خبراء أمميون يحذرون من “خطر وشيك” يتهدد 6 سجناء إيرانيين محكوم عليهم بالإعدام
في رسالة عاجلة موجهة من جنيف، أعرب خمسة من المقررين الخاصين والخبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم البالغ إزاء الخطر الوشيك الذي يواجه ستة سجناء سياسيين إيرانيين محكوم عليهم بالإعدام. السجناء، الذين أُدينوا بتهمة “البغي”بسبب ارتباطهم المزعوم بـ منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، تعرضوا لمحاكمات تفتقر لأدنى معايير العدالة وشابها التعذيب وسوء المعاملة، ويواجهون الآن خطر التنفيذ الوشيك لأحكامهم.
تفاصيل رسالة الخبراء الأمميين
جاء هذا التحذير في رسالة مشتركة وقع عليها:
- ماي ساتو، المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في إيران.
- غابرييلا سيتروني، من الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي.
- موريس تيدبال-بينز، المقرر الخاص المعني بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء أو بإجراءات موجزة أو تعسفاً.
- نازيلا قانع، المقررة الخاصة المعنية بحرية الدين أو المعتقد.
- أليس جيل إدواردز، المقررة الخاصة المعنية بمسألة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.
السجناء المعرضون للخطر:
أعرب الخبراء عن قلقهم بشأن السجناء الستة وهم: بابك علي بور، وحيد بني عامريان، أكبر دانشوركار، بويا قبادي، أبو الحسن منتظر، وسيد محمد تقوي سنكدهي.
الاعتقال والتعذيب المنهجي
أشارت الرسالة إلى أن السجناء الستة اعتُقلوا بين 22 ديسمبر 2023 و 23 فبراير 2024 في مواقع مختلفة، بما في ذلك طهران وحدود تشالدران. وأكدت المعلومات أن الاعتقالات تمت دون أوامر قضائية، وباستخدام مفرط للقوة والتهديد:
- تعرض السيد علي بور للضرب على ظهره وبطنه وهُدد بالإعدام.
- تم ضرب السيد بني عامريان والسيد منتظر معاً عند اعتقالهما، وأُطلق النار على بني عامريان.
- تعرض السيد دانشوركار للضرب أثناء مداهمة منزله وهُدد باعتقال زوجته وطفله.
- تعرض السيد قبادي والسيد تقوي للضرب عند اعتقالهما على الحدود.
بعد الاعتقال، نُقلوا جميعاً إلى سجن إيفين، حيث احتُجزوا لفترات طويلة في الحبس الانفرادي ومُنعوا من الاتصال بالعالم الخارجي. وخلال فترة احتجازهم، تعرضوا لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي وسوء المعاملة:
- هُدد السادة علي بور، بني عامريان، وتقوي سنكدهي بـ “الإعدام الميداني” من قبل المحققين.
- جُلد السيد دانشوركار وهو مقيد إلى مقعد.
- أدى الضرب المبرح للسيد منتظر إلى تمزق غرز جراحية ناتجة عن عملية قلب مفتوح سابقة.
- احتُجز السيد قبادي والسيد تقوي سنكدهي في زنازين تفتقر للتدفئة خلال فصل الشتاء.
محاكمات صورية وانتهاك للضمانات القانونية
في 6 أكتوبر 2024، حوكم الرجال الستة بشكل جماعي أمام الشعبة 26 لمحكمة الثورة بطهران بتهمة “البغي”.
- أفادت التقارير أن الإجراءات افتقرت تماماً لضمانات المحاكمة العادلة.
- كانت الجلسات قصيرة للغاية، ولم يُمنح المتهمون سوى “بضع دقائق” لتقديم دفاعهم.
- التقى ثلاثة على الأقل من المتهمين بمحاميهم للمرة الأولى يوم المحاكمة.
في 30 نوفمبر 2024، حُكم على السجناء الستة بالإعدام. بالإضافة إلى ذلك، حُكم على السيد بني عامريان بالسجن 10 سنوات، والسيد دانشوركار 20 سنة، والسيد منتظر 10 سنوات.
مخاوف من تنفيذ وشيك للأحكام
ذكر التقرير أنه في يونيو 2025 (بعد الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين)، نُقل السجناء الستة إلى سجن طهران الكبير (فشافويه). وفي 8 أغسطس 2025، نُقل خمسة منهم (دانشوركار، تقوي، قبادي، بني عامريان، وعلي بور) إلى سجن قزل حصار بمحافظة البرز، حيث يُحتجزون في زنازين انفرادية.
كما نُقل السيد أبو الحسن منتظر إلى قزل حصار “بحجة العلاج الطبي”، مما أثار مخاوف فورية بشأن إعدامه الوشيك، حيث يُعرف هذا السجن بأنه “الموقع الرئيسي لتنفيذ الإعدامات” في محافظتي طهران والبرز.
واختتم الخبراء رسالتهم بالإعراب عن قلقهم العميق إزاء الخطر الوشيك لتنفيذ أحكام الإعدام، مؤكدين أن الإجراءات القضائية “لم تفِ بمتطلبات المحاكمة العادلة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان”، مما يجعل هذه الأحكام “جائرة” وعقوبة الإعدام “غير قانونية”.


