الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

هزال الجيب وقوة المظهر: صراع "الذئاب" يفضح أزمة الولي الفقيه الداخلية بعد عزلة وصمت مطولين، ظهر خامنئي يوم الاثنين، في مشهد مفاجئ، بـ "مظهر القوة وجيب الخواء"

هزال الجيب وقوة المظهر: صراع “الذئاب” يفضح أزمة الولي الفقيه الداخلية

هزال الجيب وقوة المظهر: صراع “الذئاب” يفضح أزمة الولي الفقيه الداخلية

بعد عزلة وصمت مطولين، ظهر خامنئي يوم الاثنين، في مشهد مفاجئ، بـ مظهر القوة وجيب الخواء” ليحاول عبر استعراض عضلات واهٍ وإسقاطات مضحكة، أن ينفخ الروح في قوات النظام المحبطة والمنهكة، وأن يحتوي الأزمة الشاملة التي تعصف بمنظومة الولاية المترنحة. يأتي هذا الظهور رغم أن حبر خطاباته الأخيرة عن الوحدة والتماسك لم يجف بعد، حيث انقضت “الذئاب داخل الولاية” على بعضها البعض بسبب الأزمات المتفاقمة التي تخنق النظام.

لقد بلغ التناحر الداخلي حداً جعل علم الهدى، ممثل خامنئي في مشهد، يصف مشكلة النظام من على منبر صلاة الجمعة بمدينة مشهد (17 اكتوبر) بـ التفكك والانقطاع بين القوات الموالية. محذراً: “يا إلهي لا أُصاب بالتفكك… لا أنقطع، ولا أنفصل، لأنني إذا انقطعت فلن أعود موجوداً في مكاني هذا. هذه هي مشكلتنا الآن في هذا الوقت”.

كما وجه علم الهدى نقداً لاذعاً إلى ملالي كبار وكوادر سابقة، على رأسهم آية الله ناطق نوري، ممن يشككون في أسس الثورة: “للأسف، بعض أعزائنا إما أصابهم الفتور أو أصابتهم العِلة. إنهم يقولون: لو لم نقتحم وكر التجسس الأمريكي [السفارة] يومها، لما نشأت كل هذه المشاكل، وكل المشاكل سببها ذلك اليوم. حسناً، بعضكم أيها الأعزاء الذين تقولون هذا الكلام كنتم أنتم أصحاب القرار آنذاك وتعرفون الموقف الذي كنا فيه. جيل اليوم لا يعرف، لكن أنتم تعرفون!”

هذا الجدل حول تراجع وندم الكوادر القديمة لا يتوقف هنا. ففي اليوم التالي لتحذير علم الهدى، رد كرباسجي، الأمين العام السابق لحزب كوادر البناء، قائلاً: “بعض ممن يهاجمون الآن مواقف السيد ناطق نوري بشأن احتلال السفارة، إذا نظرت إلى تاريخهم، فلن تجد لهم سجلاً في الثورة، ولا كانوا من أهل النضال قبل الثورة، وها هم الآن يتحدثون من على منبر”.

وقبل يوم واحد من حديث علم الهدى عن التفكك، تحدث حجة الإسلام صادقي، ممثل خامنئي في الحرس الثوري، عن توبة وندم الكوادر المخلصة في النظام. مخاطباً عناصر الحرس: “الآن بعضهم يتوبون عن الروح الثورية، وبعضهم من الشخصيات الكبيرة، لكنهم يتوبون. أحياناً تتعجب من بديهيات لا يفهمونها اليوم بينما كانوا يفهمونها جيداً بالأمس. يأتي ويتوب عن عمل عظيم قامت به الثورة”.

وفي ختام كلمته، حذر ممثل خامنئي القوات الموالية القلقة من الانشقاق: “أيها الشباب، احذروا اليوم ألا يخدعونا، وألا يجعلوا مني ومنكم نتقابل ونقتتل بسبب بعض القضايا العاطفية الصغيرة. هذا موضع يدعو للقلق العميق“.

لقد سعى المرشد المأزوم يوم الاثنين إلى لجم هؤلاء الدعاة القلقين، قائلاً: “هذه الأوهام التي يثيرها البعض حول يأس الجيل الشاب أو ما شابه، هذه أقوال غير مدروسة“. لكن المرشد العاجز تجاهل أن ممثليه في الحرس الثوري وفي منبر صلاة الجمعة قلقون ليس فقط من ضعف الباسيج، بل من انقطاع وتفكك الكوادر القديمة في النظام نفسه.