مؤتمر البرلمان البريطاني يطالب بسياسة حازمة: “الإعدامات دليل ضعف النظام ويجب دعم المقاومة“
في مؤتمر قوي شاركت فيه مختلف الأحزاب وعُقد في البرلمان البريطاني، انضم أعضاء بارزون من مجلسي العموم واللوردات، بمن فيهم اللورد بلينغهام، وبوب بلاكمان، والبارونة ريدفيرن، واللورد كارلايل، واللورد ماكيب، واللورد كراير، والبارونة أولون، وآندي ماكدونالد، وجيم شانون، إلى جانب مدافعين عن حقوق الإنسان ونشطاء إيرانيين شباب، لمناقشة أزمة حقوق الإنسان المتصاعدة في إيران. وفي الكلمة الرئيسية للمؤتمر، التي ألقتها السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية عبر الإنترنت، تم الكشف عن أبعاد موجة الإعدامات المروعة. وقد أجمع المتحدثون على أن قمع النظام الوحشي هو دليل يأس، وطالبوا بإنهاء سياسة الاسترضاء واتخاذ سياسة حازمة لدعم البديل الديمقراطي.
مؤتمر في البرلمان البريطاني
— مریم رجوي (@Maryam_Rajavi_A) November 4, 2025
إن هناك طريقًا حقيقيًا واحدًا فقط لمنع برنامج النظام النووي والصاروخي ووقف آلة الإرهاب والقتل. هذا الطريق هو مقاومة الشعب الإيراني لإسقاط النظام. #StopExecutionsInIranhttps://t.co/OCSoWROjdd pic.twitter.com/O6EqfZXuyL
السيدة رجوي: الحل الوحيد لوقف الإرهاب هو دعم مقاومة الشعب الإيراني
في كلمتها الافتتاحية، حذرت السيدة مريم رجوي من أن تركيز العالم على برامج النظام النووية والصاروخية يتجاهل مأساة أكبر، وهي “القتل الممنهج للسجناء”. وكشفت أنه منذ بداية عام 2025، تم إعدام أكثر من 1400 شخص في موجة قمع غير مسبوقة، واصفة إياها بأنها “قرار سياسي اتخذه خامنئي شخصيًا” لمنع الانهيار الحتمي للنظام.
وأكدت السيدة رجوي أن الحل الجذري لجميع تهديدات النظام، سواء كانت نووية أو إرهابية، يكمن في “مقاومة الشعب الإيراني لإساطة النظام”. وأشارت إلى صمود السجناء في 54 سجنًا ضمن حملة “ثلاثاءات لا للإعدام” ونشاطات “وحدات المقاومة” في الداخل. وطالبت السيدة رجوي المجتمع الدولي بالاعتراف بحق الشعب الإيراني في المقاومة، وإدراج حرس النظام الإيراني على قائمة الإرهاب، وجعل جميع العلاقات مع طهران مشروطة بوقف كامل للإعدامات.
الإعدامات “دليل يأس” لنظام “مجموعة من المجرمين”
أجمع المتحدثون البرلمانيون على أن التصعيد الوحشي في الإعدامات ليس علامة قوة، بل هو “احتضار نظام شرير للغاية”، على حد تعبير السير روجر غيل. ووصف اللورد بلينغهام هذا القمع بأنه “علامة ضعف كبير من جانب حكومة أصبحت يائسة ومستأصلة”. وأكد اللورد ماكيب أن “كلما كان سلوك النظام أقسى، كلما نمت المقاومة وأصبحت أقوى”، مشيرًا إلى أن النظام سينهار “بإرادة الشعب الإيراني ووحدات المقاومة التابعة له”.
وقدم اللورد كارلايل، المستشار الملكي البارز، تعريفًا حاسمًا للنظام قائلاً: “عندما تقوم دولة واحدة بإعدام عدد أكبر من الأشخاص من بقية العالم مجتمعًا، فإن هذا يعني أن الحكومة نفسها تتألف من مجرمين”. ودعمت البارونة أولون هذا الموقف، مشيرة إلى المحاكمة “الصادمة وغير القانونية على الإطلاق” للسجينة السياسية زهراء طبري التي استغرقت 10 دقائق فقط.
المطالبة بالمساءلة: من المحكمة الجنائية إلى إدراج حرس النظام الإيراني
كانت المطالبة بالمساءلة الدولية في صلب النقاش. دعا النائب آندي ماكدونالد إلى إجراء حوار حول “كيفية ممارسة المحكمة الجنائية الدولية ولايتها القضائية على الأفراد الذين يرتكبون مثل هذه الجرائم الوحشية”. وطالب بوب بلاكمان وجيم شانون بإحالة ملف النظام، بما في ذلك مجزرة عام 1988، إلى مجلس الأمن الدولي.
كما كان المطلب بإدراج حرس النظام الإيراني على قائمة الإرهاب نقطة إجماع رئيسية. اللورد كراير انتقد بشدة تقاعس الحكومات البريطانية المتعاقبة، ووصف النظام بأنه “فاشي ديني”، ورفض الأعذار البيروقراطية لتأخير الإدراج، مؤكدًا أن حرس النظام الإيراني “ينشط في شوارع المملكة المتحدة”. وأكد بوب بلاكمان وويليام باول أن إدراج الحرس ليس خيارًا بل “ضرورة”.
دعم البديل الديمقراطي: “لا شاه ولا ملالي”
كانت الرسالة السياسية الأبرز هي رفض جميع أشكال الديكتاتورية ودعم البديل المنظم. أكد بوب بلاكمان أن “الشعب الإيراني لا يريد العودة إلى عهد الشاه، كما أنه لا يريد استمرار الديكتاتورية الدينية”.
ودعا المتحدثون، بمن فيهم اللورد بلينغهام واللورد ماكيب، إلى “الاعتراف بشرعية المقاومة” و”التعامل الرسمي” مع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. ووصفت البارونة ريدفيرن هذا الاعتراف بأنه “ضرورة استراتيجية للسلام العالمي والأمن الأوروبي”.
وحظيت خطة السيدة رجوي ذات النقاط العشر، التي تدعو إلى جمهورية علمانية وإلغاء عقوبة الإعدام، بإشادة واسعة باعتبارها “مخططًا لمستقبل ديمقراطي” و”حلًا إيرانيًا قابلًا للتطبيق”.
شهادات جيل الشباب
تضمنت الفقرة الأكثر تأثيرًا في المؤتمر شهادات قوية من نشطاء شباب إيرانيين، ربطوا نضال جيلهم بتضحيات عائلاتهم. وقالت روزا زارعي، التي أُعدمت خالتها في مجزرة 1988: “عندما أفكر في خالتي، أفكر في النساء في سجن إيفين اليوم… شجاعتهن تحمل إرث أولئك الذين فُقدوا”. واختتمت الناشطة الشابة مهرنوش برسالة موحدة: “إلى المجتمع الدولي، أقول هذا بوضوح: صمتكم تواطؤ”.


