تقرير خاص: التصدع الحوثي… انعكاس لتهاوي “محور المقاومة” الإيراني
تشير التقارير الواردة من اليمن، وعلى رأسها إعلان الجيش اليمني عن “اختراق أمني نوعي” داخل صفوف ميليشيا الحوثي وما تبعه من موجة انشقاقات لقيادات بارزة، إلى أن التصدع الداخلي الذي تعيشه الجماعة ليس مجرد أزمة محلية، بل هو انعكاس مباشر لتراجع نفوذ النظام الإيراني ومرور مشروعه الإقليمي بأسوأ مراحله.
ففي ظل الظروف الراهنة، حيث تتلقى طهران ضربات موجعة على أكثر من جبهة، باتت أذرعها الإقليمية، ومن ضمنها الحوثيون، تشعر بوهن شريان الدعم. إن الخسائر الفادحة التي مُني بها حزب الله في لبنان، وانهيار نظام بشار الأسد في سوريا الذي كان يمثل جسر الإمداد الحيوي، بالإضافة إلى تزايد الضغوط وتآكل النفوذ في العراق، كل ذلك يضعف “محور المقاومة” ككل ويقطع خطوط الإمداد العسكري والمالي واللوجستي عن الحوثيين في اليمن.
هذا التراجع الاستراتيجي يتزامن مع حالة من الغليان الداخلي في إيران ناجمة عن الضربات الأمنية والاقتصادية والاعتراضات الشعبية، مما يقلل من قدرة النظام على ضخ التمويل والدعم بنفس الوتيرة. وعليه، فإن التحول في ولاءات قيادات الحوثي، التي تستعد لـ”القفز من السفينة”، يمثل اعترافًا بأن مظلة الحماية والنفوذ الإيراني لم تعد كما كانت، وأن زمن الرهان على وكلاء طهران يشارف على نهايته، فاتحاً الباب أمام انهيارات متتابعة في المناطق التي تسيطر عليها الجماعة.
تصـدع في صفوف الحوثيين… قيادات بارزة “تستعد للقفز من السفينة” بعد اختراق أمني للجيش اليمني
الرياض: (الشرق الأوسط)
أعلن الجيش اليمني التابع للحكومة الشرعية عن تحقيق “اختراق أمني نوعي” داخل المنظومة الأمنية لجماعة الحوثي المدعومة من إيران، مشيراً إلى أن هذا الاختراق يمهد لموجة انشقاقات واسعة بين صفوف قيادات الجماعة في الأيام القليلة المقبلة.
إرباك وفقدان للسيطرة
- أوضح العميد الركن عبده مجلي، المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية، لـ”الشرق الأوسط”، أن عملية الاختراق هذه قد “أدت إلى إرباك كبير داخل صفوف قيادة الميليشيات، وتسببت في فقدان الثقة والقيادة والسيطرة” بين أركانها.
- تأتي هذه التصريحات بعد انضمام عدد من القيادات العسكرية الحوثية المنشقة حديثاً إلى صفوف الجيش اليمني في مأرب، والقوات الوطنية في الساحل الغربي، وألوية العمالقة الجنوبية.
- من أبرز المنشقين الذين تم استقبالهم العميد صلاح الصلاحي، القائد السابق لما يسمى «اللواء العاشر صمّاد» التابع للجماعة، حيث استقبله رئيس هيئة الأركان الفريق صغير بن عزيز.
قناعات تامة ومكاسب استخباراتية
أكد مجلي أن الجماعة الحوثية “تعيش مرحلة انهيار” بسبب تفشي الفساد، والجرائم، والانتهاكات المستمرة في مناطق سيطرتها، مثل نهب أموال المواطنين ومصادرة رواتب الموظفين. هذه العوامل خلقت حالة رفض وغضب واسعة دفعت الكثيرين للانشقاق والالتحاق بالدولة والشرعية عن قناعة.
ولفت مجلي إلى أن موجة الانشقاقات الأخيرة حققت مكاسب استخباراتية وأمنية مهمة للجيش اليمني، تشمل:
- الحصول على معلومات حيوية عن الهيكل القيادي للحوثيين وقدراتهم القتالية.
- كشف الثغرات ونقاط الضعف لدى عناصر الميليشيات.
- تطوير خطط قتالية حاسمة وأكثر فاعلية بناءً على معرفة مسبقة بأساليب الحوثيين.
تأكيد رسمي: الجماعة في أضعف حالاتها
تتفق هذه التصريحات مع ما صرح به وزير الداخلية اليمني، اللواء إبراهيم حيدان، مؤخراً لـ”الشرق الأوسط”، بأن “جماعة الحوثي الإرهابية في أضعف حالاتها“. مشيراً إلى أن العمليات التي طالت قيادات حكومية وعسكرية مؤخراً قد شكلت ضربة حساسة وأدت إلى “شرخ وانشقاق في الصف الداخلي للجماعة“.


