الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

موجة غضب عارمة تضرب إيران: احتجاجات متزامنة في 12 مدينة ضد "نهب" صندوق التقاعد وفساد مؤسسات خامنئي طهران – خاص: شهدت إيران، يوم الإثنين 20 أكتوبر 2025، تصعيدًا لافتًا في وتيرة الاحتجاجات الشعبية والمهنية، حيث اجتاحت موجة من الإضرابات والتجمعات ما لا يقل عن 12 مدينة بشكل متزامن

موجة غضب عارمة تضرب إيران: احتجاجات متزامنة في 12 مدينة ضد “نهب” صندوق التقاعد وفساد مؤسسات خامنئي

موجة غضب عارمة تضرب إيران: احتجاجات متزامنة في 12 مدينة ضد “نهب” صندوق التقاعد وفساد مؤسسات خامنئي

طهران – خاص: شهدت إيران، يوم الإثنين 20 أكتوبر 2025، تصعيدًا لافتًا في وتيرة الاحتجاجات الشعبية والمهنية، حيث اجتاحت موجة من الإضرابات والتجمعات ما لا يقل عن 12 مدينة بشكل متزامن. وتميز هذا اليوم بـ “انتفاضة” متقاعدي شركة الاتصالات، الذين نظموا حراكًا وطنيًا منسقًا للتنديد بما وصفوه بـ النهب الحكومي لأموال صندوق تقاعدهم.

وتزامنت احتجاجات المتقاعدين مع وقفات احتجاجية لـ الكوادر التمريضية وعمال البتروكيماويات في مدن أخرى، مما يسلط الضوء على تفاقم الأزمة المعيشية واتساع دائرة الغضب ضد الفساد الممنهج الذي يستشري في المؤسسات التابعة مباشرة لـ المرشد الأعلى، علي خامنئي.

متقاعدو الاتصالات: غضب عابر للمدن ضد “الخصخصة الزائفة

كان الحراك الأبرز يوم الإثنين هو التجمعات المتزامنة التي نظمها متقاعدو شركة الاتصالات الإيرانية في عشرات المدن، شملت طهران، الأهواز، أصفهان، تبريز، شيراز، سنندج، كرمانشاه، همدان، وزنجان.

وخرج المحتجون مطالبين بالتطبيق الفوري لـ لوائح التقاعد المعمول بها (مثل لائحة 89/24)، وإصلاح التأمين التكميلي المتدهور، وتحديث بدلات المعيشة التي لم تعد تتناسب مع التضخم الحالي. ويعتبر المتقاعدون أنفسهم ضحايا لعملية “خصخصة” صورية، حيث تم نقل ملكية واحدة من أكثر الشركات ربحية إلى كيانات تابعة للنظام، ما أدى إلى استنزاف مواردها وتجويف صندوق التقاعد.

وعكست الشعارات المرفوعة في التجمعات حالة الغضب الموجه مباشرة نحو رأس النظام. ففي طهران، ردد المتقاعدون ساخرين: حسين حسين شعارهم، والسرقة والكذب عملهم!”، في إشارة صريحة إلى نفاق المسؤولين واستغلالهم للدين غطاءً للفساد.

الفساد الممنهج: المؤسسات التابعة لخامنئي في عين العاصفة

ويكمن جوهر غضب المتقاعدين، بحسب تصريحاتهم، في سيطرة مؤسسات نافذة مثل هيئة تنفيذ أمر خمينى و**”مؤسسة تعاون حرس النظام الإيراني”** على مفاصل الاقتصاد. وتعمل هاتان المؤسستان تحت الإشراف المباشر لـ خامنئي وتتمتعان بحصانة كاملة، حيث يتهمها المحتجون بتحويل صناديق التقاعد إلى بقرة حلوب لتمويل مشاريعهما وأجندات النظام، ما أدى إلى إفلاس هذه الصناديق وترك المتقاعدين يواجهون الفقر المدقع.

احتجاجات متفرقة: من التمريض إلى البتروكيماويات

لم يقتصر المشهد الاحتجاجي على المتقاعدين:

  • الكوادر التمريضية: في الأهواز (محافظة خوزستان)، نظم الممرضون وقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة، مشتكين من تدني الرواتب وتأخر صرف المستحقات، واستمرار الضغط الناتج عن العمل الإضافي الإجباري. وتأتي هذه الوقفة استكمالًا لاحتجاجات مماثلة في كرمانشاه السبت الماضي حيث هتف الممرضون: كفى وعودًا.. موائدنا فارغة!”.
  • عمال البتروكيماويات: في إيلام، تجمّع موظفو إحدى شركات البتروكيماويات أمام مكتب العمل للاعتراض على عدم دفع مستحقاتهم من قبل الشركات المتعاقدة، ما يعكس تدهور حقوق العمال في القطاع الصناعي الحيوي.
  • متقاعدو الإعلام الرسمي: كما نظم متقاعدو هيئة الإذاعة والتلفزيون وقفة احتجاجية في طهران أمام مبنى الهيئة، مما يشير إلى أن السخط المالي والإداري وصل حتى إلى داخل أروقة المؤسسات الإعلامية الرسمية للنظام.

يؤكد هذا التنسيق في التحركات، خاصة بين المتقاعدين في مختلف المدن، على أن المتظاهرين قد شخَّصوا بدقة مصدر معاناتهم، وأن المعركة باتت موجهة بشكل مباشر نحو الهيكل المالي والأمني الفاسد الذي يقوده رأس النظام، وأنهم يرون في التغيير الجذري السبيل الوحيد المتبقي لإنهاء الظلم والفقر.