في الذكرى الثالثة لمجزرة زاهدان الدامية: وحدات المقاومة تجدد العهد وتؤكد أن دماء الشهداء تشعل نار الانتفاضة
تزامنًا مع الذكرى السنوية الثالثة لـ”جمعة زاهدان الدامية”، أحيت وحدات المقاومة البطلة ذكرى الشهداء من خلال إقامة فعاليات ووضع الزهور وتنظيم مسيرات بالدراجات النارية وعرض صور ضوئية ورفع لافتات في مدن مختلفة. وقد أكد صانعو الانتفاضة، في ضوء الشعارات الثورية وعرض الصور على جدران مدن طهران وأردبيل ومشهد وسبزوار وكوهدشت وخوسف ويزد، على رسالة مفادها: “صامدون يا بلوش، ثائرة يا إيران، يجب نشر نار الانتفاضة في كل مكان. تحية لزاهدان الدامية وسلام على شهدائها الأبرار”.
کوهدشت- وحدات المقاومة عرضت صور ضوئية في انحاء المدن الايرانية -29 سبتمبر2025-3-#وحدات_الانتفاضة #مجاهدي_خلق#انتفاضة_حتى_إسقاط_النظام#نظام_الملالي pic.twitter.com/L7yRbErkL6
— إيران الحرة (@IranAlhurra) September 30, 2025
إن مسيرات الدراجات النارية التي حملت صور شهداء زاهدان، والفعاليات التي رفعت شعار “دماء مواطنينا البلوش الأبطال الفائرة تغلي في جميع أنحاء إيران” في كرمان، وتجمعات الثوار التي حملت شعار جيش التحرير الوطني الإيراني في طهران، كل ذلك تحت أنظار وكاميرات الحرس المجرم، هو دليل على غليان دماء الشهداء وصانعي الانتفاضة في مختلف مدن إيران. نعم! لقد تعهد الشباب والثوار في مدن طهران وزاهدان وكرج ومشهد وأصفهان وشيراز وكرمان وقزوين وأردبيل ويزد ولاهيجان وسبزوار وبيرانشهر وكوهدشت ورودسر وغيرها، بسلسلة من الممارسات الثورية في ذكرى جمعة زاهدان الدامية، بأنهم لن يعودوا إلى الوراء أبدًا، وسيواصلون هذا العهد مع الشهداء وهذه الحملات حتى يوم إسقاط صنم ولاية الفقيه ومحاسبة القتلة.
اردبیل – وحدات المقاومة عرضت صور ضوئية في انحاء المدن الايرانية -29 سبتمبر2025-3-#وحدات_الانتفاضة #مجاهدي_خلق#انتفاضة_حتى_إسقاط_النظام#نظام_الملالي pic.twitter.com/TGrSjbrGi8
— إيران الحرة (@IranAlhurra) September 30, 2025
مجزرة الشعب البلوشي في الجمعة الدامية
في تاريخ إيران المعاصر، هناك أحداث لا تعمل كنقاط تحول سياسية فحسب، بل تتحول إلى رموز ثقافية وثورية. أحد هذه الأحداث، التي أطلق عليها صانعو الانتفاضة اسم “جمعة زاهدان الدامية”، هو المذبحة المأساوية للشعب البلوشي يوم الجمعة 30 سبتمبر 2022. هذه الواقعة، التي حدثت في أعقاب احتجاجات للمطالبة بحقوق الشعب البلوشي المحروم، تذكر بـ”الجمعة السوداء” في 8 سبتمبر 1978، عندما جرب نظام بهلوي حظه في قمع الثورة المناهضة للملكية وفشل. وعلى غرار ذلك الحدث، كرر علي خامنئي خطأً مشابهًا، متوهمًا أنه بالقمع العنيف يمكنه إخماد انتفاضة متجذرة في عقود من الحرمان والمرارة تحت وطأة ديكتاتوريتين. لكن هذه الجريمة لم تخمد الانتفاضة، بل حولتها إلى شعلة عارمة.
جريمة ضد الإنسانية لا تُمحى من الذاكرة
إن مذبحة زاهدان، التي توصف بأنها جريمة واضحة ضد الإنسانية، كانت عبارة عن إطلاق نار مباشر من قبل قوات الأمن والشرطة والقناصة المتمركزين على أسطح المباني على آلاف المواطنين البلوش. هؤلاء الأفراد، الذين كان معظمهم من المصلين والمارة، استُهدفوا فقط لجريمة المطالبة بالعدالة. وتُظهر مقاطع الفيديو العديدة التي نُشرت في الفضاء الافتراضي مشاهد مروعة: أناس يتخبطون في دمائهم، يصرخون طلبًا للمساعدة، وتراب الشوارع مصبوغ باللون الأحمر.
مشهد-وحدات المقاومة تجدد العهد مع شهداء جمعة زاهدان الدامية-29 سبتمبر 2025-2-#شباب_الانتفاضة#رأس_الأفعى_في_طهران#انتفاضة_حتى_إسقاط_النظام pic.twitter.com/zx1u9hnyce
— إيران الحرة (@IranAlhurra) September 30, 2025
استراتيجية قمع القوميات
تشير الإحصاءات الرسمية والتقارير المستقلة إلى أنه في هذه المذبحة، قُتل 120 مواطنًا بلوشيًا وأصيب أكثر من 300 آخرين. وكان من بين الضحايا أربع نساء و17 طفلاً، مما يبرز عمق المأساة الإنسانية. وأعلنت منظمة العفو الدولية في بيان لها أن قوات الأمن استخدمت نمطًا قاتلاً، حيث استخدمت الذخيرة والطلقات الحربية المميتة، واستهدفت الجزء العلوي من أجساد المحتجين وصدورهم ورؤوسهم بنية القتل. هذا النهج، بالإضافة إلى كونه انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، يعبر عن استراتيجية ممنهجة لقمع الأقليات القومية في ظل حكم الملالي.
أيام الجمعة الدامية دائمًا
لم تقتصر هذه الجريمة على زاهدان، بل تكررت بعد 40 يومًا، في 4 نوفمبر 2022 – الذي تزامن مع ذكرى مذبحة الطلاب في الثورة المناهضة للملكية – في مدينة خاش. في ذلك الحدث، قُتل 18 شخصًا، من بينهم طفلان، على أيدي القوات التابعة لخامنئي. إن الفاصل الزمني البالغ 36 يومًا بين هاتين المذبحتين يكشف عن هدف مشترك: ردع المظلومين البلوش عن مواصلة الانتفاضة. ومع ذلك، لم تتوقف الانتفاضة في بلوشستان، بل امتدت إلى أيام الجمعة التالية. كل جمعة، أصبحت الصلاة والمسيرة التي تليها تحديًا خطيرًا للنظام، وأضفت “جمعة زاهدان الدامية”، كنقطة انطلاق، لون الدم على أيام الجمعة الأخرى.
دماء لم يُنتقم لها بعد
وصف مسعود رجوي في رسالته بتاريخ 4 نوفمبر 2022 بلوشستان بأنها شعب مقاوم ورائد في الانتفاضة، وقال: “إن الشهداء والمظلومين في سيستان وبلوشستان… قد دفعوا حتى الآن أعلى ثمن دموي في جميع أنحاء إيران”. هذا التعبير يبرز مكانة بلوشستان في الحركة الثورية. لا يزال جرح جمعة زاهدان وخاش يثقل قلوب الناس. لقد شهد أطفال بلوشستان، دون أن يفهموا جريمة آبائهم وأمهاتهم، مجزرة أحبائهم. بقيت العديد من العائلات بلا معيل، ويعيش الجرحى على الكراسي المتحركة. لقد تحول شهداء هذا الحدث إلى رموز للمظلومية والصمود: من “هستي نارويي”، الطفلة ذات السبع سنوات التي قُتلت بإصابة رأسها بقنبلة غاز مسيل للدموع، إلى “خدانور لجهي”، الذي أصبح مشهد اعتقاله وربطه بعمود إنارة، رمزًا خالدًا للثورة الديمقراطية الإيرانية.


