تاون هول: حكم الإعدام الجائر بحق السجينة السياسية وقرار العفو عن مغتصب متسلسل
في مقال نُشر على موقع تاون هول ، فضح ستروان ستيفنسون، عضو البرلمان الأوروبي السابق، ما أسماه “المعايير المزدوجة المخزية” للنظام الإيراني. يقارن ستيفنسون في مقاله بين حكم الإعدام الجائر الصادر بحق السجينة السياسية زهراء طبري وقرار العفو عن مغتصب متسلسل، ويفضح في الوقت ذاته النفاق الاجتماعي الذي يسمح لبنات النخبة الحاكمة بالعيش في بذخ بينما تُقمع النساء العاديات.
قضاء مشوه: الإعدام لزهراء والعفو لـ”شيطان طهران“
يصف ستيفنسون كيف أن زهراء شهباز طبري، السجينة السياسية البالغة من العمر 67 عامًا، حُكم عليها بالإعدام هذا الأسبوع بعد محاكمة صورية استغرقت عشر دقائق. ويشير إلى أن جريمتها المزعومة هي “التعاون” مع حركة المعارضة الرئيسية، منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وهي واحدة من 18 من أنصار المنظمة الذين يواجهون الإعدام هذا العام.
ويضيف الكاتب أن زهراء طبري، وهي امرأة متعلمة حاصلة على درجة الماجستير في الهندسة الكهربائية، تعاني من مشاكل صحية مزمنة ورغم ذلك حُرمت من الدواء والرعاية الطبية في سجن لاكان. ويصف “ملف قضيتها” بأنه لا يحتوي إلا على “قطعة قماش تحمل شعار ‘المرأة، المقاومة، الحرية’ ورسالة صوتية غير منشورة”، معتبراً أن “هذا ليس عدلاً، بل هو انتقام“.
في المقابل، يشير ستيفنسون إلى حالة “شيطان طهران”، وهو مغتصب متسلسل أُدين بتهمة ترويع النساء. “وسط رعب الضحايا التسع، ألغى نفس النظام القضائي حكمي الإعدام الصادرين بحقه، وخفف عقوبته إلى 100 جلدة وترحيله إلى أفغانستان“.
نفاق اجتماعي: حجاب إجباري للفقراء وبذخ لبنات المسؤولين
يسلط المقال الضوء على “النفاق الصارخ” الذي يمارسه النظام. فبينما تعيش النساء العاديات في خوف من “شرطة الأخلاق القاتلة”، تحتفل ابنة علي شمخاني، الأمين السابق لمجلس الأمن القومي وأحد المقربين من الولي الفقيه خامنئي، بحفل زفاف باذخ في فندق فخم مرتدية “فستانًا عاري الكتفين”. أثار الفيديو المسرب غضبًا عارمًا، وعلق الإيرانيون على وسائل التواصل الاجتماعي قائلين: “ابنة شمخاني تقيم حفل زفاف أسطوري بفستان عارٍ، بينما تُضرب النساء في الشوارع لكشف شعرهن!”.
تواطؤ دولي؟ ستيفنسون ينتقد نفاق الأمم المتحدة
يوجه ستيفنسون انتقادًا لاذعًا للأمم المتحدة، معتبراً أن “مصداقيتها في مجال حقوق المرأة قد تمزقت” بسبب نفاقها. ويشير إلى أن الأمم المتحدة “تستمر في منح النظام الإيراني مقاعد وحتى أدوارًا قيادية في هيئات تهدف إلى حماية النساء”، على الرغم من ممارستها للفصل العنصري بين الجنسين. ويقارن ستيفنسون هذا التواطؤ مع تقارير مقرر الأمم المتحدة الخاص، جاويد رحمن، الذي اتهم النظام بارتكاب “جرائم فظيعة ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية“.
البديل الديمقراطي: قوة النساء وقيادة مريم رجوي
يؤكد ستيفنسون أن انتفاضة “المرأة، المقاومة، الحرية” التي أشعلتها وفاة مهسا أميني، لا تزال مستمرة في شجاعة نساء مثل زهراء طبري. ويشير إلى أنه “من المناسب أن المعارضة الديمقراطية المنظمة الرئيسية للملالي تقودها أيضًا امرأة، هي مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة لـالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية “.
ويصف خطة السيدة رجوي المكونة من 10 نقاط بأنها “تمثل نقيض الاستبداد الديني” وتطالب بإيران علمانية وديمقراطية وغير نووية تقوم على المساواة والعدالة. ويختتم ستيفنسون مقاله بدعوة المجتمع الدولي إلى التوقف عن التواطؤ وفضح جرائم الملالي. ويطالب بأن “تقوم الأمم المتحدة فوراً بطرد إيران من جميع هيئاتها المرتبطة بحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين”، مؤكداً أن “نساء إيران يقدن ثورة من أجل الكرامة والحرية، وعلى العالم ألا يدير ظهره لهن“.


