موجة غضب عارمة: إضراب المتقاعدين وانهيار الاقتصاد يتصدران أحداث إيران
يلخص هذا التقرير أبرز الأحداث والتطورات في إيران يوم الأحد الموافق 9 نوفمبر 2025 ، والتي تميزت باتساع رقعة الاحتجاجات الاقتصادية وتفاقم الأزمات المعيشية والبيئية.
أولاً: الاحتجاجات والإضرابات الواسعة
شهدت إيران سلسلة من الاحتجاجات والتجمعات الحاشدة التي تعبر عن الغضب الشعبي تجاه الفقر والفساد:
- متقاعدو الاتصالات: خرج متقاعدو شركة الاتصالات في 18 محافظة ومدينة (منها طهران، كرمانشاه، تبريز، أصفهان، الأهواز، وزنجان) في تجمعات غاضبة. أعلن المتقاعدون أن ذكرى خصخصة الشركة هي “اليوم الأسود”، ورفعوا شعارات ضد “ناهبي حقوق الناس“ ونددوا بفساد ونهب مؤسسات تابعة لهيئة “الهیئة التنفيذية” ومؤسسة التعاون التابعة للحرس الثوري.
- متقاعدون آخرون: نظم متقاعدو الضمان الاجتماعي احتجاجات في شوش والأهواز ورشت وكرمانشاه، تنديداً بالوضع المعيشي الصعب، والتضخم الجامح، والفساد المنهجي.
- عائلات السجناء: اعتصمت عائلات عدد من السجناء السياسيين أمام سجن إيفين مطالبة بكشف شفاف عن مصير أحبائهم.
- مشكلة الإسكان: تجمع أعضاء تعاونية “تاقديس” السكنية في سيرجان أمام مبنى محافظة كرمان بسبب عدم تسليم وحداتهم السكنية منذ عام 2019.
- أزمة نساء تشابهار: تجمعت أكثر من 300 امرأة مشردة مع أطفالهن أمام مبنى المحافظ بعد أن قامت القوات العسكرية بتدمير منازلهن دون أمر قضائي، وسط تجاهل تام من السلطات.
ثانياً: الأزمات الاقتصادية والبيئية المتفاقمة
تصاعدت المؤشرات على انهيار الاقتصاد وسوء الإدارة في القطاعات الحيوية:
- انهيار البورصة: سجل مؤشر البورصة تراجعاً حاداً بـ 72 ألف وحدة، ليصل إلى 3.151 مليون وحدة.
- أزمة الغذاء والإنتاج: تواجه مزارع الدواجن والماشية خطر الإفلاس بسبب النقص الحاد في الأعلاف وارتفاع الأسعار بشكل مضاعف، مما ينذر بفقدان 20% إلى 40% من إنتاج اللحوم والبيض خلال شهر واحد.
- الفساد وسوء استخدام العملة: أدى تحرير سعر صرف العملة المخصص لاستيراد اللحوم إلى ارتفاع جنوني في أسعارها، وباتت غالبية الشعب عاجزة عن الشراء. كما تفاقمت أسعار أسماك التونة المعلبة بسبب تراجع 70% في واردات الأسماك.
- تفاقم أزمة المياه: وصلت احتياطيات سد كرج إلى “الحجم الميت”، ولم يتبقَ سوى 8% من المياه القابلة للاستخدام، مما يهدد إمدادات المياه لمحافظتي البرز وطهران.
- أزمة جامعية: واجهت جامعة طهران، أكبر جامعة في البلاد، انقطاعاً واسعاً في المياه.
ثالثاً: الفساد المنهجي وغياب المساءلة
أكد التقرير أن الأزمات الحالية ليست صدفة بل نتيجة لـ”سياسة منهجية للنهب والريع”:
- استمرار النهب: تشير التقارير إلى استمرار عمليات الاختلاس والسرقة بمليارات الدولارات في البنوك والمؤسسات والمشاريع الوطنية الكبرى (مثل فولاد مباركة، بنك المستقبل، ومشروع بديده شانديز).
- نتائج الفساد: أسفر سوء الإدارة والفساد عن الجفاف، والتضخم، والفقر، والانهيار الاقتصادي.
- رسالة الشعب: اختتم التقرير برسالة حاسمة من المحتجين مفادها: “كفى فساداً وظلماً! لن نتخلى عن الشارع والاعتصام حتى نيل حقوقنا.”
