي تحت السطح
بينما ينشغل النظام بألعابه الخارجية، تتفاقم معاناة الشعب الإيراني. أكثر من 30 مليون مواطن يعيشون تحت خط الفقر، وآلاف يضطرون لبيع أعضائهم لتأمين لقمة العيش، في ظل تضخم اقتصادي وقمع سياسي خانق. الشعب لم يعد يرى في شعارات “المقاومة” سوى ذريعة لتبرير فقره وقمعه. النظام، الذي يدعي مواجهة “الاستكبار العالمي”، يمارس أقسى أشكال الاستبداد ضد مواطنيه، مما يحرم شرعيته ويوقعه في مأزق وجودي.
بروكسل 6 سبتمبر 2025: صوت المقاومة الشعبية
هذا الغليان الداخلي تجلى بوضوح في تظاهرة حاشدة نظمها الإيرانيون في بروكسل يوم 6 سبتمبر 2025، احتفالاً بالذكرى الستين لتأسيس منظمة مجاهدي خلق. المتظاهرون، بدعم من أنصار المعارضة، طالبوا بالحرية ورفضوا دكتاتورية النظام، مؤيدين خطة مريم رجوي ذات العشر نقاط لبناء إيران ديمقراطية. التظاهرة دعت المجتمع الدولي لدعم البديل الديمقراطي وإدراج الحرس الثوري على قوائم الإرهاب. هذا الحدث لم يكن مجرد احتجاج، بل إشارة إلى نقطة تحول تاريخية، تعكس وحدة الإيرانيين في الشتات وإصرارهم على إسقاط النظام.
خاتمة
النظام الإيراني، رغم محاولاته لإظهار القوة، يقف على حافة الهاوية. مناوراته الخارجية لن تستطيع إخفاء الحقيقة: الزلزال الشعبي قادم، والشعب الإيراني، سواء في الداخل أو الشتات، هو القوة الحقيقية التي سترسم مستقبل البلاد.
د. قصي الدميسي نائب برلماني أردني سابق
وهم القوة في طهران: النظام على فوهة بركان شعبي
في مسرح السياسة الدولية، يحاول نظام الملالي تقديم نفسه كلاعب استراتيجي يتحكم في مصير المنطقة، محركاً بيادقه من لبنان إلى اليمن، ومن القوقاز إلى باكستان. تصريحات مسؤوليه عن “الدبلوماسية” وتحركات قادته، مثل زيارات لاريجاني وبزشكيان، ترسم صورة نظام قوي ومتماسك. لكن هذه الصورة ليست سوى واجهة تخفي حقيقة مريرة: النظام يقف على أرض هشة تهددها ثورة شعبية وشيكة، ومناوراته الخارجية ليست إلا محاولات يائسة لصرف الانتباه عن أزماته الداخلية.
مسرح الخارج: أوراق تضيع في العاصفة
في محاولة لتعزيز موقفه التفاوضي، يسارع النظام لترتيب أوراقه الإقليمية. في لبنان، يدفع حزب الله بمبادرات إعادة إعمار باهظة لمواجهة الضغوط الأمريكية لنزع سلاحه. في اليمن، يستخدم الحوثيين لإرسال رسائل عسكرية إلى إسرائيل وأمريكا. وفي آسيا الوسطى، يسعى لتعزيز علاقاته مع باكستان وأرمينيا لكسر الحصار الاقتصادي. لكن هذه التحركات، التي تبدو كخطوات لاعب شطرنج بارع، تفتقر إلى القوة الحقيقية. حزب الله يواجه ضغوطاً داخلية وخارجية غير مسبوقة، والحوثيون لا يغيرون المعادلات الإقليمية الكبرى، والعلاقات مع دول مثل روسيا لا تعوض العزلة الاقتصادية الناتجة عن العقوبات. هذه المناورات تشتت موارد النظام دون معالجة جذور أزماته.
الأزمة الداخلية: بركان يغلي تحت السطح
بينما ينشغل النظام بألعابه الخارجية، تتفاقم معاناة الشعب الإيراني. أكثر من 30 مليون مواطن يعيشون تحت خط الفقر، وآلاف يضطرون لبيع أعضائهم لتأمين لقمة العيش، في ظل تضخم اقتصادي وقمع سياسي خانق. الشعب لم يعد يرى في شعارات “المقاومة” سوى ذريعة لتبرير فقره وقمعه. النظام، الذي يدعي مواجهة “الاستكبار العالمي”، يمارس أقسى أشكال الاستبداد ضد مواطنيه، مما يحرم شرعيته ويوقعه في مأزق وجودي.
بروكسل 6 سبتمبر 2025: صوت المقاومة الشعبية
هذا الغليان الداخلي تجلى بوضوح في تظاهرة حاشدة نظمها الإيرانيون في بروكسل يوم 6 سبتمبر 2025، احتفالاً بالذكرى الستين لتأسيس منظمة مجاهدي خلق. المتظاهرون، بدعم من أنصار المعارضة، طالبوا بالحرية ورفضوا دكتاتورية النظام، مؤيدين خطة مريم رجوي ذات العشر نقاط لبناء إيران ديمقراطية. التظاهرة دعت المجتمع الدولي لدعم البديل الديمقراطي وإدراج الحرس الثوري على قوائم الإرهاب. هذا الحدث لم يكن مجرد احتجاج، بل إشارة إلى نقطة تحول تاريخية، تعكس وحدة الإيرانيين في الشتات وإصرارهم على إسقاط النظام.
خاتمة
النظام الإيراني، رغم محاولاته لإظهار القوة، يقف على حافة الهاوية. مناوراته الخارجية لن تستطيع إخفاء الحقيقة: الزلزال الشعبي قادم، والشعب الإيراني، سواء في الداخل أو الشتات، هو القوة الحقيقية التي سترسم مستقبل البلاد.
د. قصي الدميسي نائب برلماني أردني سابق


