إيران على فوهة بركان: القمع والإعدام لم يعد يوقفان ثورة الشعب نحو الحرية
عبدالرزاق الزرزور
أمد/ تشهد إيران اليوم لحظات تاريخية فارقة حيث تتصاعد حدة التوترات الداخلية وتتوالى الاحتجاجات الشعبية التي تعكس غضباً عارماً ضد نظام استبدادي.. هذه الانتفاضات ليست مجرد ردود فعل آنية بل هي نتاج عقود نضال في مواجهة الظلم والقمع والفساد المستشري الذي حول حياة الإيرانيين إلى معاناة لا تطاق، من قلب هذا التاريخ النضالي والحراك النوعي تبرز المقاومة الإيرانية المنظمة بقيادة السيدة مريم رجوي كقوة دافعة ومنظمة تمنح هذه الثورة الشعبية بوصلة واضحة نحو هدف الحرية والديمقراطية، ونسعى في هذه المقالة إلى تسليط الضوء على الأسباب الجذرية لهذه الانتفاضات وإبراز دور الصمود الشعبي، وشرح استراتيجية المقاومة للتحول نحو نظام ديمقراطي حقيقي.
تفاقم الأزمات ودفع الشعب نحو الثورة
تخنق الأزمات الاقتصادية المدمرة من تضخم جامح وبطالة متفشية إلى جانب الفساد الممنهج وغياب أبسط مقومات العدالة الاجتماعية الشعب الإيراني.. ولقد أصبحت الحياة اليومية عبئاً لا يطاق مما يدفع شرائح واسعة من المجتمع بما في ذلك الطبقات الكادحة والشباب المتعلم إلى الشوارع للتعبير عن سخطها، ولن تستطيع الإجراءات القمعية من اعتقالات واسعة وإعدامات متزايدة إخماد جذوة الغضب الشعبي بل تزيد من إصرار المتظاهرين على مواجهة النظام.. كل محاولة للقمع تولد مقاومة أشد، وكل عملية إعدام تحرك الضمائر وتؤكد ضرورة التغيير الجذري، وما هذه الانتفاضات المتكررة بحوادث معزولة بل هي تعبير عن حركة وطنية شاملة تتوق إلى الحرية والعدالة.
دور قيادي للمقاومة المنظمة في توحيد الصفوف
في ظل هذا الواقع المعقد تقدم المقاومة الإيرانية المنظمة ممثلة في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية نموذجاً فريداً للقيادة الثورية، ولا تكتفي هذه المقاومة بكونها صوتاً للمضطهدين بل تقدم بديلاً سياسياً ديمقراطياً يرتكز على فصل الدين عن السلطة، والمساواة بين الجنسين، واحترام حقوق الإنسان.. والسيدة مريم رجوي ببرنامجها برنامج المواد العشر تقدم خارطة طريق واضحة لإيران المستقبل، ويحظى هذا البرنامج بدعم متزايد داخل وخارج البلاد.. أما الشبكات الداخلية للمقاومة على الرغم من المخاطر الهائلة تواصل عملها في تنظيم الاحتجاجات وتوعية الجماهير، وتلعب دوراً حيوياً في الحفاظ على زخم الحركة الشعبية وتوجيهها نحو أهدافها العليا.
جبهة دبلوماسية قوية لتعزيز الضغط الدولي
إلى جانب النضال الداخلي، تتبنى المقاومة الإيرانية استراتيجية دبلوماسية نشطة على الساحة الدولية من خلال المشاركة في المؤتمرات الدولية والاجتماعات مع كبار الدبلوماسيين والسياسيين، وتسعى المقاومة إلى كشف حقيقة النظام الإيراني وجرائمه أمام الرأي العام العالمي.. كما تهدف هذه الجهود إلى حشد الدعم الدولي للثورة الإيرانية، والضغط على الحكومات لتكثيف العقوبات المستهدفة ضد النظام، ومنع أي محاولات للمساومة أو التطبيع معه.. هذه الضغوط الدولية إلى جانب الصمود الداخلي تخلق بيئة مواتية للتغيير وتضع النظام في عزلة متزايدة مما يسرع من عملية سقوطه.
المرأة والشباب قلب الثورة النابض
يشكل الشباب والنساء القوة الدافعة للثورة الإيرانية.. ولقد تصدرت النساء الإيرانيات المشهد بشعارهن الملهم “المرأة، المقاومة، الحرية” الشعار الذي تحول إلى أيقونة عالمية للنضال ضد القمع.. إنه ليس مجرد شعار بل هو تعبير عن تطلعات عميقة لإنهاء التمييز الجنسي واستعادة الكرامة الإنسانية؛ فعبر عقودٍ من المقاومة ضد القوانين التمييزية أثبتت المرأة الإيرانية أنها في طليعة التغيير.. كذلك يقود الشباب الذين سُلبوا مستقبلهم وآمالهم هذه الانتفاضات بشجاعة لا تعرف الخوف رافضين الخضوع لنظام لا يقدم لهم سوى اليأس؛ هذا التلاحم بين الأجيال والفئات الاجتماعية المختلفة يمنح الثورة الإيرانية قوة لا تقهر، ويؤكد أن ساعة التغيير قد دنت.
خلاصة القول.. إن ما تشهده إيران اليوم يؤكد أن نظام الملالي قد دخل مرحلة السقوط الحتمي.. ولم يعد نهج القمع أو الإعدامات قادراً على إخماد شعلة الثورة التي اشتعلت في قلوب الإيرانيين، وإن إرادة الشعب في الحرية والديمقراطية لأقوى من كل أدوات القمع، وبفضل القيادة الرشيدة للمقاومة المنظمة التي تقدم رؤية واضحة ومخططاً شاملاً للمستقبل يتجه الشعب الإيراني نحو تحقيق حلم الحرية.
إن مستقبل إيران ملك لشعبها، وبفضل الصمود والتضحيات، وسيشهد هذا البلد قريباً فصلاً جديداً من العدالة والازدهار.. هذه اللحظة التاريخية تدعو جميع الأحرار في العالم إلى دعم المقاومة الإيرانية لتحقيق تطلعات شعبها نحو إيران حرة وديمقراطية.


